أقام المركز الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في اللاذقية ملتقى خاصاً بمناسبة ذكرى عاشوراء تحت عنوان "النهضة الحسينية و أبعادها الفكرية" و ذلك في يوم السبت الموافق لـ 6/8/2022 م -- 15/5/1401 هـ ش.

بدأ الملتقى بالاستماع إلى آيات من القرآن الكريم تلاها للحضور القارئ الشيخ أحمد وطفة، ثم كانت كلمة للأستاذ عليرضا فدوي الملحق الثقافيّ لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في اللاذقية ومدير المركز  رحب فيها بالحضور و قدّم لهم الشكر على مساهمتهم في إحياء هذه الذكرى الجليلة ، وأكد على أن اجتماع عشاق الإمام الحسين عليه السلام في مثل هذه الأيام ، و في شتى أنحاء العالم يعكس اعتقادهم الراسخ بأنه عليه السلام يمثّل جبهة الحقّ و العدل و الإنسانية في مواجه جبهة الباطل و الظلم و الاستكبار ، و أنه قد ضحّى بأغلى ما لديه في سبيل نصرة المظلومين و حفظ كرامة البشر جميعاً بدون تفريق بين دينٍ أو عرقٍ أو جنس.

و في كلمته أكد مدير مجمع الرسول الأعظم (ص) في اللاذقية السيد الدكتور أيمن زيتون على أنه ينبغي على كل إنسان حر أن يحيي مناسبة عاشوراء و أن يتذكر الإمام الحسين (ع) لأنه لم يثر من أجل قضية مذهبية أو  طائفية أو قومية أو قبلية و لكنه ثار من أجل الحق ، و  يجب على كلّ من كان محباً للحق أن يحيي ذكراه ليستلهم من مدرسته دروس الشجاعة و الصمود و الكرامة الإنسانية

ثم ألقى الشاعر زاهر جميل قط قصيدة شعرية من وحي المناسبة بعنوان "دموع كربلائية" ، و منها اخترنا هذا الأبيات :

رتّبْ شجونك و اصبر فالهوى نزق                  و املأ فؤادك منهم فالنوى حرق

سيرحلون و تبقى ها هنا ترحاً                                     يطوف قلبك من ذكراهم العبق

سيوفهم من حديد الحقّ قد صقلتْ                فما تشرّع إلا و هي تأتلق

مالي إذا ما ذكرت السبط يشرق لي                صبحٌ و تندجر الظلماء و الغسق

و أمتطي مركب الأحزان ملتحفاً                     عباءة الفخر أني فيك أحترق

و في كلمته التي كانت تحت عنوان "خلود النهضة الحسينية" بيّن الباحث بسام جبلاوي عظمة هذه النهضة الخالدة على مر الدهور والمعاني السامية التي انبثقت عنها منذ يوم العاشر من محرم عام ٦١ هجرية، عندما احتضنت أرض كربلاء بكل ألم وخشوع وكبرياء الجسد الطاهر، جسد الحسين (ع) وصحبه الأبرار، شهداء الحق والعدل والكرامة.

و أكد الباحث جبلاوي على أن الإمام الحسين  (ع)بشجاعته استعاد صورة الإسلام و  استردّ رسالته السامية من براثن الظلم ، لافتاً إلى أن هذا ما أشار إليه مؤسس دولة باكستان، محمد علي جناح، بقوله : " لا يوجد في العالم أي نموذج للشجاعة أفضل من تلك التي أبداها الحسين (ع).. وفي عقيدتي أن على جميع المسلمين أن يقتدوا بهذا الشهيد ".

وقبل اختتام الملتقى استمع الحضور  إلى مجموعة من طالبات اللغة الفارسية في المركز و هم ينشدون أبيات شعرية من وحي عاشوراء.

حضر الملتقى عدد من الأدباء و الباحثين و المفكرين و الأكاديميين