الإمام الخميني والنهوض الإسلامي العالمي
الإمام الخميني هو الرجل الذي صنع من تخليد ذكرى عاشوراء أعظم ثورة وأقوى دولة في العصر الحديث ولم يكن بيده سلاح سوى التقوى والزهد والكلمة الصادقة إضافة إلى أنه كان يحمل نفساً كبيرة وشخصية عظيمة استطاع بهما أن يقود إيران طيلة عقد من الزمان ويجعل منها ملاذاً لكل القوى المطالبة بالعدالة والتحرر، ويعيد للإسلام دوره المشرق ويحمل بجدارة عبء هذه المسؤولية، واستطاع أيضاً أن يؤمّن مسيرة الجمهورية الإسلامية بعدما عصفت بها المصاعب والمؤامرات والضغوطات من كل جانب.
الكاتب والإعلامي حميد حلمي البغدادي
نقف بإجلال للشيخ الكبير الذي تصدى للاستكبار العالمي والصهيونية البغيضة، ولم يناور ولم يهادن لا قبل الانتصار الثورة الإسلامية ولا بعدها وكان شعاره أن (إرادة الله سبحانه وتعالى وكرامة الشعوب هما المنتصر مهما استشرس أعداء الدين والبشرية على امتداد التاريخ).
الإمام الخميني هو الرجل الذي صنع من تخليد ذكرى عاشوراء أعظم ثورة وأقوى دولة في العصر الحديث ولم يكن بيده سلاح سوى التقوى والزهد والكلمة الصادقة إضافة إلى أنه كان يحمل نفساً كبيرة وشخصية عظيمة استطاع بهما أن يقود إيران طيلة عقد من الزمان ويجعل منها ملاذاً لكل القوى المطالبة بالعدالة والتحرر، ويعيد للإسلام دوره المشرق ويحمل بجدارة عبء هذه المسؤولية، واستطاع أيضاً أن يؤمّن مسيرة الجمهورية الإسلامية بعدما عصفت بها المصاعب والمؤامرات والضغوطات من كل جانب.
لقد كانت المخاطر التي تتهدد الثورة الإسلامية الفتية كثيرة ومعقدة بيد أن الإمام الخميني (طاب ثراه) تمكن من إخمادها وإجهاضها وحول الكم الهائل منها إلى فرص استثمرها أبناء شعبنا المجاهد لتقويض ركائز الاستكبار الأميركي وإنزال الهزائم المذلة به وبصنيعته "اسرائيل" الغاصبة.
فبعدما كانت إيران قاعدة امبريالية ضد شعوب المنطقة تحولت بفضل قيادة الإمام الراحل إلى قاعدة لمقارعة المستكبرين وإلى حليف استراتيجي لدعم قوى محور المقاومة بوجه المشروع الأميركي ـ الصهيوني في منطقة غرب آسيا.
وبفضل القيادة الربانية للإمام الخميني، انطلقت الصحوة الإسلامية المباركة في أرجاء الأرض والتي عملت على لجم العربدة الأميركية ـ الأوروبية ـ الاسرائيلية في الشرق الأوسط وأنحاء العالم.. الصحوة التي عززت أيضاً مواقع المجاهدين والمقاومين في لبنان وفلسطين وسوريا واليمن والعراق، وجعلت منها أرقاماً صعبة ومؤثرة جداً في المعادلات الدولية.
الإمام الخميني قاد الثورة الإسلامية في إيران ليقول: للعالم أجمع أن الإسلام هو الحق وأن الإسلام هو أن لا ننسى قضايانا المصيرية التي تضعنا في المواجهة مع قوى العدوان والاستكبار، وليقول أن "اسرائيل" شر مطلق وغدة سرطانية لا بد من إزالتها من الوجود لكي تعود فلسطين إلى أهلها وتنعم أمم الأرض بالأمن والسلام والتعايش الودي والإنساني وذلك بعد القضاء على النزعة العدوانية التآمرية الصهيونية في العالم.
الإمام الخميني هو القائد الذي كان شعاره التوكل والصبر والعزم والحزم.. القائد الذي تحدى أعتى القوى الامبريالية ولم يسمح للخوف والانكسار أن يتسللا إلى نفسه الأبية الأمر الذي جعل الأمة تدين له بالولاء والطاعة كما جعل أبناء الشعب الإيراني المجاهد يذوبون في نهجه الخلاق ويحققون اليوم أعظم المنجزات والمكاسب التي يفخر بها المسلمون والأحرار والشرفاء جميعاً.
إن نهج الإمام الخميني كان ولا يزال هو نهج الثورة واستنهاض همم الخيّرين لبناء الحاضر وضمان المستقبل، وقد واصل قائد الثورة الإسلامية سماحة الإمام الخامنئي (دام ظله) هذه المسيرة الصاعدة بما ارتقى بالجمهورية الإسلامية إلى أعلى المراتب، فإيران اليوم آخذة بنواصي المعرفة والعلوم والتقانة النووية والفضاء والتسلح ولها دور إقليمي ودولي يدين له الأصدقاء والأعداء على حدٍّ سواء.
لقد رحل الإمام الخميني تاركاً وراءه ارثاً عظيماً من الإنتصارات والعظمة والإيمان والبصيرة والثقة بالنفس، كما استطاعت الثورة الإسلامية التي قادها بحكمته وحسن تدبيره ورؤيته الثاقبة أن تعيد الوجه الحقيقي للجهاد الحق الذي يتصدى اليوم ببسالة لكل التحركات الاستكبارية والفتن التكفيرية والسلوكيات الإرهابية التي جاءت بها أميركا و"اسرائيل" لتشويه الإسلام المحمدي الأصيل وللحيلولة دون تحرير فلسطين من الإحتلال الصهيوني الغاشم.
المؤكد أن المشروع الإسلامي الذي أطلقه الإمام الراحل (طاب ثراه) تجلى اليوم في تعميق مفاهيمه وزيادة نجاحاته على مستوى الأمة من خلال المواقف النبيلة التي جسدتها الجمهورية الإسلامية النابعة من المفاهيم التي رسخها الإمام الخميني ومن الدور الريادي الذي تضطلع به إيران في المرحلة الراهنة.
في مناسبة رحيل الإمام الخميني نستمطر شآبيب الرحمة على روحه الطاهرة ونستذكر المواقف التضحوية الخالدة لسماحته قائداً أعطى الأمة ما لديه من صدق وتفانٍ وإخلاص ووهبها ثورة إسلامية زلزلت المؤامرات والمخططات الإستكبارية كافة وجعلت من إيران دولة عظيمة يحسب لها ألف حساب وجعلت منها نصيراً لجميع المستضعفين والأحرار وقائداً لمحور المقاومة بوجه التحركات الصهيو اميركية الشريرة في منطقتنا الإسلامية والعربية.
أکتب تعلیقک.