• 13/07/1443 - 13:13
  • 9
  • وقت القراءة : 3 دقيقة

انتصار الثورة الإسلامية.. البوصلة فلسطين

تحتفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مثل هذه الأيام من كل عام بإحياء ذكرى انتصار الثورة الإسلامية. وعند النظر في أهمية هذا الانتصار ونتائجه والتوقف عند تأثيراته وارتباطه، سنجد أن فلسطين حاضرة كقضية عقائدية مركزية فيها، إذ يسجل، منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران، أنها سخّرت كل قدراتها في خدمة القضية الفلسطينية وشعبها ومقاومتها ومقدساتها، بل وضعت تحرير الأقصى والقدس كجزء مهم من مبادئ الثورة الإسلامية، ومنذ تلك اللحظة تُعدّ إيران الحاضنة والرافعة الأساسية في دعم فلسطين والمقاومة ونصرتهما.

تحتفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مثل هذه الأيام من كل عام بإحياء ذكرى انتصار الثورة الإسلامية. وعند النظر في أهمية هذا الانتصار ونتائجه والتوقف عند تأثيراته وارتباطه، سنجد أن فلسطين حاضرة كقضية عقائدية مركزية فيها، إذ يسجل، منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران، أنها سخّرت كل قدراتها في خدمة القضية الفلسطينية وشعبها ومقاومتها ومقدساتها، بل وضعت تحرير الأقصى والقدس كجزء مهم من مبادئ الثورة الإسلامية، ومنذ تلك اللحظة تُعدّ إيران الحاضنة والرافعة الأساسية في دعم فلسطين والمقاومة ونصرتهما. 
مثّلت القضية الفلسطينية في فكر الإمام الراحل الخميني ونهجه مساحة كبيرة عبر المواقف الإيرانية الثابتة تجاه فلسطين، وكانت على الدوام نصب العين وفي القلب؛ فتاريخياً ارتبط اسم الإمام الخميني بالقضية الفلسطينية قبيل اندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية من خلال إصداره أول فتوى عام 1968، التي حثّ فيها على أهمية تقديم الدعم المالي والإسناد للثورة الفلسطينية، وضمان استمرار جذوة المقاومة والالتحاق بها ضد الاحتلال الإسرائيلي، انطلاقاً من قاعدة أساسية هي أن فلسطين قضية محور الصراع، وهي في قلب إيران الثورة، وستبقى ثابتة راسخة بعيداً عن أيّ حسابات سياسية أو طائفية مذهبية أو عقائدية أو أيديولوجية، وأن تحريرها واجب لا يجوز التخلي عنه، وكأنه يرسل رسالة مفادها أن القضية الفلسطينية منذ تلك اللحظة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من ثوابت إيران تجاه فلسطين وقضيتها، بإعلانها الانحياز لفلسطين المقاومة.
يُسجّل للإمام الخميني قبل ثلاثة وأربعين عاماً، في ذكرى انتصار ثورته، أنه جعل قضية فلسطين في قلب الشعب الإيراني وروحه ووجدانه. ومن أهم إنجازات الثورة نقله مسار التبعية للغرب في عهد الشاه، إلى شعب داعم للقضية الفلسطينية محبّ لفلسطين ومقاومتها، حتى باتت العلاقة بين الشعبين علاقة القضية الواحدة والمحور المقاوم الواحد، أمام عدوّ مشترك واحد.
أربعة عقود ونيف على انتصار الثورة الإيرانية، تأكد فيها أن إرادة الشعب الإيراني استطاعت أن تصنع الانتصارات، فتمثّلت شرارة الانتصار الأولى تجاه فلسطين في إغلاق السفارة الإسرائيلية على نحو نهائي، ورفع العلم الفلسطيني فوقها، مروراً بمحطات فارقة استطاعت إيران فيها أن تواصل مسار الثبات والدعم المطلق للقضية الفلسطينية بأشكاله كافة، رغم كل الظروف، إذ يُسجّل لإيران، منذ انتصار الثورة، أنها تقدّمت الصفوف الأولى على دول كثيرة في تقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته، وما زالت مستمرة في النهج ذاته الذي خطّه الإمام الخميني، واضعةً نصب عينيها نصرة فلسطين وقضيتها.
مثّل انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية مفاصل مهمة في تاريخ القضية الفلسطينية. وفي كل مفصل أو محطة تاريخية، كانت إيران حاضرة بقوة في المشهد، من خلال وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ودعم مقاومته غير المحدود، حتى استطاع الشعب الفلسطيني أن يبني بفضل الدعم الإيراني مقاومة قوية فاعلة ومؤثرة، إذ يُسجّل للثورة الإسلامية أنها رسّخت وثبّتت دعائم نهضة المقاومة في فلسطين، بنحو خاص، وفي محور المقاومة بنحو عام، كما أن أشكال الدعم الإيراني للشعب الفلسطيني كانت وما زالت مستمرة على المستويات السياسية والعسكرية والمالية والاجتماعية كافة.
وفاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية للقضية الفلسطينية لم ينحصر في المواقف الإعلامية كغيرها من الدول في المنطقة، بل كان ترجمة حقيقية وعملية، انطلاقاً من ثوابت راسخة عبّرت فيها السياسة الخارجية الإيرانية الثابتة عن مواقف مهمة تجاه فلسطين ومقاومتها، تمثّلت في إعلان الإمام الخميني، رحمه الله، تخصيص يوم للقدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، عُرف باسم "يوم القدس العالمي"، تعبّر فيه إيران وكل دول محور المقاومة عن حبّها ووفائها لفلسطين والقدس، وعن تأكيد أهمية دعم الشعب الفلسطيني حتى تحرير القدس من الاحتلال.
حتى بعد وفاة الإمام الخميني، وبعيداً عن تغيّر الرؤساء، واصل الإمام الخامنئي احتضانه للقضية الفلسطينية وللمقاومة، عبر سياسة خارجية راسخة، وعلى النهج والطريق نفسيهما، وفي كل مواقفه وخطاباته، لا تزال فلسطين حاضرة وتحتل نصيباً ومساحة كبيرين في العقل والوجدان الإيراني، فالدعم الإيراني لفلسطين والمقاومة نابع من عقيدة ونهج وأيديولوجيا ما زالت تتوارثها أجيال ما بعد انتصار الثورة.
مدیر سایت

مدیر سایت

أکتب تعلیقک.

أدخل النص الخاص بك واضغط على Enter

تغيير حجم الخط:

تغيير المسافة بين الكلمات:

تغيير ارتفاع الخط:

تغيير نوع الماوس: