• 26/02/1446 - 14:56
  • 226
  • وقت القراءة : 4 minute(s)

فلسطين في فكر الإمام الصدر

نظّمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان ندوة تحت عنوان "فلسطين في فكر الإمام السيّد موسى الصدر"، وذلك في الذكرى السنوية الـ 46 لتغييبه.

نظّمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان ندوة تحت عنوان "فلسطين في فكر الإمام السيّد موسى الصدر"، وذلك في الذكرى السنوية الـ 46 لتغييبه.

وأقيمت الندوة في قرية الساحة التراثية- بيروت، بمشاركة شخصيات لبنانية وفلسطينية، وممثلي رؤساء الطوائف الاسلامية والمسيحية والأحزاب اللبنانية والفلسطينية ومجموعة كبيرة من النخب والمثقفين، يتقدمهم السيد صدر الدين الصدر نجل الإمام موسى الصدر ومدير مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروزالشيخ سامي أبو المنى، ممثل كاثوليكوس الأرمن آرام الاول كشيشيان، ممثل سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت السيد مجتبى أماني وقيادات حزبية لبنانية وفلسطينية.

بداية آيات من القرآن الكريم ثم قدم المتحدثين علي قصير بمداخلة فاعتبر أن الإمام السيد موسى الصدر وعى مبكراً أن احتلال فلسطين هو بداية لاحتلال كثير من الأراضي العربية، وأن سكوت العالم عن احتلال فلسطين من قبل الصهاينة، بكل ما تمثله من رمز للقداسة، سيسهل على الصهاينة احتلال ما يشاؤون من أراضٍ عربية، وانتهاك جميع المقدسات دون خوف أو رادع أو وازع.

رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيورعبدو أبو كسم استذكر نصرة الإمام الصدر للمظلومين، مؤكداً أنه كان عابراً للطوائف في لبنان ومناضلاً في قلب القضية الفلسطينية فحملها إلى كل العالم.

أضاف أبوكسم أن الإمام الصدر قاد ثورة المحرومين، بعين الحكمة وألبسها الثوب الديني، لتبقى ثورة مزينة بالمحبة التي تجمع ولا تفرق، ناصر المظلومين وحارب الطائفية البغيضة وحصّن الوحدة الداخلية في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وجنوبه.

وقال أبوكسم في ذكرى تغييب الإمام الصدر "نستذكر ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من جازر طالت الأطفال والنساء والشيخ وتدمير كامل المنازل والبنى التحتية، في ظل صمت عربي وعالمي مريب، وكأن الإنسانية في غيبوبة لم نشهد لها مثيل، وأن ما يجري في فلسطين يعكس محاولات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وتدمير جذورهم التاريخية.

أبو كسم أشاد بالدور البارز للإمام موسى الصدر في دعم القضية الفلسطينية. وشدد على أن الإمام الصدر لم يكن يقتصر دعمه لفلسطين على الخطاب الديني والسياسي داخل لبنان، بل رفعها إلى مستوى القضايا العالمية.

بدوره مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي أكد أن فشل مشاريع الإحتلال حتمي موضحاً أنه "ليس بيننا وبين المحتل إلا لغة الرصاص".

وأكد على مكانة الإمام الصدر كقائد مستشرف للمستقبل، حيث لم يكتف بقراءة الواقع بل سعى لتحذير الأمة من المخاطر المحتملة. وأشار إلى أن خطاب الإمام الصدر لا يزال حاضراً بقوة في مواجهة التحديات الراهنة، مما يجعله رمزاً للتجديد والإصلاح في مجالات الدين والسياسة. وأوضح أن الإمام الصدر تجاوز مرحلة القراءة والتحليل ليصبح واحداً من أبرز القادة الذين استشرفوا أبعاد المشروع الإقليمي واللبناني، مشدداً على أهمية استلهام فكر الصدر في مواجهة تحديات الحاضر.

في كلمته، طمأن ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي إلى وضع المقاومة، مؤكداً بأنها ما زالت قوية ومقتدرة وقادرة على الصمود والقتال مهما طال أمد الحرب.

أضاف: "لقد بحثت في خطب ومحاضرات ومواقف الإمام السيد موسى الصدر لأطلع على فلسطين في فكره، فوجدت أنّ فكره كلّه فلسطين، لأنه أدرك بتفكيره العميق وبصيرته النافذة بأنّ فلسطين هي الإسلام والعقيدة، والمقدّسات والعروبة والإنسانية. ووجد الإمام بأنّ فلسطين تلخّص كل المعاني الرفيعة والسامية كالحقّ والعدل والثورة على الظلم والاستبداد والعزّة والكرامة.

عبد الهادي اعتبر أن الإمام الصدر كان ينظر إلى فلسطين كرمز للمبادئ والقيم الإنسانية والإسلامية. وبيّن أن فكر الإمام الصدر يتسم بالتكامل والشمول، وأنه يسعى إلى بناء مجتمع قوي ومتماسك عبر تطبيق المبادئ الإسلامية على أرض الواقع.

وقال عبد الهادي: "كانت المستشارية الثقافية موفقةً في اختيار العنوان في ظل معركة من أهم المعارك في تاريخ القضية الفلسطينية وهي معركة طوفان الأقصى، هذه المعركة التي لن تغيّر الواقع من جذوره فحسب، بخصوص القضية الفلسطينية، وتنهي الاحتلال الصهيوني لفلسطين، بل ستغيّر وجه المنطقة والعالم.

وختم عبد الهادي "معركة طوفان الأقصى تمثّل تطبيقاً عمليّاً لفكر الإمام السيد موسى الصدر بخصوص فلسطين".

عضو المكتب السياسي لحركة أمل حسن قبلان وعد بالبقاء على نهج الإمام الصدر، لافتاً إلى أن قضية فلسطين إلى الأمام والمشروع الصهيوني شاخ وهو في طريقه إلى التفكك.

قبلان تحدث عن ضرورة إعادة قراءة مواقف الإمام موسى الصدر بشأن القضية الفلسطينية، وأكد أن الإمام الصدر وضع رؤية شاملة تتناول كل أبعاد القضية، داعياً إلى وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أن مواقف الإمام الصدر الداعمة للمقاومة تعكس التزامه العميق بالمبادئ التي نادى بها.

من جهته، ركز المستشار الثقافي الإيراني في لبنان السيد كميل باقر على وعي الإمام المغيب، مشيراً إلى أن منظومة الإمام الصدر الفكرية تعتبر من أكثر المنظومات الفكرية قيمة لأن قضية فلسطين والقدس تشكلان محوراً أساسياً فيها.

السيد باقر أوضح بأن فكر الإمام الصدر يسعى إلى الجمع بين القيم الإنسانية والحضارية، داعياً إلى الاستمرار في دراسة وتحليل هذا الفكر لإيجاد حلول للتحديات الراهنة.

وقال أن "هناك أوجه شبه كبيرة جداً بين المنظومة الفكرية لسماحة الإمام السيد موسى الصدر ولسماحة الإمام السيد علي الخامنئي وأنا كتلميذ صغير في هذه المدرسة الفكرية أجد هذا التطابق والتقارب الفكري، وأشير إلى سبع نقاط أساسية في رؤية الإمام السيد موسى الصدر ورؤية الإمام  السيد علي الخامنئي تجاه فلسطين:

  1. -    مبدئية: "السعي لتحرير فلسطين ودعم المجاهدين ومساندتهم بكل ما نملك من القوة مبدأ لا يشك فيه أحد".
  2. -    مركزية: "إن القضية الفلسطينية ليست ملك أحد إنها مسؤولية هذه الأمة".
  3. -    أولوية: "إن قضية فلسطين هي قضية لبنان الأولى"...
  4. -    دينية: "السعي لتحرير فلسطين سعي لإنقاذ المقدّسات الإسلامية والمسيحية".
  5. -    إنسانية: "السعي لتحرير فلسطين سعي لتحرير الإنسان".
  6. -    حضارية: "إن إسرائيل نعتبرها خصمنا الأول وإنها تشكل خطراً علينا، خطراً ثقافياً حضارياً اقتصادياً وسياسياً".
  7. -    أحقية: (ربطاً بالخير والشر، والانتصار الحتمي للحق): "إسرائيل شرّ مطلق وخطر على العرب مسلمين ومسيحيين، وعلى الحرية والكرامة، ومكافحة إسرائيل خير ‏مطلق".

وأجمع المشاركون على الرؤية الإستشرافية للإمام الصدر والتي توقعت ما نعيشه اليوم في لبنان والمنطقة.

لبنان بیروت

لبنان بیروت

الصور

أکتب تعلیقک.

:

:

:

: