حكيم نظامي
تكريم الشاعر الحكيم "نظامي كنجوي" في المركز الثقافي الإيراني في اللاذقية.
بمناسبة الذكرى السنوية لتكريمه؛ أقام المركز الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في اللاذقية ندوة ثقافية أدبية؛ تناولت سيرة و مؤلفات شاعر الفضيلة الحكيم نظامي كنجوي
تكريم الشاعر الحكيم "نظامي كنجوي" في المركز الثقافي الإيراني في اللاذقية.
بمناسبة الذكرى السنوية لتكريمه؛ أقام المركز الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في اللاذقية ندوة ثقافية أدبية؛ تناولت سيرة و مؤلفات شاعر الفضيلة الحكيم نظامي كنجوي ؛ و ذلك يوم الخميس الموافق لـ 9/3/2023 م -- 18/12/1041 هـ ش ، و قد شارك في هذه الندوة إلى جانب الأستاذ علي رضا فدوي مدير المركز ؛ باقة من الباحثين الأكاديميين المدرسين في كلية الآداب العلوم الإنسانية في جامعة تشرين و هم على التوالي : الدكتورة رباح علي و الدكتور محمد يونس و الدكتورة ميرفت سلمان.
استهلت الندوة بكلمةٍ للملحق الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في اللاذقية الأستاذ عليرضا فدوي أكد خلالها على أن الحكيم نظامي يعدّ من الشعراء الإيرانيين المشهود لهم بالتميز والنبوغ ، استطاع أن يبتدع نهجاً خاصّاً به ويطوّره ، كما شهد له بشدّة الذكاء و الورع و الاعتزاز بكرامته ، و لفت أ. فدوي إلى أن الحكيم نظامي يعدّ من أكبر شعراء القرن الثاني عشر الميلادي، حيث كان من المبدعين و المجدّدين في مجال الشعر، وأصبحت مؤلفاته منبع إلهامٍ لكثيرٍ من الأدباء من بعده في إيران والعالم، لافتاً إلى أنّ أحداً لم يستطع الوصول إلى ما وصل إليه من إبداعٍ وتميزٍ في مجال القصة الشعرية، فقد ابتكر نظامي وأبدع في النمط والأسلوب وروح القصص، حتى غدتْ قصائده لوحاتٍ فنيةً تبهر القارئ والسامع.
و أشار أ. فدوي إلى أن كنجوي قد نظم أشعاره كلّها باللغة الفارسية، وجاءت أشعاره لوحةً فنيةً تزخر بمختلف خصائص الثقافة الفارسية، وعادات شعوب تلك المنطقة وتقاليدهم وأعرافهم وأساطيرهم، وكثيرٍ من الأمثال السائرة المتداولة.
و بيّن أ. فدوي أن أشعار نظامي هي خير دليلٍ على مدى تمكّنه من علوم اللغة والفلسفة والفقه والفلك والرياضيات، وصولاً إلى تأثره الكبير بالعرفان الإسلامي الذي يتجلّى بأبهى صورة في كتابه الشهير «مخزن الأسرار».
الدكتورة رباح علي في بحثها الذي يحمل عنوان "مقولة الحب في الشعر القصصي عند نظامي كنجوي" أكدت على أن كنجوي هو ركن من أهم أركان الشعر الفارسي ، و أحد أساطين الشعر القصصي البارزين على المستوى العالمي ، تفوّق على أقرانه في مقدرته الفريدة على استعراض الجزئيات و إبداع المعاني و المضامين الجديدة في ظل قوة الخيال ، و أشارت الدكتورة إلى أن مؤلفاته لا تعترف بالحدود القومية أو الجغرافية بين الأمم ؛ بل تمتد لتنتمي إلى الإنسانية جمعاء ، و بهذا يكون من الرواد الذين عبرت أعمالهم الأدبية الزمان و المكان فاستحقت الخلود، واستفاضت الدكتورة في دراسة تحليلية معمّقة للمنظومتين الشعريتين البديعتين لنظامي و هما "ليلى و مجنون" و "خسرو و شيرين" ، و خلصت إلى أن نظامي قد أحسن في اختيار فكرة الحبّ أساساً لهاتين المنظومتين؛ لأنه من الموضوعات الإنسانية وثيقة الصّلة بالنفس البشرية ونوازعها.
الدكتور محمد يونس في دراسته المعنونة بـ "شذرات إبداعية في شعر نظامي كنجوي
"مخزن الأسرار أنموذجاً" أشار إلى أنّ القارئ لنتاج الشاعر نظامي كنجوي يلحظ امتلاكه لحصيلةٍ معرفيةٍ واسعة، فكلّ أشعاره تنضوي على أوصاف جميلة وحمّالة للأخلاق الحميدة، تجعل منها رسالةٌ إنسانيّة سامية تقدّم للعالم بأسره، وتعبر حدود العرق واللون نحو إنسانيّة سامية؛ وهذا ما جعله مستحقاً للقب شاعر الشرق والغرب ، و نوّه الدكتور يونس في دراسته إلى إبداع الشاعر نظامي كنجوي، في تجربته الشعريّة، لافتاً إلى ما تتضمنه هذه الأشعار من قيمٍ وتوجيهات وإرشادات وعظيّة ، خصوصاً في مؤلّفه الشهير مخزن الأسرار" ، حيث قام الدكتور بدراسة جانبين اثنين، الأوّل نظريٌ تضمّن حديثاً عن الشاعر، والثاني تطبيقيٌ ذكرت فيه بعض الموضوعات التي وردت في تجربته الشّعرية، ومن ذلك مثلاً: حديثه عن الموهبة الشعريّة، وقيمة الإنسان، والمواعظ الأخلاقية، وتناصّ شعره مع القرآن الكريم، والقصص الشّعريّة المتنوّعة.
الدكتورة ميرفت سلمان في مشاركتها التي تحمل عنوان "نظامي كنجوي شاعرٌ إيرانيٌ نسباً ولغةً وثقافة" أضاءت على قضيةٍ مهمةٍ شغلت المحققين في شخصية نظامي كنجوي ونسبه ومؤلفاته، واكتسبت طابعاً سياسياً، وطالتها يد التحريف والتزييف. مشيرةً إلى أن المطلع على القضايا الثقافية الإيرانية يدرك حجم المحاولات الخبيثة لسلب نظامي كنجوي هويته الفارسية، و إلصاق هوية إذربيجانية تركية به، متأثرين بنزعةٍ استعماريةٍ تهدف إلى سلب الشعوب العريقة عبقريتها الحضارية وإنجازاتها العلمية والأدبية، لافتةً إلى قيام عدد من المحققين الأدبيين والمستشرقين بإنكار الهوية الفارسية للشاعر نظامي كنجوي، ولتحقيق غايتهم هذه أمعنوا في التحريف والتضليل ، و في دراستها الشاملة استعرضت الدكتورة سلمان معظم الأساليب التي اتبعوها في السعي لتحقيق هدفهم ، و فنّدت أكاذيبهم و ادعاءاتهم الباطلة ، و قامت بدحضها متناولةً معظم الجوانب ذات الصلة بهذا الموضوع كالجوانب التاريخية و الجغرافية و السياسية و الأدبية و اللغوية، و خلصت الدكتورة في نهاية دراستها إلى التأكيد على هوية الحكيم نظامي الذي لطالما افتخر بنسبه الفارسي الأصيل ، وبلغته الفارسية الرفيعة.
أکتب تعلیقک.