لقاء حواري مع المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت حول المشروع الحضاري الإسلامي وفق رؤية الامام الخامنئي
بدعوة من مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي عقد لقاء حواريٌّ عنوانه "عناصر المشروع الحضاري في تجربة الجمهورية الإسلامية على ضوء رؤية الإمام الخامنئي"، حاضر فيه المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد كميل باقر.
بدعوة من مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي عقد لقاء حواريٌّ عنوانه "عناصر المشروع الحضاري في تجربة الجمهورية الإسلامية على ضوء رؤية الإمام الخامنئي"، حاضر فيه المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد كميل باقر. شارك في اللقاء عددٌ من رجال الفكر والسياسة والثقافة ومندوبي وسائل الإعلام اللبناني والأجنبي ورجال الدين.
قدّم للندوة وأدارها الإعلامي الأستاذ قاسم قصير، وبعد الترحيب بالمحاضر والحضور، أشار الأستاذ قصير إلى الحرب على غزة والمجازر ضد الإنسانية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي، في ظل عجز المنظمات الدولية ومجلس الأمن عن اتخاذ أي قرار يجبر اسرائيل بوقف النار وحماية الشعب الفلسطيني، لا بل فإن هناك العديد من الدول الغربية تقف إلى جانب العدو الإسرائيلي، ولكنه لاحظ تحولاً في الرأي العام العالمي، يترجم عبر التظاهرات والمطالبة بحماية الشعب الفلسطيني وبمحاكمة إسرائيل. متسائلاً عن سر صمود الشعب الفلسطيني الأسطوري، وعن كيفية الاستفادة من تجربة الإمام الخامنئي في بناء الدولة في إيران وعن رؤيته للحضارة الإسلامية، مشيراً إلى أننا أمام فرصة تاريخية بدأت تظهر فيها أمارات التهافت في الحضارة الغربية، وهي فرصة لتغيير الصورة التي أريد تصوير الإسلام بها بعد أحداث 11 أيلول 2001، وهي فرصة للإنسانية لتقديم مشروع حضاري إسلامي شامل وبديل، تاركاً للمستشار الثقافي بشرح تجربة بلاده في هذا المجال.
تولى السيد باقر شرح المشروع الحضاري وفق رؤية الإمام الخامنئي قائد الثورة، مشيرًا إلى اعتقاده بأنّ بناء الحضارة الإسلامية هي الهدف النهائي للثورة، موضحاً أن هناك تصور خاطىء للثورة الإسلامية على أنها حدث عابر انتهى عام 1979 بعد عودة الإمام الخميني من منفاه في فرنسا، وهذا مغاير لفهم الثورة في فكر الإمامين الخميني والخامنئي. فمفهوم الثورة يتجاوز قيام شعب ضد الظلم وتحقيقه الانتصار إلى مفهوم أعم يطلق على كامل مشروع التغيير، فالإمام الخامنئي يدعو الشباب إلى تعزيز الروح الثورية بشكل مستمر وخاصة في الانتخابات والتعبير عن رأيهم وطموحاتهم، فالثورة هي عملية مستمرة ذات مراحل وتحقيق الآمال الإسلامية عمل طويل الأمد، وهي تحول بنيوي لا يمكن أن يحدث في يوم وليلة، وهناك خمس مراحل أساسية لمشروع الثورة هي:
- - مرحلة النهضة الإسلامية أو مرحلة الثورة الإسلامية، وهدفها إسقاط نظام الطاغوت وتأسيس الأرضية لبناء نظام إسلامي جديد، وفيها سيتحمل الشعب المشقات وتعتبر المرحلة الأسهل.
- - مرحلة إيجاد النظام الإسلامي جديد، نظام توحيدي كما يريد الإسلام، يشكل الهندسة العامة الإسلامية للحكومة والمؤسسات ويرتكز على ركيزتين هما: الشعب من خلال الانتخابات والدين أي الشريعة الإسلامية، وهذا يعني تطبيق ما يعرف بالسيادة الشعبية الدينية، وقد ألفت إلى نظام الحكم في زمن النبي محمد ومرحلة خلافة الإمام علي، كان حكمًا جمهوريًّا مبنيًّا على الرضا الشعبي ومشاركة الجمهور في إدارة الدولة.
- - مرحلة بناء الدولة، أي تشكيل المؤسسات السياسية والإدارية للبلاد، ولا يوجد تعارض بين الثورة والدولة التي هي مرحلة من مراحل الثورة، فالثورة تبني الدولة والدولة يجب أن تكون ثورية، وأهم شرط في تأسيسها هي العدالة وتمتع العاملين فيها بالتقوى.
- - مرحلة تأسيس المجتمع الإسلامي، إيجاد المجتمع الإسلامي مرتبط بوجود الدولة الإسلامية، بسبب الأثر الكبير الذي تتركه الدولة في المجتمع، فالناس تتأثر بالدولة وبالممارسات ومن هنا يتحقق المجتمع الإسلامي، والهدف هو بناء وصناعة الإنسان من خلال بناء وصناعة المجتمع.
- - مرحلة بناء الحضارة الإسلامية أو تشكيل الأمة الإسلامية، وهذا هو الأفق الأعلى الذي تبذل الجهود للوصول إليه، وترتبط الحضارة الإسلامية بمفهوم نشر (تصدير) الثورة، فهدف الثورة الإسلامية هو الحضارة الإسلامية. والمقصود من بناء الحضارة وتصدير الثورة هو تقديم النموذج الذي يحتذى من قبل الشعوب والأمم الأخرى.
ولا بد من طرح السؤال في أية مرحلة أصبحت الثورة الإسلامية في إيران؟
هي في المرحلة الثالثة أي في مرحلة بناء الدولة الإسلامية.
كما ذكر المستشار السيد كميل باقر خصائص الحضارة الإسلامية التي يتم تقديمها كبديل عن الحضارة الغربية الآيلة للسقوط نتيجة عجزها عن حل المشاكل المختلفة التي يعاني منها الإنسان في العالم، وهي:
- - العقلانية والعلم وهي الركيزة الأساسية، بعيدًا عن الأوهام والخرافات.
- - النظرة الروحية والمعنوية والأخلاقية إلى الإنسان، وهي مفقودة في الحضارة الغربية التي تنظر للإنسان من الناحية الجسدية السلعية والمادية فقط.
- - الحرية والاستقلال، أي الانعتاق من الهيمنة الغربية التي تستغل الشعوب.
- - السيادة الشعبية أي الاستناد إلى رأي الشعب في إدارة السلطة.
- - الرفاه والتقدم واستثمار جميع ما أودع الله في الأرض من خيرات لإنتاج الثروة.
- - سيادة العدالة والقانون في المجتمع.
- - الجهاد والمقاومة ضد الشياطين وأعداء الإنسانية لأنهم لن يتركوا الإنسان ليعيش حراً، فالدفاع عن المظلومين هو شرط للدفاع عن الحضارة الإسلامية.
وختم بالقول أن العالم يعيش على مشارف تحول كبير وأن المستقبل للإسلام وسيكون مشرقاً داعياً للاستعداد لهذ المرحلة القادمة. وبعد المحاضرة فتح باب النقاش للحضور لتقديم مداخلاتهم وطرح أسئلتهم واستفساراتهم.