أشغال ندوة " القدس قضيتنا الأولى"
نظم القسم الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية بتونس يوم الثلاثاء الموافق لتاريخ 26 أفريل 2022 ندوة فكرية بمناسبة الاحتفال بيوم القدس العالمي الذي أسسه سماحة القائد الفذ آية الله الإمام الخميني قدس سره الشريف تحت عنوان " القدس قضيتنا الأولى" بإشراف كل من سعادة سفير الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية بتونس حضرة السيّد محمد رضا رؤوف الشيباني المحترم و سعادة سفير دولة فلسطين بتونس السيّد هائل الفاهوم المحترم و مدير القسم الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية بتونس السيّد ميثم فراهاني المحترم. التأمت هذه الفعاليات بمشاركة ثلة من القامات الفكرية و النخب الثقافية التونسية البارزة. أدار الجلسة و الحوار الدكتور توفيق بن عامر المحترم رئيس مركز الدراسات الصوفية بتونس الذي افتتح الفعاليات بالتأكيد على أهمية القضية الفلسطينية كقضية محورية أساسية، يخضع لها الواجب الإنساني و الواجب الإسلامي.
نظم القسم الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية بتونس يوم الثلاثاء الموافق لتاريخ 26 أفريل 2022 ندوة فكرية بمناسبة الاحتفال بيوم القدس العالمي الذي أسسه سماحة القائد الفذ آية الله الإمام الخميني قدس سره الشريف تحت عنوان " القدس قضيتنا الأولى" بإشراف كل من سعادة سفير الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية بتونس حضرة السيّد محمد رضا رؤوف الشيباني المحترم و سعادة سفير دولة فلسطين بتونس السيّد هائل الفاهوم المحترم و مدير القسم الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية بتونس السيّد ميثم فراهاني المحترم. التأمت هذه الفعاليات بمشاركة ثلة من القامات الفكرية و النخب الثقافية التونسية البارزة. أدار الجلسة و الحوار الدكتور توفيق بن عامر المحترم رئيس مركز الدراسات الصوفية بتونس الذي افتتح الفعاليات بالتأكيد على أهمية القضية الفلسطينية كقضية محورية أساسية، يخضع لها الواجب الإنساني و الواجب الإسلامي.
استهلت الفعاليات بكلمة ترحيبية أداها السيد ميثم فراهاني مدير القسم الثقافي لسفارة الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية بتونس و الذي أكد من خلالها على أهميّة القضية الفلسطينية و ما تحمله من أبعاد و مواقف، حيث أكد أنّ يوم القدس العالمي هو " يوم الحشد، يوم الوحدة الإسلامية، يوم المقاومة و الصمود" لكونه يجمع المسلمين من كافة البلدان للمشاركة ضمن مسيرات مليونية في مختلف الدول. و يحتل هذا اليوم مكانة خاصّة و بارزة لدى الشعب الإيراني لاعتباره وصية ثابتة من وصايا الإمام الخميني التي تًبرز ركائز المجتمع الإيراني و مبادئه القويمة. و بهذه المناسبة العظيمة أشار السيّد فراهاني إلى الدور البارز الذي قدمه الشهيد القائد الفذ قائد "فيلق القدس" الحاج "قاسم سليماني" رحمه الله رفقة رفاقه الأبرار على أرض الميدان و قد استشهد بمقولته الخالدة " القدس هي المحور...لقد اقترب موعد الصلاة في القدس". "
ضمن كلمته أكد السيد ميثم فراهاني على وعي الشعب الإيراني و بطولاته المتعددة في درب المقاومة مبرزا المبادئ القويمة للثورة الإسلامية الإيرانية التي من بين بنودها الأساسية " السعي بكل السبل والوسائل إلى تحرير فلسطين من الطغاة المستكبرين الظالمين و نصرة المستضعفين". حيث أشار ضمن هذه المناسبة العظيمة إلى كلمة سماحة القائد الإمام الخميني قدس سره الشريف ضمن البيان الصادر بتاريخ 13 رمضان من السنة الهجرية 1399 الموافق لتاريخ 7 أوت 1979 بقوله: " يوم القدس هو يوم التضامن الدولي مع المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم و نصرة المسلمين على الكافرين". و نظرا لامتداد انتهاكات المستكبرين على فلسطين أكد أنّ درب المقاومة مستمر في وجه العدو و قوى الشر على الأرض وأن إيران أثبتت جدارتها في نصرة القضية و دعم المقاومة و الثبات على العهد رغم كل ويلات المظالم و الحصار و الاستبداد.
ضمن الإطار ذاته أكد سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتونس السيد محمد رضا رؤوف الشيباني المحترم أنّ يوم القدس العالمي الذي أسسه سماحة القائد آية الله الإمام الخميني قدس سره الشريف مخصص لفلسطين و القبلة الأولى للمسلمين وأنّ المرجعية التاريخية لهذا الحدث العظيم يعود إلى سنة 1979 تاريخ استئناف هجوم الكيان الصهيوني على جنوب لبنان. فيوم القدس هو دعوة صادقة نحو توحيد صفوف الأمة الإسلامية جمعاء و تعد القضية المحورية التي وجب على المسلمين كافة الدفاع عنها.
لقد أشار سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى ثلاثة عوامل أساسية ساهمت في طرح القضية الأم:
أولا: طبيعة القضية بين المسلمين
ثانيا: طبيعة العدو الصهيوني و روحه الاحتلالية
ثالثا: طبيعة التحالف الغربي الصهيوني و مآربه التقسيمية
و ضمن السياق أكد أنّ الحكومات الغربية قد فشلت فشلا ذريعا في حل القضية الفلسطينية و أن إيران قدمت خطة ديمقراطية بنّاءة و عادلة في حل الأزمة الفلسطينية من خلال إعادة اللاجئين إلى وطنهم و إجراء استفتاء على هذه الأرض. من ذلك نجاح قوى المقاومة في مواجهة العدو سيّما في مواجهتها لأمريكا الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني لكونها تقدم ما يقارب 3.8 مليار دولار سنويا كمساعدات عسكرية لإسرائيل. هذا إضافة إلى دعم ملف انتهاك حقوق الفلسطينيين و التغلغل في التطبيع و ممارسة سياسة القتل و القمع على أرض فلسطين. و في هذا الشأن دعا سعادة السفير دول المنطقة إلى اليقظة من مخاطر و خداع الكيان الصهيوني الذي يسعى بكل السبل لإخراج فلسطين من أذهان مسلمي العالم و جعل إيران هي العدو المهدد في المنطقة. و هنا أكد سعادة السفير أن إيران في دعمها لفلسطين ليست سياسة قصيرة المدى و ليست فقط قضية متجذرة في الدين الإسلامي بل نصرة للمستضعفين أمام قوى الاستكبار العالمي. إذ إن دعم المقاومة من منطق سياسة إيران و مبادئ ثورتها هو مبدأ راسخ في الضمير الإيراني.
و استكمالا لهذه الأهمية التي تطرح القضية الفلسطينية كقضية أولى لدى المسلمين جمعاء، أكد سعادة سفير دولة فلسطين السيّد هائل الفاهوم المحترم أنّ الشعب الفلسطيني يواجه استراتيجيات الكيان الصهيوني بإمكانيات ضئيلة جدا و أنّه لا يمكن تزوير الحقائق الاجتماعية و التاريخية ، فالضحية واحدة و الهدف داخل الإستراتيجية الممنهجة واحدة و هي ضرب و تفكيك مختلف شعوب المنطقة. و أشار ضمن كلمة حضرته أن جزء كبير من المواطنين اليهود بدأوا يشعرون بمخاطر هذه الإستراتيجية و 25 بالمائة من يهود أمريكا ينددون بالنظام العنصري الذي تقوم به إسرائيل و 49 بالمائة من اليهود لا يثقون في أنفسهم و في إمكانية استمرارهم على أرض فلسطين.
أضاف سعادة سفير فلسطين ضمن كلمته أن فلسطين ليست فقط القضية الأولى بل إنها الحق الأول، و أن الكيان الصهيوني يمارس انتهاكات كبرى في حق الشعب الفلسطيني، فقد منعوا المصلين من الصلاة في مسجدهم. و أشار إلى أنه من الضروري إعادة ضبط الاستراتيجيات المعتمدة من خلال تطوير آليات رد الفعل و مراكمة الإنجازات ذات البعد التوعوي ، مضيفا أن الشعب الفلسطيني يدافع عن حقه المشروع و يدافع أيضا عن الحقوق الإنسانية جمعاء.
ضمن ختام كلمته أشار إلى أن الغرب قد فقد مصداقيته و سيطرته المطلقة بعد الأحداث الأخيرة و المواجهات التي جدت بين الغرب و الاتحاد الروسي و التي هي مناسبة لإعادة تأطير الفكر و تعزيز قوى الوحدة. و أشاد ضمن هذا الصدد بالدور الهام الذي تقوم به إيران رغم كل العقوبات وصولا إلى خلق تحالف جديد يقوده الكيان الصهيوني ضد إيران اليوم. لذلك فإن الحل في تعزيز الوحدة الإسلامية و محاولة تفكيك شفرة هذه الاستراتيجيات من الداخل و أهم نقطة هي أهمية استيعاب الانقسامات الداخلية في العالم العربي-الإسلامي كقوة فاعلة ذات نتائج و أهداف كبرى فيما يسمى بتأسيس " قوة اتحادية" و الخروج من مسار المعاهدات .
ضمن هذه الفعاليات أكد الدكتور عابد الزريعي مدير مركز دراسات أرض فلسطين للتنمية والانتماء بتونس ضمن مداخلته التي حملت عنوان " المهام الواجبة على أمتنا العربية- الإسلامية في مواجهة عملية التطهير و الاختراق الحضاري التي يمارسها الكيان الصهيوني" أنّ التاريخ يفاجئ الجميع برسالة خفية تحمل في مضامينها ما يدور في أذهان المسلمين و ما يفرضه علينا الواجب تجاه فلسطين. إذ يعد يوم القدس العالمي لحظة تقرير و تدبير سيّما بعد المعاهدات العنكبوتية الواهمة التي أقرت مشروع ضم أجزاء من فلسطين إلى الصهاينة في ظل تواطئ المؤسسات الدولية و مجلس الأمن و هيئة اليونسكو. و أشار ضمن كلمته أن عدد سكان القدس لسنة 2019 ما يقارب المليون نسمة منهم 581 ألف يهودي و 355 ألف فلسطيني. فالصراع المحتد اليوم هو صراع بين مشروعين هما مشروع التطهير و اختراق و مشروع تثبيت هوية القدس من قبل أهل القدس.
ضمن موضوع التطهير صنّف الدكتور الزريعي المسألة ضمن عدة نقاط أساسية كما يلي:
- الرؤية للقدس: الصهاينة يرون أن القدس عاصمة لهم
- الأهداف : تتجه نحو الوصول إلى تفريغ القدس من أهلها و الوصول بهم إلى 22 بالمائة من عدد السكان و توطين مكانهم اليهود
- ثقافيا: إلغاء هوية القدس العربية – الإسلامية و تبديل الرموز و الأسماء ، فضلا عن إخلاء القدس من كل المؤسسات الفلسطينية و إحلال محلها مجموعة من المؤسسات الصهيونية ( 25 مؤسسة مسجلة تمارس عملية التطهير و الاختراق الحضاري داخل القدس)/ تطبيع بعض العرب من بينهم الإمارات .
- اقتصاديا: تمويل الغرب لجمعيات فلسطينية داخل القدس و العمل على تفعيل الإغراءات
- إعلاميا: استخدام موقع " اسرائيلها يوم" لنشر عملية فتح القدس لمن يريد أن يصلي و يحج فيها.
- المستوى التكتيكي: إعلان قرارات هامة منها قرار بتاريخ 27 جوان 1967 يقر باعتبار القدس مدينة موحدة / قرار ثان سنة 1989 يقر بتابعية فلسطين لإسرائيل / قرار ثالث أعربت عنه أمريكا يقر باعتراف أن القدس عاصمة للكيان الصهيوني / قانون رابع يهتم بأملاك الغائبين الفلسطينيين سنة 1950 و الذي استخدم في مصادرة أملاك الفلسطينيين / قانون خامس يقر بأملاك اليهوديين/ قانون سادس يقر بإثقال تكلفة رخصة البناء للفلسطينيين ( 35 ألف دولار تكلفة الرخصة الواحدة)/ قوانين موازية للإشراف على المدارس العامّة و الخاصّة / القانون الشبح المتعلق بالأسباب الأمنية و التي تقر بهدم بيت المواطن الفلسطيني وفقا لأسباب أمنية.
أكد الدكتور عابد الزريعي ضمن هذا التحليل أنّ الهدف من وراء هذا التصعيد الاستراتيجي هو ضرب و تفكيك الهوية الإسلامية و إفراغ مقوماتها و أبرز أن المطلوب اليوم هو بناء إستراتيجية مضادة تستخدم نفس التكتيكات من الجهة المقابلة المدافعة من خلال تفعيل عملية مدد الحلف المقاوم لتحقيق نتائج حاسمة على الميدان. إضافة إلى ضرورة تحديد رؤية تجعل من القدس موحدة عربية – إسلامية – مسيحية-شرقية مفتوحة لكل الأديان مع المحافظة على هوية القدس و تأسيس صندوق دعم شعبي قائم على التمويلات الوقف و تبرعات الشعب و السعي نحو تنظيم معارض دولية تقوم على ترويج المنتوجات الفلسطينية و دعم المؤسسات العامة و قسم الإعلام لنشر ثقافة بديلة.
و نهجا على درب المقاومة أكد الدكتور محمد بكار المتحصل على دكتوراه دولة من جامعة لوزان السويسرية اختصاص قانون دوليّ و اقتصاد و المحامي الدولي أنّ جبهة النضال تتجه نحو القضية الفلسطينية "القضية الأم" سيّما بعد معاهدة "سايس بيكو" و تغلغل المحور الفرنسي العثماني من أجل تقسيم فلسطين و ما بعدها. هذا التوغل الناتج عن توغل فكري و اقتصادي و حضاري و الذي بموجبه يتحقق التوسع الاستيطاني المستبد. من ذلك دعم أمريكا و دول أوروبية لاستيطان اليهود على أرض فلسطين المقدسة مضيفا أنّ ما نلاحظه اليوم هو وقوع القدس الغربية في يد اليهود بمعدل 70 بالمائة من الأراضي (7000 هكتار) وقع إدراجها في سجل الملكية العقارية لبعض الجمعيات اليهودية.
تعيش فلسطين اليوم على وقع إجراءات تعسفية لتضليل الحقائق و هي في مجملها إجراءات انتهازية عسكرية تسعى بكل قواها لتغيير التوازن في المنطقة بين جالية عربية و جالية اليهود من الخارج و من الموجودين في جهات أخرى. هذه الإجراءات دعمها الرئيس السابق " ترامب" و أعلن من خلالها أن القدس عاصمة الكيان الصهيوني و هي في الواقع قرارات باطلة و ظالمة، هذا فضلا عن قرارات المؤسسات الدولية العدلية و المجتمع الدولي و محكمة الجنايات الدولية و غيرها. فقد انخرطت كل القراءات في الصمت أمام قوى الشر الظالمة و عدم توجيه أية تهمة للعدو. و في هذا الصدد أشاد بدور المحامين الذين دأبوا منذ أكثر من عقد على دحض هذه الإجراءات على غرار موقف الوكيل العام الأستاذة " فاطمة بن سودة" التي كان لموقفها الشجاع دور في إزعاج الكيان الصهيوني، حيث أدانت جرائم الكيان الصهيوني التي مارسها على الأراضي المحتلة و اليوم يتجدد العهد بتاريخ 26 أفريل 2022 بتقديم عريضة دولية جديدة تدين بشدة هاته الجرائم التي تصدر ضد الإنسانية و تعتدي بشكل مباشر على التراث الفلسطيني التقليدي و على المنظومة العقارية. و بهذه المناسبة أكد على الدور المحوري الذي تقوم به إيران ضمن درب المواجهة و المقاومة نصرة للقضية الفلسطينية فضلا عن دور سوريا و حزب الله و دولة الجزائر و تونس وفنزويلا و أوروبا الوسطى و الشمالية و غيرها من الجهات الرسمية الواعية بأهمية القضية الفلسطينية.
ضمن السياق ذاته أكدت الأستاذة مباركة عواينية حرم الشهيد محمد البراهمي رحمه الله و رئيسة مركز الشهيد محمد البراهمي للسلم والتضامن بتونس أن المجهودات التي تقوم بها إيران ضمن محور المقاومة جديرة بالتقدير رغم الحصار الظالم المستمر منذ أكثر من أربعين سنة، مضيفة أن إحياء يوم القدس العالمي راسخ لدى العقول الواعية و النخب الثابتة على العهد. فقد كان الإمام الخميني رحمه الله زعيما لنا جميعا قيادة و ريادة لكونه ناضل وحيدا ضمن هذا الدرب . حيث احتلت القضية في فكره مواقف ثابتة و صارمة لا مثيل لها على المستوى العربي- الإسلامي. فالمسألة تجاوزت المستوى العقائدي لاعتبار أن تحرير فلسطين من قبضة الصهاينة هو واجب إنساني. و أشادت الأستاذة البراهمي بأهمية تطوير إيران بآليات المقاومة المسلحة، و تطوير الصواريخ على أبعد مدى و دعم قوى المقاومة على غرار " حركة سيف القدس" إيمانا منها و من شعبها العظيم بالعدالة الشرعية. لقد دأبت إيران على مواقف حاسمة لا تقبل المساومة و لا التفريط، إذ تواجه بكل قوة و تحدّ الاستكبار الإقليمي و الامبريالية العالمية أمام الصمت المخزي و التطبيع للبعض في الجهة المقابلة. فالصراع اليوم هو صراع بين الحق و الباطل و بين المحتل و المقاوم و إيران وقفت بشموخ مع الحق الفلسطيني في وجه الاستعمار ، إذ نحن اليوم أمام " يوم الحسم" الذي يسمح بإعادة الحق لأصحابه و التحرر الشامل أرضا و شعبا و يوم الحسم هنا يقف بين "تل المقاومة و خندق التبعية" وفق تعبيرها.
و في السياق ذاته، و نهجا على فكر المقاومين الأحرار، أكد الدكتور علي منجور الطبيب والباحث المختص في الدراسات الصهيونية أنّ اليهود يعتقدون أن الربّ ساكن في صهيون حيث تواجد لفايف من التوراة المدفونة هناك و كلمة " صهيون" تعني في دلالتها العميقة ضم كافة مدينة القدس إليها. و هنا استشهد بما قاله الكاتب العراقي ذو الأصول اليهودية الذي أسلم فيما بعد " أحمد سوسة" في كتابه " العرب و اليهود في التاريخ" بقوله: " صهيون كنعانية ترجع إلى عصور قديمة " و أن القدس مؤسسها داوود ألف سنة قبل ميلاد المسيح و في الإطار أشار إلى العمل الإنساني الهام الذي قدمه " عمر بن الخطاب" ضمن مسألة التعايش الإسلامي عند فتحه مدينة القدس و التي كانت آنذاك تسمى " إيليا"و أبرز أن من أعمال عمر بن الخطاب السمحة المحافظة على مفتاح كنيسة القيامة بعد الرسول الأكرم (ص) ، حيث أثبت المسلمون آنذاك و في تلك الفترة الاحترام و التقدير ، حيث قدّم المفتاح إلى الصحابية السيدة " أم عمارة" للمحافظة على العهد و الوفاء للأرض. مضيفا قوله إن فلسطين هي مدينة السلام لكنها اليوم صارت تحت وطأة النفاق و تحت راية التدنيس .
اتخذت الفعاليات حيزا من الأهمية لدى النخب الفكرية التي سجلت حضورها ضمن هذه الفعاليات الهامة، فقد أكد البعض أنّ الكيان الصهيوني يختزل أعماله في الشر الشيطاني ضد البشرية جمعاء، و أنّ المقاومة تعتمد على الصمود و النضال من حياة الرسول محمد (ص) إلى الإمام الحسين عليه السلام و الإمام علي عليه السلام الذين رفعوا مبدأ " على العهد باقون" كما أضاف البعض الآخر أنّ جبروت إسرائيل بدأ يتهاوى و يتراجع نظرا لقوة جبهة المقاومة الأمامية التي تقودها إيران، و أن قسم الإعلام في معظم برامجه و استراتيجيات أعماله صار منحازا لقوى الغرب و لا يخدم القضية الفلسطينية اليوم و اختتم البعض الآخر بالإشادة بدور المرأة الفلسطينية في المقاومة لكونها تقدم كل حين شهيدا و تودع شهداء و أبناء وطنها بعزة و كرامة.
و في ختام هاته الفعاليات أشار الدكتور توفيق بن عامر المشرف على إدارة هذا اللقاء إلى ضرورة الوعي أكثر بالقضية و العمل على بناء و تطوير آليات جديرة بالمواجهة و بالمضي قدما نحو تحقيق النصر المنشود.
أکتب تعلیقک.