• 14/02/1443 - 09:44
  • 9
  • وقت القراءة : 5 دقيقة
عقد الندوة الافتراضية بعنوان: اللسانیات المعرفية ومكانتها في الدراسات العلمية: آفاق و روی جديدة

عقد الندوة الافتراضية بعنوان: اللسانیات المعرفية ومكانتها في الدراسات العلمية: آفاق و روی جديدة

بالتعاون مع المركز الثقافي الايراني بتونس عقد قسم اللغة العربية بجامعة خوارزمي في ايران ورشة عمل افتراضية تحت عنوان " اللسانيات المعرفية و مكانتها في الدراسات العلمية : أفاق و روئ جديدة" بتاريخ 21 سبتمبر 2021 و قد شارك في هذه الجلسة أستاذين من ايران و تونس.

 

بالتعاون مع المركز الثقافي الايراني بتونس عقد قسم اللغة العربية بجامعة خوارزمي في ايران ورشة عمل افتراضية تحت عنوان " اللسانيات المعرفية و مكانتها في الدراسات العلمية : أفاق و روئ جديدة" بتاريخ 21 سبتمبر 2021 و قد شارك  في هذه الجلسة أستاذين من ايران و تونس.

أفتتحت الجلسة العلمية بمحاضرة ألقاها الدكتور خالد الطرودي و هو رئيس مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان تناول فيها ثالثة محاور اساسية و هي أولا ما الحاجة الى توظيف اللسانيات في التفسير القرآني، ثانيا من هم اللذين خاضوا في هذا الموضوع و ثالثا ماهي أهم المواضيع التي تحدثوا فيها و كيف تنالوها بطريقة تجمع بين الفكر الغربي و الإسلامي. يشير الدكتور خالد الطرودي إلى أن علم اللسانيات ظهر بداية في الغرب و من ثم تم توظيفه خلال القرن الـ20 في اللغة العربية و خصوصا فيما يتعلق بالمسائل القرآنية لأن المسلمين من قبل قد تناولوا كثرا من الافكار التي لها علاقة بعلم البيان و اللغة و التفكيك لكن وضعوها ضمن مصطلاحات لا تتماشي مع مصطلاحات العصر الحديث. علم اللغة هو من أهم العلوم التي يحتاج إليها دارسوا علوم القرآن فمن خلالها يتمكن من استخراج العديد من المعاني و استنباط الكثير من الدلالات المتعلقة بمعاني القرآن الكريم. و قد أوضح الدكتور الطرودي أن علم اللغة قد أصبحت خادمة للقرآن الكريم و تدور في فلكه و تستفيد من بلاغته و نظمه و في ذات الوقت حافظت على اصالته الإ أنه لا يخفي عن الباحث وجود عدة عوامل التي أدت الى تعطيل ملكات الإجتهاد في علوم الشرعية و اللغوية و لكن مع حركة التجديد التي شهدتها الأمة سعت الى اخراجها من تخلفها انطلاقا من درس التفسير إلا أن الحركة التجديدية التي أنتهجتها قد اختلفت بين من يري ضرورة العودة الى جهود علماء العصور التي خلت بإعادة بعثها و تطويرها و بين من يري الأجدر هو الاستفادة من الدراسات العلمية الجديدة في الغرب خاصة ما تعلق بعلم اللغة الحديث. يشير الدكتور الطرودي إلى أن هذه الاخيرة قد استغلت بنحوها التجديدي في قراءة النصوص الأدبية بصفة عامة و أيضا الاستعانة بها في فهم نصوص المقدسة مثل التوارة و الإنجيل إلى أن انتقلت إلى تطبيقها على الدراسات القرآنية.

أضاف الدكتور خالد إلى أن أثر توظيف المناهج اللسانية على نصوص القرآن الكريم لا تزال بحاجة إلى إثراء خاصة في ظل الجدل الكبير الذي أثاره توضيف هذه المناهج فخلفيته تشير إلى أن هذه المعالجة لا تعطي عناية كبيرة بقداسة النصوص الدينية بل يجد الدارس لها أن بعض من وظف مناهج اللسانية يدعو من خلالها إلى خلع القداسة من نصوص القرآن الكريم و تعامل معه كنص يخضع للتحليل اللغوي شأنه بذلك شان بقية النصوص البشرية. خلال هذه المداخلة أشار الدكتور على محاولة الكشف عن الكيفية التي وظفت بها المناهج اللسانية من خلال جملة من الدراسات القرآنية و بيان أثرها في عملية الفهم و التفسير للقرآن الكريم و خصائصه. من المقدمات المهمة التي وظفت في فهم اللقرآن الكريم عبر علم اللسانيات و هي الظاهرة اللغوية هي من اهم الظواهر المرافقة للحياة الإنسانية، فالكلام في النص القرآني هو نوع من أنواع التكليم الرباني للنوع الانسان الذي أخرج الإنسان من حريم البهيمية ليدخل حد الإنسانية ليجعل منه مركز للوجود الذي ينبني بأساس على الوجود الإنساني.  يؤكد الدكتور خالد أن الكلام و اللغة من مظاهر تكريم الإنسان طبقا للآيات القرآنية، و امام هذه الحقيقة اصبح البحث اللغوي مقترنًا أساسا بالنصوص الدينية قد أدي  اهتمام الإنسان بدينه و عقيدته إلى الإهتمام كذلك بلغته و تناول نصوصه المقدسة بالبحث و الدراسة. و قد تناول الاستاذ الطرودي ايضا ما جاء في العصر الحاضر لهذه البحوث منذ بداية تاريخ اللغة من المنظور الغربي على تطور البحث اللغوي من خلال علم القواعد التي كانت في السابق لا تعرف بهذا الاسلوب بل كانت على نحو الدراسات النحوية في اللغة. إن فقه اللغة في الحضارة الحديثة يعتبره الدارسون أن تسمية علم تاريخ اللغة غالبا ما يطلق عليها بفيلولوجيا التي تُعنى بالحركة العلمية منها التطرق لمواضيع علم الشفاه و كيف إعتني الناس بقضايا الشفوية فصححوا النصوص و شرحوها و علقوا عليها مقارنة بما هو مكتوب.

من المواضيع المهمة التي تطرق إليها ايضا الدكتور خالد الطرودي ما يتعلق بدراسات المقارنة التي استعملها الغربيون في فهم تاريخ اللغة بعد اكتشاف اللغات القديمة حيث يشير أنها لم تنجح في إنشاء علم لغة حقيقي. هذا السير للحركة العلمية في تطور علم اللغة ساعد علماء المسلمين في الإستفادة منه في شرح دلالات  اللغة العربية. كما وضح كذلك القراءة اللسانية للقرآن الكريم على أنه تعامل مع نص لغوي أو أنه وحي و هذه التفرقة خلقت منهاجين علة ما يسمي بالبنيوية و ما بعد البنيوية على مستوي الفهم و البيان حيث تظهر البنيوية على انها اتجاه حدثي بإمتياز دعى الى أحادية القراءة  اما ما بعد البنيوية دعت الى تعدد القراءة و استنطاق النص و توظيف هذه الآلية على النص القرآني و قصد ذلك هو الذهاب الى أكثر دلالات قد يشير إليها هذا النص القرآني.

من الجانب الإيراني كانت المحاضرة الثانية للدكتور على أسودي و هو عضو الهيئة التدريسية بجامعة خوارزمي الذي تطرق الى القضايا المعرفية في علم اللسانيات حيث برز تيار لساني حديث تحت عنوان اللسانيات المعرفية يهتم بدراسة اللغة من منظور معرفي. و هو تيار يجمع العديد من النظريات اللسانية التي تلتقي في أسسها و منطلقها و تتداخل في تكوينها و اهم نقطة تلتقي فيها هذه النظريات هي دراسة اللغة دراسةً معرفية و ليست دراسةً لغوية. حيث بيّن الدكتور أسودي أن ظهور اللسانيات المعرفية في الساحة العلوم اللسانية متأثرة بالعلوم المعرفية التي تدرس العلميات المعرفية الحاصلة داخل الذهن البشري و تفسيرها. حيث يوضح الدكتور علي أسودي أن هذا التيار اللساني في دراسته و تفسيره للغة يعتمد على تظافر الإختصاصات لدي باحثها من بينها الفلسفة و علم النفس و الذكاء الإصطناعي و علوم الأعصاب فهذه الإختصاصات يمكنها أن تساعد على أدراك مايقوله القائل و ماكان يبتغيه. يعود ظهور هذا التيار إلى عدم رضي الباحث عن النتائج التي توصل إليها المفكرين السابقين في مجال اللسانيات خلال القرن الـ20 فهي تقوم بأساس على نقد النظريات اللسانية التي تتأسس على المناهج الشكلية و الوصف البنيوي. كما أشار الدكتور ان هذا التيار ينتهج منهجا في علم اللسانيات يقوم على دراسة الخصائص المعرفية للغة و تفاعلها مع بقية الخصائص المعرفية الاخري مثل الإدراك و التذكر.

و بهذا الامر أصبحت اللغة لا تنظر على أنها نظام مستقل بل هي جزء أساسيا من أجزاء الإدراك أي أن اللغة حصيلة ذهن و فكر و رؤية، كما أن اللسانيات المعرفية التي أشار إليها الدكتور أسودي تهتم بدراسة الوظيفة التواصلية للغة أي في علاقتها مع العمليات الذهنية التي يستعملها العقل. و قد أكد أن المعرفة اللسانية للقرآن الكريم من شأنه أن يفتح للباحثين قضايا جديدة منها قضايا الحروف المقطعة التي تأتي في بدايات الصور  في القرآن الكريم.

 

مدیر سایت

مدیر سایت

أکتب تعلیقک.

أدخل النص الخاص بك واضغط على Enter

تغيير حجم الخط:

تغيير المسافة بين الكلمات:

تغيير ارتفاع الخط:

تغيير نوع الماوس: