الملحق الثقافي الإيراني في لبنان يشارك في اختتامية فعاليات ذكرى رحيل الإمام الخميني (قده) في الهرمل
شارك الملحق الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان في اختتامية فعاليات ذكرى رحيل الإمام الخميني (قده) في الهرمل والتي أقامتها جمعية مراكز الإمام الخميني (قده) الثقافية في لبنان - مركز الهرمل.
شارك الملحق الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان في اختتامية فعاليات ذكرى رحيل الإمام الخميني (قده) في الهرمل والتي أقامتها جمعية مراكز الإمام الخميني (قده) الثقافية في لبنان - مركز الهرمل.
ختام الفعاليات كان مع توقيع كتاب "الفناء في الحب: أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني (قده)" والذي شارك فيه كلٌّ من معالي الدكتور طراد حمادة، فضيلة الشيخ نزار سعيّد (المدير العام لجمعية مراكز الإمام الخميني(قده))، فضيلة السيد محمد رضا مرتضوي (الملحق الثقافي للجمهورية الإسلامية في لبنان)، الدكتور خضر نبها.
أدار الندوة مدير مركز الإمام (قده) في الهرمل علي جعفر، وحضرها عضو كتلة الوفاء النائب الدكتور ايهاب حمادة، مفتي الهرمل سماحة الشيخ علي طه، راعي أبرشية القاع الأب اليان نصر الله، مسؤول قطاع الهرمل في حزب الله الحاج علي علوه، رئيس بلدية الهرمل الحاج صبحي صقر، وحشد من الفعاليات السياسية والتربوية والثقافية والطبية والاجتماعية.
وقد افتتحها الأستاذ علي شمص بآيات من القرآن الكريم، واختتمت الندوة بتوقيع الدكتور طراد لمجموعة من كتبه، وبجولة في المعرض الفني الذي أقيم للمناسبة، وبتدوين الضيوف آراءهم في السجل الذهبي.
وألقى الملحق الثقافي السيد محمد رضا مرتضوي كلمة وأبرز ما جاء فيها:
الحديث عن أبعاد شخصيةٍ كشخصية إلامام الخميني والتي دخلت التاريخ من بوابة الثورة والحماسة والجهاد، وتخلدت في صفحاته قيادةً وفكرًا وأدبًا وشعرًا وفلسفةً وعرفانًا، لهو أمر بالغ التعقيد.
فالإمام الذي كان يحيى على فوق هذه الأرض الترابية وكان زعيماً للشعب إلا أنه كان في سيره العرفاني وسلوكه بعيداً عن التعلق بهذا العالم الفاني ويطأه بإقدامه لذلك أصبح قائداً للعرفاء الواصلين وتمام السالكين وأصحاب القلوب الوالهة.
وأضاف: لأن الإمام الخميني كان عارفاً، سالكاً، مفسراً للقرآن، فيلسوفاً وأستاذاً للأخلاق وشاعراً. هو القائد الذي كان شاعراً! وإننا نرى إبداعه الأدبي والبلاغي يتمثل في ديوان "شعر الإمام الخميني" الذي جمعت فيه أشعاره التي حوت مضامين شتى، كالحب، العرفان، العاطفة وشؤون المجتمع.
الملموس في شخص الإمام الراحل كذلك، نزعته العرفانية، وحياته البسيطة، المتواضعة، وزهده المعروف عنه، فكان قريبًا من محبيه يجالسهم ويقدم لهم الشاي بنفسه، يكتفي بالحد الأدنى من الأثاث في منزله البسيط، في نفس الوقت الذي كان يطلق فيه أعلى صرخاته لنيل العدالة ويرجف طغاة الزمان كان يحيي بحضور القلب صلاة العشق ونافلة السحر كما كان لسانه يلهج بـ ( إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك).
ثم شكر الملحق الثقافي السيد محمد رضا مرتضوي الوزير الدكتور طراد حمادة على جهده في دراسته القيمة والجميلة والرائعة في كتاب "الفـنـاء فــي الحـب -أسرار الحكمة والعرفان في شعر الإمام الخميني"، الصادر عن دار المــــودة، وقال: قدم معاليه لدراسته بقسم نظري، في الباب الأول يتناول ترجيعات ورباعيات شعرية في الغزل العرفاني وفي الباب الثاني أسرار الحكمة والعرفان عند الإمام الخميني، ويختم بمفهوم الفناء عند الإمام الخميني كشف أسرار عرفان الإمام.
وأشار السيد محمد رضا مرتضوي إلى أن مؤلف الكتاب "وفي رحلة بحثه انتقل من مفهوم الحب عند الغزليين والصوفيين، ثم بحث في أطوار الحب الإلهي عند الإمام الخميني، شارحاً قصيدة الترجيحات متحدثاً عن اللغة الشعرية وألفاظ الدروشة وصفات العرفان، وشرح الرباعيات، وانتهى إلى الكلام على مفهوم الفناء في الحب عند السيد الخميني.
أضاف الملحق الثقافي: بهذه الروحية خرج الخميني القائد، ليس رغبةً بالسلطة، وإنما لتحقيق الحكومة الإسلامية والنظام الإسلامي الأصيل، فكانت ثورةً للمظلوم على الظالم وللمستضعفين على الطغاة. فقد أدرك الإمام أن الإسلام بتعاليمه وقوانينه وتشريعاته قادر على إدارة شؤون المجتمع وتنظيم حياة الأفراد في ظل دولة الإسلام. إضافةً إلى ذلك، أراد أن يطبق عرفانه النظري على المجتمع والسياسة فيكون عرفانا عملياً له ثماره ومصاديقه في مجتمعه.
اتصفت شخصية الإمام بمواصفات عدة، تمتاز بها القيادات العالمية المعروفة ببعد النظر والنباهة التي تخوله أن يتولى المواقع الحساسة إرضاءً لربه وضميره. فهو مصداق للمجاهدين المهاجرين المؤمنين "الّذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأمْوالهمْ وأنفسهمْ في سبيل اللّه". فلقد تمتع بالإيمان والإخلاص والثبات والزهد، وكذلك العمل الصالح وتزكية النفس والتوكل على الله في كل خطوة.
لقد كان الإمام روح الله الخميني، قائد المظلومين والمستضعفين، صانع الثورة ضد الفساد والظلم وذلك بفضل وضوح رؤيته وصلابة إرادته ورسوخ عقيدته التي لم تفارق قلبه في كل قراراته وخطواته وعلى مدى سنوات توليه القيادة. هو الذي رسم ملامح الدولة المثالية والنظام الإسلامي الحقيقي فأصبحت الجمهورية الإسلامية على ما هي عليه اليوم من قوة واكتفاء وسيادة واستقلال.
وختم السيد محمد رضا مرتضوي نستنتج أن الحديث عن هذه الشخصية ينبغي أن يكون متعدد الأبعاد لأن فضائل الإمام الشخصية ليست منفصلة عن كل ما وصلت إليه من سلطة وقيادة. فتلك السمات الشخصية هي ما أوصلته إلى هناك، حيث خلوده في صفحات التاريخ وذاكرة الثورات وقلوب الأحرار عبر العالم.
أکتب تعلیقک.