قراءة في كتاب «صبح الشام» عن الأزمة السورية ومذكرات الوزير الشهيد أمير عبد اللهيان
نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان ندوة نقاشية حول كتاب "صبح الشام - رواية عن الأزمة السورية، مذكرات وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية الوزير الشهيد الدكتور حسين أمير عبد اللهيان"، الصادر عن دار المحجة البيضاء في بيروت.
نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان ندوة نقاشية حول كتاب "صبح الشام - رواية عن الأزمة السورية، مذكرات وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية الوزير الشهيد الدكتور حسين أمير عبد اللهيان"، الصادر عن دار المحجة البيضاء في بيروت، وذلك في فندق قرية الساحة التراثية، بمشاركة ثلة من أهل الفكر والقلم وفاعليات سياسية لبنانية، فضلاً عن وفد من اتحاد الطلبة السوريين في لبنان.
حضر الندوة المستشار السياسي في السفارة الإيرانية السيد نبيوني ممثلاً السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني، المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الايرانية في لبنان السيد كميل باقر، المستشار الإعلامي للأمين العام لـ"حزب الله" ومسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف، المنسق العام للجان والروابط الشعبية في لبنان معن بشور، عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل الدكتور خليل حمدان، وشخصيات حزبية لبنانية.
بدايةً آيات من القران الكريم، فتقديم من الدكتور علي قصير، ثم تحدث مسؤول مكتب شؤون الطلاب في سفارة الجمهورية العربية السورية في لبنان الأستاذ يحيى جلبي، الذي اعتبر "أن العلاقة بين سوريا وإيران، ليست وليدة اليوم بل علاقة نسجت خيوطها إبان حصول سوريا على استقلالها"، وقال: "بوصول الثورة الإسلامية المباركة، عادت سوريا لتبارك الثورة الإسلامية وتقف معها حيث كان هناك التقاء ونقاط مشتركة بين قيادة الثورة الإسلامية والقيادة السورية".
وتمنى "أن يزداد محور المقاومة قوةً وتوسعاً ليشمل مناطق جغرافية واسعة، تشمل كل من يمتلك العزة والكرامة والنفوس الأبية لنحقق حلف أكثر قوة وانتشارا".
وختم كلامه: "نحن على ثقة أن الشعب الإيراني سيحسن اختيار رئيس له، يستكمل الدرب الذي سلكه ممن سبقوه في الرئاسة".
من جهته، اعتبر مسؤول العلاقات الدولية في المجمع العالمي لأهل البيت الدكتور محمد مهدي شريعتمدار "أن هذا الحفل یعد اجتماعًا تکریمیًا للوزیر الشهید وإشادة بتجربته في دعم المقاومة، وکتابه هو روایة صادقة لدوره والجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة في الدفاع عن محور المقاومة وسوریا بشعبها وجیشها ورئیسها الدكتور بشار الأسد، وهي روایة ناعمة سلسة صریحة لحرب صعبة وأزمة معقدة، والتي کان الوزیر الشهید حاضراً في مختلف جولات المفاوضات بشأنها".
وقال: "لقد شکلت حالة التعاون والتکامل بین قادة المیدان ورواد الدبلوماسیة تجربة فریدة من نوعها ینبغي أن تدرس في الجامعات والأکادیمیات العسکریة، هذه التجربة التي کان القائد الشهید سلیماني أحد روادها وهو الذي نصح الوزیر الشهید بکتابة تجربته، فکان هذا النص الذي وقعه هو بدمه وأصبح في عداد الشهداء کما أنه أهدی کتابه إلی روح القائد الشهید".
وشدد على أن "تغییر موازین القوة الذي بدأ منذ انتصار الثورة التي اهتمت ببناء القوة وتشکیل محور المقاومة، هو الذي أدی إلی إنهاء عصر الحلول الاستسلامیة وإعادة صیاغة نظام شرق أوسط وفق إرادة الشعوب ولیس المستعمر؛ المسیرة التي أکملها الوزیر الشهید بدبلوماسیته ونشاطه الدؤوب، ما جعله حقًا یوصف بوزیر الخارجیة المقاومة ولقضیة فلسطین".
من جهته، قال النائب السباق ناصر قنديل: "صبح الشام" قراءة المشهد الدولي والإقليمي بمحاضر المفاوضات بعيون إيرانية، كتاب وزير خارجية إيران الشهيد حسين أمير عبداللهيان يقدم للقارئ العربي وثيقة تاريخية تلقي الضوء على جوانب خفية في المرحلة الأشد تعقيداً من تاريخ المنطقة، التي مثلها ما سمي بالربيع العربي وكانت الحرب الدموية التي شهدتها سورية آخر تجلياته".
أضاف: "يقدم لنا الوزير الأمير من محاضر اجتماعاته الموثقة فقرات تنبض بالدقة والصدق عن محادثات جرت بينه وبين صناع القرار في الدول الفاعلة إقليميًا ودوليًا، والتي كانت لها مداخلات حول الأزمة والحرب في سوريا، موضحًا من خلال الوقائع مواقف بلاده التي وقفت بقوة إلى جانب سوريا، بسبب إدراكها الفرق بين الصحوة الإسلامية والربيع العربي والمؤامرة الدولية لإسقاط سوريا عبر حرب الإرهاب عليها".
وأشار قنديل إلى "محطات من الحرب أضاء عليها الكتاب تضمنت لقاءات الوزير الشهيد مع مسؤولين غربيين وروس ومصريين وسعوديين وقطريين وأتراك، تكشف نقاشات الكواليس بين الدول ودور الدبلوماسية الإيرانية الناعمة المستندة إلى المساندة الإيرانية الميدانية للدولة السورية، المدعومة من قوى المقاومة ومحورها في ميادين القتال مع الجيش السوري، موضحًا قاعدة ارتباط الدبلوماسية بموازين القوى، حيث الصوت الأعلى هو الأقوى حضورا في الميدان".
واعتبر "أن الكتاب نموذج جديد للعمل الدبلوماسي يعتمد على الثقة بصوابية الموقف، وعدم الخشية من كشف الوقائع الخفية قبل انتهاء الأحداث، لأن ليس لدى إيران ما تخشى كشفه من مواقفها، وليس من فوارق بين المعلن والمضمر من سياساتها ومواقفها، وكيف لعب الجنرال الشهيد قاسم سليماني أدواراً عديدة في تحفيز الميدان والدبلوماسية والإعلام، وفقا لما يقول الكتاب".