الإمام الخميني: من أحضان المرأة ينطلق الرجل نحو السمو والعلياء
يرى رائد النهضة الإسلامية في القرن العشرين ومفجر الثورة الإسلامية في إيران سماحة الإمام الخميني قدس سره الشريف، أنّ للمرأة دوراً كبيراً في المجتمع، وهي مظهر لتحقق آمال البشر، فهي كما يقول: مربية الإنسان، ومن أحضانها ينطلق الرجل نحو السمو والعلياء، وبالتالي فإنها "الكائن الوحيد الذي يمكنه إتحاف المجتمع بأفراد يندفع المجتمع، بل المجتمعات، ببركة وجودهم، نحو الاستقامة والقيم الإنسانية العليا.
يرى رائد النهضة الإسلامية في القرن العشرين ومفجر الثورة الإسلامية في إيران سماحة الإمام الخميني قدس سره الشريف، أنّ للمرأة دوراً كبيراً في المجتمع، وهي مظهر لتحقق آمال البشر، فهي كما يقول: مربية الإنسان، ومن أحضانها ينطلق الرجل نحو السمو والعلياء، وبالتالي فإنها "الكائن الوحيد الذي يمكنه إتحاف المجتمع بأفراد يندفع المجتمع، بل المجتمعات، ببركة وجودهم، نحو الاستقامة والقيم الإنسانية العليا.
ويعتقد الإمام الخميني أنّ دور المرأة في المجتمع أهم من دور الرجل، لأنّ النساء والسيدات -وعلاوة على كونهن شريحة فعّالة على كل الأصعدة- فإنهن يتصدين لتربية الشرائح الفعّالة الأخرى أيضاً.
ويضيف الإمام الراحل: إنني ألاحظ أنّ هناك تطوراً عجيباً في مجتمع المرأة يفوق ما حصل لدى الرجال، كما إننّي ألمس تطوراً عجيباً عند النساء يفوق ما حصل عند الرجال.
و يتابع قائلاً: إنني أباهي بنساء إيران الإسلامية، فالتطور الذي حصل عندهن جعل المخططات الشيطانية على مدى ما ينيف على الخمسين عاماً، والتي ساهم بها المخططون الأجانب والعملاء الأراذل -بدءاً بالشعراء المبتذلين ومروراً بالكتّاب وأجهزة الإعلام الأجيرة- تصبح كلها هباءً منثوراً.
وأردف قائلاً: لقد أثبتت النساء في عصرنا الحاضر أنهن جنباً إلى جنب الرجال في الجهاد، بل إنهن تقدّمن عليهم. وإننا نفخر أنّ السيدات والنساء صغاراً وكباراً، ناشئات وعجائز، يمارسن دورهن الفاعل في المجالات الثقافية والاقتصادية والعسكرية كالرجال، أو أفضل، سعياً في تحقيق رفعة الإسلام وأهداف القرآن الكريم.
ويضيف أيضاً: إنني وكلّما رأيت السيدات المحترمات وهنّ يوطنّ أنفسهن لتحمّل أنواع الصعوبات في سبيل تحقيق أهداف بلدنا المرحلية، بل وحتى الشهادة، يملؤني الاطمئنان إلى حتمية انتصارنا في هذا السبيل.
ويذهب الإمام الخميني بعيداً فيقول: السيدات هنّ قادة نهضتنا، ويخاطبهن قائلاً: أنتنّ أيتها السيدات الشجاعات ضمنتن النصر للإسلام بوقوفكن جنباً إلى جنب الرجل. لقد كان لكنّ أيتها الأخوات نصيباً وافراً في هذه النهضة، وإنّ رجالنا مدينون لشجاعتكن أيتها النساء البطلات. إننا نرى أنّ كثيراً من النجاحات التي تحققت رهينة بخدماتكن أيتها السيدات وإنّ كثيراً من خدمات الرجال أيضاً رهينة بخدمة النساء.
ويؤكد سماحته أنّ لسيدات إيران نصيب أكبر من الرجال في هذه الثورة وأنّ سيداتنا العزيزات كنّ سبباً في خلق الشجاعة والجرأة لدى الرجال، كما أنّ ما تحقق لنا من انتصار يعود إلى النساء قبل الرجال.
ويضيف: إنّ أكبر ما حصل في إيران هو التحوّل الذي حصل لدى المرأة، ولو لم يكن لهذه النهضة والثورة الإسلامية سوى هذا التحول الحاصل لدى السيدات والشبّان.. لكفى، فإنّ الشعب الذي تقف نساؤه في الصف الأول من أجل تحقيق الأهداف الإسلامية لن يصيبه ضرر.
ويتساءل الإمام الخميني: أيّ فخر أكبر من أنّ نساءنا المحترمات صمدن في الصفوف الأولى مقابل النظام الظالم السابق، وبعد تدميره وقفن في مقابل القوى العظمة وعملائها وأظهرن من البطولة ما لم يسجل التاريخ عن الرجال في أيّ عصر من العصور نظيراً له.
ودعا الإمام الخميني قائلاً: لتكن النساء متقدمات في تربية وتعليم مجتمعنا المحترم، فإذا سلبت النساء المربيات للإنسان من الشعوب فسوف تنحدر الشعور نحو الهاوية، وإنّ صلاح أو فساد مجتمع ما ينبع من صلاح أو فساد نساء ذلك المجتمع.
ويشدد الإمام الخميني على أنّ الإسلام يأخذ بنظر الإعتبار حقوق النساء مثلما يهتم بحقوق الرجال، وقد اعتنى بالنساء أكثر من اعتنائه بالرجال. إنّ اهتمام الإسلام بحقوق النساء فاق اهتمامه بحقوق الرجال، ويتجلى ذلك فيما ستمارسه النساء فيما بعد، فللمرأة حق الرأي وحق الإنتخاب، بل إنّ المسائل المنظورة للنساء عندنا أفضل مما هو موجود في الغرب، فلهن الحرية في ممارسة نشاطاتهن وبكامل إرادتهن، وفي انتخاب العمل ينبغي أن لا يغيب عن الأذهان أنّ في الشرق ثمة محدوديات للرجال أيضاً، وهي لمصلحة الرجال أنفسهم، فالإسلام يحرّم ممارسة الأفعال التي فيها مفسدة للرجل، لأنها مقرونة بالمفاسد، و بالتالي هناك محدوديات للجميع: شرعية وإلهية.. محدوديات لمصلحة المجتمع نفسه، لا أن يمنع الإسلام عن أشياء ينتفع منها المجتمع.
وأوضح الإمام الخميني أن المرأة بوصفها إنساناً تتمكن في النظام الإسلامي من المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع الإسلامي جنباً إلى جنب الرجل، أما أن تشارك كأي شيء آخر فلا هي يحق لها أن تتدنى بمنزلتها إلى هذا المستوى، ولا يحق للرجال أن ينظروا إليها بهذه الصورة. أما ما يسمّى بالترفيه، فإنّ الإسلام يحارب كل ما من شأنه جر الإنسان إلى التفاهة وإبعاده عن ذاته، فتناول الخمر محرّم في الإسلام، والأفلام التي تسيء إلى أخلاق الإنسان المتسامية محرّمة أيضاً.
ووفقاً للإمام الخميني فإن دور النساء في العالم يتسم بسمات خاصة، وإنّ صلاح أي مجتمع أو فساده نابع من صلاح النساء وفسادهن في ذلك المجتمع، فالمرأة هي الكائن الوحيد الذي باستطاعته أن يرفد المجتمع من أحضانه أفراداً بفضل بركاتهم يتمكن المجتمع -بل المجتمعات- من السير على طريق الإستقامة والقيم الإنسانية السامية.
أکتب تعلیقک.