الانتفاضة السويدية ضد الحرية
في عصر النمو السريع لعدد السكان المسلمين في أوروبا واحتلال السويد وفرنسا المركز الأول في هذا الاتجاه التصاعدي، بادرت الحكومة السویدیة وبخطوة عجیبة تتنافی مع بروتوكولات القانون الدولي، بتأیید موضوع إهانة مقدسات أكثر من مليارین مسلم في أنحاء العالم وذلك من خلال إعطاء حصانة قضائية لمرتكبي مثل هذا العمل الشنيع.
في عصر النمو السريع لعدد السكان المسلمين في أوروبا واحتلال السويد وفرنسا المركز الأول في هذا الاتجاه التصاعدي، بادرت الحكومة السویدیة وبخطوة عجیبة تتنافی مع بروتوكولات القانون الدولي، بتأیید موضوع إهانة مقدسات أكثر من مليارین مسلم في أنحاء العالم وذلك من خلال إعطاء حصانة قضائية لمرتكبي مثل هذا العمل الشنيع، لتبرهن عمليًا بأن أوروبا والغرب بصورة عامة، خلافًا لمزاعمهما المبالغ فيها في مجال رعایة واحترام حق حرية التعبير والتصويت، كانا ولا یزالان لا يؤمنان وبأي شكل من الأشكال بهذه المقولة الأساسية (یعني حریة التعبیر وحریة الرأي) وأن ما يحدث بالفعل هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان الأساسية هذه.
إن معاداة الإسلام وإهانة القرآن الكريم، وهو الكتاب المقدس الذي وضع موضوع احترام جميع الأديان السماوية في مقدمة تعاليمه وتعالیم نبي الإسلام الأكرم، تعتبر مبادرة غیر سلیمة تعبر عن الضعف والعجز المتزاید للأوروبيين في مواجهة الموجة المتزايدة لإعتناق الدین الإسلامي في أوروبا.
لقد أدرك العالم الغربي أنه تم إزالة القناع واللثام عن وجه الحرية المصطنع والمزيف الذي قدمه للعالم على مدى عدة قرون، وأن أصحاب الأفكار والنفوس الحرة الأبية المحبة للحرية لم يعودوا مستعدين لقبول المعتقدات الخاطئة التي تفتقر إلى الأسس الفكرية الإنسانية. لذلك بدأ بإصدار تراخيص لمحاربة الإسلام، لكنه يجهل أنه بفعله هذا لم يتطاول على الإسلام والقرآن ومعتقدات أمة كاملة فحسب، بل إنه قاد الحرية نحو مسلخ الفناء.
وإذا ألقينا نظرة على خلفيات وسجلات معاداة الإسلام في الغرب، وخاصة في السويد، منذ عام 1998 حتى وقتنا الراهن نلاحظ أن نتيجة هذه المعاداة والإهانات والاعتداءات على القرآن الكريم كانت تنامي ظاهرة انتشار الاسلام وتزايد نسبة اعتناقه في الغرب. وفي هذا الصدد، توقع "مركز بيو للأبحاث" Pew Research Center) » في واشنطن، والذي يقدم كل عام تقريرًا إحصائيًا عن الاتجاهات الفكرية في مختلف أنحاء العالم، بأن المسلمون في عام 2030، سيشكلون 8٪ من سكان أوروبا، وعدد السكان المسلمين الأوروبيين الذي تجاوز الخمسين مليون نسمة في الوقت الحالي يعتبر خير دليل على صحة الأبحاث التي قام بها هذا المركز وكذلك خير دليل على نمو المسلمين ونفوذهم في كافة أنحاء العالم، الأمر الذي أثار بشدة قلق وهواجس المسؤولين والسلطات في الدول الأوروبية والغربية.
إن تفشي الفساد الإداري والاجتماعي والثقافي، وتزايد مراكز الفساد، وتزايد حجم السرقات وانعدام الضمان الاجتماعي، وزيادة الرشوة والفساد الإداري الذي مهد الأرضية المناسبة لتواجد الجماعات الإرهابية المختلفة في السويد، وتجارة المخدرات التي أدت إلى زيادة ارتكاب جرائم القتل بالأسلحة، وكذلك تزايد الاعتداءات الجنسية وإساءة معاملة الأطفال والاتجار بالبشر في هذا البلد ما هي إلا جزء يسير من الفساد المستشري في السويد، الأمر الذي أثار اعتراض واحتجاج أهالي هذا البلد، وخاصة المسلمين؛ وهذا البلد في الحقيقة يفتقد عمليًا أي خطة لحل هذه المشاكل وهذه الأزمات التي تستفحل يومًا بعد يوم، من هنا نراه يضطر إلى اتخاذ إجراءات قذرة بعيدة عن العقل والمنطق كالمبادرة بحرق القرآن والسماح بهذا العمل المشين من أجل تحريف وتشتيت الأفكار عن ما يوجد من معاناة ومشاكل وأزمات لا تعد ولا تحصى في هذا البلد.
وفي الختام، إلى جانب إدانة هذا العمل الشنيع، نحن ندعو جميع المسلمين في العالم والنخب والأحرار والحكومات في جميع أنحاء العالم للرد على هذا العمل البغيض للحكومة السويدية ونطالب الشعوب بمعارضة ومواجهة جميع الأعمال التي تؤدي إلى تدمير الأمن والمصالح الوطنية وخاصة الحرية.
صفورا كاظميان
ماجستیر في الإعلام
أکتب تعلیقک.