من رسالة الإمام الخامنئي لبابا الفاتيكان
أهدى المستشار الثقافيّ للجمهوريَّة الإسلاميَّة الإيرانيَّة السيّد كميل باقر في زيارته للصرح البطريركي في بكركي البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي نسخةً عربيَّة من رسالةٍ وجّهها قائد الثورة الإسلاميَّة سماحة الإمام الخامنئي لقداسة البابا وذلك عبر السفير الإيراني في الفاتيكان، وقد تم الاحتفاظ به في المتحف التاريخي للفاتيكان. جاء في تلك الرّسالة التي عُنونت بـ"لو كان السيد المسيح موجوداً بيننا.. " ما يلي:
إنَّ قيمة سيدنا عيسى (عليه السلام) في نظر المسلمين، بلا شك، ليست أقل من قيمته ومكانته ومرتبته في عيون المسيحيين المؤمنين بالمسيحية. قضى نبي الله العظيم هذا مدة حضوره بين الناس كلها في جهاد مستمر، ليتمكن من الوقوف في وجه الظلم والعدوان والفساد والأشخاص الذين كانوا يجرّون الشعوب إلى جهنم الدنيا والآخرة بواسطة المغريات أو القوة.
إن المعاناة التي تحمّلها هذا النبي العظيم منذ طفولته، إذْ منحه الله النبوة منذ مرحلة الطفولة، كانت كلها في هذا الطريق.
يُنتظر من أتباع السيد المسيح، وممن يعتقدون بعظمته ومعنويته السامية والمتناسبة مع مكانته الرفيعة أن يجعلوه أسوة لهم في هذا الطريق.
لو كان السيد المسيح (عليه السلام) بيننا اليوم، لما كان ليفوّت لحظة واحدة في مواجهة رؤوس الظلم والاستكبار العالميَّين، ولما كان ليتحمّل جوع مليارات البشر وتشرّدهم على يد القوى العظمى، التي تستغلهم وتسوقهم إلى الحروب والفساد والعنف. اليوم، على المؤمنين بذلك النبي العظيم، أي المسيحيين والمسلمين، أن يعودوا إلى تعاليم الأنبياء ونهجهم من أجل إرساء النظام العالمي اللائق، وأن ينشروا الفضائل الإنسانية وفقاً لما علّمهم إياه معلمو البشرية. إن اتّباع سيدنا عيسى (عليه السلام) يستلزم نصرة الحق والتبرؤ من القوى المعادية للحق، ويُأمل أن يعمل المسيحيون والمسلمون في كل مكان من العالم بهذا الدرس العظيم للسيد المسيح (عليه السلام) في حياتهم وأفعالهم.
أکتب تعلیقک.