• 14/11/1443 - 09:30
  • 511
  • وقت القراءة : 6 minute(s)

ندوة افتراضية بعنوان: الإمام الرضا (ع)؛ معدن العلم والتقوى وقدوة الأجيال

نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان بمناسبة ولادة ثامن الأئمة الإمام علي ابن موسى الرضا، ندوة افتراضية بعنوان "الإمام الرضا معدن العلم والتقوى وقدوة الأجيال" بمشاركة وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى، آية الله الشيخ الدكتور محمد حاج ابوالقاسم دولابي، عضو مجلس الخبراء ومستشار رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، المنسق العام لجبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ الدكتور زهير جعيد، الأب ابراهيم سروج، وأدار الندوة الإعلامي الدكتور علي قصير.

نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان بمناسبة ولادة ثامن الأئمة الإمام علي ابن موسى الرضا، ندوة افتراضية بعنوان "الإمام الرضا معدن العلم والتقوى وقدوة الأجيال" بمشاركة  وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد وسام المرتضى، آية الله الشيخ الدكتور  محمد حاج ابوالقاسم دولابي، عضو مجلس الخبراء ومستشار رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، المنسق العام لجبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ الدكتور زهير جعيد، الأب ابراهيم سروج، وأدار الندوة الإعلامي الدكتور علي قصير.

في بداية الندوة كلمة لسماحة السيد محمد رضا مرتضوي الملحق الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان اعتبر فيها أن "الإمام الرضا، ثامن الأئمّة الإثني عشر، نشأ في بيت العلم والتقوى، بيت النبوة والإمامة، وأقام مع أبيه الإمام موسى بن جعفر خمساً وثلاثين سنة، فأخذ منه علوم النبي وعلوم جدّه أمير المؤمنين وآبائه الطاهرين، مضافاً إلى ما منحه الله من العلم اللّدنّي.

وقال السيد مرتضوي أن "كل من عاصره الإمام الرضا أقر بمنزلته، لناحية علو شأنه وعلمه من مواليه ومعارضيه. وأضاف السيد مرتضوي: كان الإمام الرضا سيد بني هاشم وكان المأمون يعظّمه ويجلّه، لذا  عهد لـه بالخلافة وأخذ لـه العهد.

السيد مرتضوي شدد على أن شخصية الإمام الرضا تميزت ببعدها الإسلاميّ والإنسانيّ و القرآنيٍّ، من خلال دعوته إلى إصلاح حال الأمة.

وتحدث السيد مرتضوي أيضاً عن سجايا الإمام الرضا وهيبته، وقوّة شخصيّته، في موقفه مع الفضل ابن سهل. أعظم رجل في البلاط العبّاسي. وذلك عندما طلب منه الفضل كتاب الضمان، والأمان.

وتابع: الإمام الرّضا هو الإمام الذي بلغ العلى في المرحلة التي عاش فيها، سواء في المدينة أو في طوس، عندما ولاّه المأمون ولاية العهد بعده، من خلال اعترافه بفضله ورؤيته بأنّه ليس هناك في العالم الإسلامي، لا من العباسيّين ولا من العلويين، من يقاربه علماً وفضلاً وحكمةً وروحانيةً وقوّةً في الله.

من جهته قال وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى: ذكرى مولد الإمام عليّ بن موسى الرّضا غريب أهل بيت الرسالة قد نحتاج إلى أن نولد من جديد، فثمّة ولادتان للإنسان في حياته: الأولى يوم يفتح عينيه على الحياة في هذا الوجود، والثانية يوم يبدأ بالتفكّر والتعلّم حيث ينمو ويعمل ويتحوّل إلى عنصر يستطيع أن يعطي الحياة في كلّ موقع من مواقعه شيئاً جديداً، يعطي الحياة من فكره ليولد للحياة فكرٌ جديد، ومن طاقته لتولد للحياة طاقةٌ جديدة، لأنّ الله أراد للكون أن يبقى في حالة تجدّد دائم حتى يستمرّ العطاء.

 وأشار المرتضى إلى أننا نحتاج إلى أن نتجدّد دائماً، أن نجدّد طاقتنا فلا نقبل بما عندنا من الطاقة، بل لا بدّ من أن نضيف إلى هذه الطاقة طاقة جديدة، لأنّنا إذا بقينا على طاقتنا الأولى فسوف نتجمّد ونموت قبل أن نموت. ولكن عندما نأخذ في كلّ يوم طاقة جديدة نصنعها من نشاطنا، ومن فكرنا وحركتنا، وكلّ مواقعنا في الحياة فعندها نحيا في طاقات جديدة وروحيّة جديدة ورساليّةٍ جديدة وهو ما نستوحيه من مولـــد الإمام عليّ بن موسى الرّضا.

وأضاف: الإمام علي بن موسى الرّضا هو قمّةٌ من قمم الإسلام، وهو الإنسان الذي بلغ من القرب إلى الله، ما يجعلنا نتقرّب به إليه تعالى، كما نتقرّب إليه تعالى بآبائه وأبنائه، وهذا هو خطّ أهل البيت خط الإسلام الذي يقودنا إلى الصراط المستقيم. فنحن عندما نطلّ على ذكرى هذا الإمام العظيم، فإننا نلتقي بكل القيم الكبرى التي تتمثّل بالإسلام كلّه، فكراً وروحاً وعاطفة وحركة.. حيث كان الرّضا يؤكّد على إعانة الضعفاء فيقول: "عونك الضّعيف من أفضل الصّدقة"، ويؤكّد على استنطاق العقل ومصادقته، فيقول "صديق كلّ امرئ عقله، وعدوّه جهله".

وختم المرتضى: قد نحتاج إلى الكثير الكثير من عمق الزّمن إذا أردنا السياحة في رحاب حياة هذا الإمام العظيم غريب طوس صاحب حديث سلسلة الذّهب والّذي اكّد فيه على عظيم الإرتباط بالله تعالى، وكان يريد أن يحرّر الناس من كلّ عبادة للأشخاص، لتكون عبادتهم لله وحده، ولتكون طاعتهم لله وحده، وليكون اعتقادهم بالله وحده.

بعد ذلك تحدث آية الله الشيخ الدكتور محمد حاج ابوالقاسم دولابي عضو مجلس الخبراء ومستشار رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية فقال:

إن الإمام الرضا، الذي هو الثامن من أئمة آل بيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهم الذكر الذي لا يفارق القرآن الكريم ولا يضل من تمسك بهما أبداً، وهم سفينة النجاة التي من ركبها نجى، ومن تخلف عنها غرق.

قد ولد هذا الإمام العظيم في عصر المنصور العباسي وبعد استشهاد جده الصادق ونشأ في أكرم بيت من بيوت قريش، بيت الإمامة والشهادة، وترعرع في أحضان أبيه الكاظم وعاش معه أكثر من ثلاث عقود، وعاصر فيها كلا من المنصور والمهدي، والهادي وهارون الرشيد، من خلفاء بني العباس الذين لم يئسوا جهداً لإطفاء نور هذا البيت الرفيع، وبرز الإمام الرضا على مسرح الحياة السياسة الإسلامية، كألمع سياسي عرفه التاريخ الإسلامي في عصره.

وأكد آية الله الشيخ الدكتور محمد حاج ابوالقاسم دولابي على أن الإمام العظيم الإمام الرضا قد استشهد بعد أن أرسى قواعد الرسالة والمذهب الحق، لفهم الإسلام وتبليغه، كما ربى عدة أجيال من العلماء النابهين الذين حملوا مشعل الهداية في تلك الظروف العصيبة التي عانت منها الأمة الإسلامية.

الكلمة التالية كانت للمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان والذي اعتبر أن "ولادة مولانا الإمام الرضا دلت الخليقة على باب وصراط أوحدي، وطالما حذر سلام الله عليه من حواشي الطبقة السلطوية وذلك لشدة أثر هذه الحاشية بالقرارات السياسية السلبية وصفقاتها ووجهات مشاريعها، لقد كان يبعث العيون في الافاق ويعيب تحفيز قوة السلطة ومواردها بالطبقة الشعبية، أولاً ليحقق ميزان عدل الموارد وثانياً ليمنع القلة من السيطرة على الحاجات الأساسية فيمنع الاحتكار ويمنع الاستبداد في الأصوات ويزيد من تبديل الموارد، فلم تبق من ناحية في زمن الإمام الرضا إلا واتسع رزقها وزادت وفرتها، وقلت أسعارها حتى قالت الناس هذا من خير الرضا حفيد المصطفي ولأن وظيفة إمامته امتدت لعشرين سنة، فقد أسس فيها المدارس، والدور والمجامع، فضلاً عن قيم الاجتماع العام، وعن شرطة العدل فمالت الناس لها هكذا لدرجة أن المأمون كان يخرج للناس فيميل الناس عنه ناحية الإمام الرضا فخشي المأمون على الكرسي، ولم يكن أثقل عليه من ذلك من وجود الإمام الرضا.

من جهته المنسق العام لجبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ الدكتور زهير جعيد تحدث مزايا الإمام الرضا.

وأشار إلى "أننا إذا أردنا أن نسرد ما حدث مع الإمام الرضا من مناظرات ومن حكايات مع المأمون يضيق الأمر بنا. ولكن وجود الإمام الرضا في مروى أظهر كم أن هذا الإمام ضالع في العلم، هو فعلاً بحث يحمل إرث النبوة العلمية والفقهية والعقائدية التي أظهرها على علماء زمانه وحاججهم بها، وكذلك أظهر هذا الإمام تعلق الناس المحبين، المسلمين من كل الأطراف بكل مذاهبهم وبكل فئاتهم. من الطبيعي أن هؤلاء جميعاً كانت قلوبهم وأفئدتهم وأرواحهم تهفوا إلى أهل بيت النبوة وإلى المؤمنين، إلى المخلصين، إلى العابدين، إلى الصالحين من أهل بيت محمد. كان ذلك يتجسد في هذا العصر في الإمام الرضا من هنا ظهر هذا الأمر في حين طلب المأمون من الإمام الرضا أن يصلي بالناس إماماً وهنا في هذا المشهد المهيب يخرج الإمام الرضا وهو يخلع حذاءه ويمشي حافياً إلى المصلى منكسراً بثيابٍ رثة ويسير خلفه أهل بيته ومحبيه، وشيعته ومريديه، وفي هذا المشهد المهيب هنا يدرك المأمون أن الإمام الرضا إذا صلى بالناس فإنه كما قال له وزيره حينها أنه سوف يفتن الناس عنه وعن بني العباس وسيطلب الأمر إليه وسيأخذه إليه، وهنا كانت المؤامرة بعدها في قتل وتسميم الإمام الرضا من قبل المأمون".

الكلمة الأخيرة كانت للأب ابراهيم سروج الذي توجّه بكلام بمولد الإمام الثامن من أهل البيت، الإمام علي الرضا الذي مات شهيداً والقتل عند الأئمة عادة، وقد صدق فيه القول "القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة".

لبنان بیروت

لبنان بیروت

أکتب تعلیقک.

:

:

:

: