بعد انتهاء الحرب المفروضة على إيران، وخلال فترة حكم صدام، حدث ذات مرّة أنّ الشباب المسؤولين عن البحث عن جثامين الشهداء المفقودين أرادوا دخول الأراضي العراقيّة بتنسيقٍ مع النظام البعثي لإجراء عمليّات البحث، فأوقف الضابط البعثي عند الحدود الآليّة الخاصّة بهم والتي كانت ترفرف فوقها راية «يا حسين»، وطلب منهم إنزال الراية حتى يسمح لهم بدخول الأراضي العراقيّة. تعجّب الإخوة وسألوه باستغراب: «هذه راية الإمام الحسين (ع)، ومرقد الإمام يقع في عراقكم أنتم!» لكن الضابط البعثي قال (وقد صدق): «إنّ رفع راية يا حسين، بمثابة رفع راية إيران فوق الأراضي العراقيّة، ولن أسمح لكم بمثل هذا الأمر!»

أوصى الشهيد مجتبى حريري، أحد شهداء بلدة دير قانون النهر الواقعة في جنوب لبنان، بما يلي: «التشييع: يُلفّ النعش براية حزب الله ويكون هناك راية للجمهورية الإسلامية المباركة ترفرف خلال التشييع باعتبار أن الجمهورية الإسلاميّة هي معسكر الإمام الحسين (ع)» ونُفّذت وصيّته.

اليوم (وخلافًا للأعوام السابقة)، رُفعت في مسيرة عاشوراء التي أقيمت في الضاحية الجنوبيّة لبيروت، إلى جانب راية يا حسين، رايات إيران المقدّسة وصور قائدنا العزيز والمقتدر سماحة الإمام الخامنئي، وكانت بارزة للعيان في أيدي شعب لبنان المقاوم. وقد أعادت المعركة العاشورائيّة الأخيرة بين إيران والكيان الصهيوني وأمريكا، إلى أذهان العالم وكلّ الشعوب الحرّة في العالم، أنّ شعب إيران البطل هو الذي رفع راية جبهة المقاومة في وجه الظلم والاستكبار ونظام الهيمنة، وهو الذي يحملها على عاتقه.

وهكذا تكون إيران هي الإسلام، والإسلام هو الثورة، والثورة هي الإمام الحسين (ع). فلا عجب إذًا أن يطلب قائد الثورة الإسلاميّة في ليلة عاشوراء الحسين (ع) من الحاج محمود كريمي: «إصدح بـ يا إيران الإلهيّة!» روحي فداءٌ لإيران!