النوروز في الحضارات القديمة
ظل الناس يحتفلون بعيد الربيع في سومر وبابل وفي نينوى لحوالي ثلاثة آلاف عام حتى انتشار المسيحية. لقد سماه السومريون (زكموك) وفي بابل ونينوى (اجيتو - الحج) أي عيد رأس السنة. ويبدأ العيد في أول يوم من السنة الذي يعد يوم المنقلب الربيعي ويصادف (21 آذار) بينما كان يعتبره القدماء اليوم الأول من شهر (نيشان - نيسان) أي يوم ظهور نيشان وعلامة الربيع.
ظل الناس يحتفلون بعيد الربيع في سومر وبابل وفي نينوى لحوالي ثلاثة آلاف عام حتى انتشار المسيحية. لقد سماه السومريون (زكموك) وفي بابل ونينوى (اجيتو – الحج) أي عيد رأس السنة. ويبدأ العيد في أول يوم من السنة الذي يعتبر يوم المنقلب الربيعي ويصادف 21 آذار بينما كان يعتبره القدماء اليوم الأول من شهر (نيشان - نيسان) أي يوم ظهور نيشان وعلامة الربيع. في هذا اليوم يتحرر (تموز - اله الخصب الذكوري) من قبره في ظلمات الأرض، ليظهر الى السطح ويخصب (عشتار) الهة الأرض والأنوثة، فتنبثق الحياة ويظهر الربيع. كان الكاهن الأعظم يصلي للإله (مردوخ) ومعناه (مار وضوح) سيد الوضوح أي إله النور. ويقوم الكهنة الآخرون بالطقوس الدينية الأخرى لأيام متتالية. ويستمر العيد لعشرة أيام، وفي اليوم الأخير تتم تلاوة أسطورة الخليقة وتقدم الصلوات والقرابين في اليوم الخامس. كما كان الملك يقدم تقريراً عن إنجازاته في السنة المنصرمة، ويطلب من الإله مردوخ المغفرة لذنوبه وآثامه. وفي المساء يذبح ثور أبيض رمز الفحولة وليسقي دمه الأرض. وفي اليوم السادس تنظم مسيرة ضخمة في شارع الموكب حيث يتم إحراق دمى ملونة بعد الانتهاء من المراسيم الرسمية. وفي اليوم العاشر يتم الاعتراف بشرعية حكم الملك من قبل الإله مردوخ. كانت المواكب التي تحمل تماثيل الآلهة تعود إلى بابل عبر الطرق البرية ولهذا أمر الملك نبوخذ نصر ببناء شارع الموكب الذي كان يمتد من دار العيد إلى باب عشتار. وخلال أيام العيد يعم الفرح بين الناس وتباح الكثير من الممنوعات.
انتقلت تقاليد الاحتفال بهذا العيد إلى الشام مع انتقال الميراث السومري إلى الساميين ومنها على سبيل المثال لا الحصر عبادة (تموز) أو أدونيس (بعل) مع عشتار. ولا يقتصر تأثير هذا العيد عند هذا الحد بل يظهر أيضاً بشكل واضح في الاحتفالات المسيحية بعيد الفصح أي الطبيعة التي تفصح وتتفتح في الربيع المسيحي الذي يعتبره المسيحيون عيد القيامة، أي عودة السيد المسيح إلى الحياة بعد صلبه تماماً مثل الاحتفال بقيامة (تموز) وعودته إلى الحياة ليعود معه الربيع والخصب. واعتبر العباسيون عيد الربيع عيداً رسمياً ولكن مع تبني اسمه الفارسي (نوروز) وأصبح الاحتفال بهذا العيد أمراً شائعاً ورسمياً في بغداد العباسية.
انتشار هذا العيد في أنحاء الشرق
لقد انتشر هذا العيد العراقي لدى شعوب آسيا الآرية والتركستانية .
أما بالنسبة للشعوب التركستانية فلها أساطير عدة حول يوم النوروز لعل أشهرها ملحمة اركينكون. ويعتبر 21 آذار هو عيد رأس السنة الجديدة ويسمونه (ينكي كون - اليوم الجديد). أما التركمان في مدينة آرضروم فيعتبرونه يوم بعث الموتى وانطلاقهم للمرح في الحياة. وفي المجتمعات الشيعية والعلوية والبكتاشية التركية يحتل النوروز مكانة مقدسة عند هذه المجتمعات، حيث يعتبر البكتاشيون (فرع من فروع الشيعة التركية) النوروز يوم ميلاد الإمام علي كما أنه بالنسبة لهم أيضاً يوم زواجه من فاطمة الزهراء (ع).
التركمان يحتفلون بالربيع. إن عادة القفز فوق النار التي تمارسها الكثير من الطوائف العراقية فيها معان تدل على الميلاد والتجدد. النار هي أداة التطهر والنقاء، والقفز عليها يعني بداية حياة جديدة خالية من آثام الماضي. أما بالنسبة لليزيدية، فهم أيضاً يحتفلون بهذا العيد. إن زيارة السنجق للقرى اليزيدية في هذا الشهر المقدس (نيسان). لهذا فإن السنة تبدأ عند اليزيدية منذ أول يوم أربعاء من أول أسبوع من شهر نيسان حيث يكون اليوم المذكور بداية للسنة اليزيدية، وعيداً يسمى عيد رأس السنة ويدعونه (سر صالي)..
أکتب تعلیقک.