متحف القاجار في تبریز: زيارة للقطع الأثرية في منزل تاريخي فريد

تم بناء هذا المتحف في أحد المنازل القديمة في المدينة، وهو المنزل الذي كان يخص الأمير نظام گروسی، السياسي والكاتب الذي كان يُعدّ من أبرز الشخصيات في عصره، وكان يُعتبر من أجمل المنازل في المدينة. بعد أن تولى الأمير نظام گروسی منصب الوزارة، خدم لفترة كسفير لإيران في إنجلترا وفرنسا والدولة العثمانية. وبعد توليه وزارة الخارجية الإيرانية، أدخل آلات صناعية إلى البلاد كانت من أكثر الأجهزة تطوراً في ذلك الوقت، وتم استخدامها في صناعة النقود والطباعة. كما شارك في تأسيس مدرستي مظفریه و رشدیه، وهما من أقدم مدارس مدينة تبریز، وكان له تأثير كبير في تطوير المستوى العلمي والتعليمي في المدينة. ويُعدّ دار الفنون تبریز (مدرسة مظفریه) من أبرز المدارس في أذربيجان في تلك الحقبة.

تاريخ بناء متحف القاجار في تبریز

متحف القاجار في تبریز يقع في منزل الأمير نظام گروسی، الذي بُني بالقرب من مقبرة الشعراء، وهو أحد المقابر القديمة والمعروفة في تبریز. في هذه المقبرة دفن نحو 400 شاعر من مختلف العصور، ومن أشهرهم الشاعر الإيراني المعاصر شهریار. يعود بناء هذا المنزل إلى فترة حكم ناصر الدين شاه (1848-1896م / 1227-1275هـ) حيث قام الأمير نظام گروسی ببنائه لإقامته الخاصة عندما كان يشغل منصباً في أذربيجان. وبعد وفاته، سكن في المنزل ولاة أذربيجان، لكن بعد سقوط حكم القاجاريين في عام 1925م (1304 هجري شمسي) وصعود حكومة پهلوی، أصبح المنزل ملكاً للدولة. وفي السنوات التالية، تعرض المنزل لضرر كبير بسبب الإهمال. ولكن في عام 1991م (1370 هجري شمسي) تم تغيير ملكيته، وفي عام 2006م (1385 هجري شمسي) تم ترميمه، وبفضل خصائصه التقليدية والمميزة، تم تحويله إلى متحف القاجار. تم تسجيل منزل الأمير نظام گروسی أو متحف القاجار في قائمة الآثار الوطنية الإيرانية في عام 1996م (1375 هجري شمسي).

معمار متحف القاجار في تبریز

تبلغ المساحة الإجمالية للأرض التي تم بناء منزل الأمير نظام گروسی عليها حوالي 3000 متر مربع. يتألف المنزل من طابقين ويبلغ إجمالي مساحته 1500 متر مربع. يحتوي الطابق السفلي على حوضخانه واسع يعتبر من أجمل أجزاء المنزل من حيث الجمال. الحوضخانه متصل بعدد من الممرات التي تؤدي إلى الفناء والغرف. تزين سقف هذا الجزء من البناء الزخارف الجمالية للطوب، مما يجعل هذا المكان من أروع أقسام المنزل.

أمام مدخل المتحف، يوجد لوح تذكاري يحتوي على شجرة العائلة الخاصة بأسرة القاجار وبعض تفاصيل تاريخ هذه الأسرة. يحتوي المنزل على فناءين؛ أحدهما في الجزء الداخلي (الأندروني) والآخر في الجزء الخارجي (البيروني)، ويحتوي كل فناء على حدائق وبرك ماء متعددة. يمكن رؤية رواق مزخرف بـ16 عموداً جميلة وزخارف رأسية على الأعمدة. إن مشاهدة النوافذ المشبكة الزجاجية الملونة إلى جانب الزخارف الجبسية على الجدران الشمالية والجنوبية والزخارف الداخلية من المرايا والجبس، يجعل زيارة هذا المكان ممتعة لجميع الزوار.

أقسام متحف القاجار في تبریز

يحتوي المتحف على عدة قاعات عرض، منها قاعة النقود، قاعة المنسوجات، قاعة الفخار، قاعة الزجاج، قاعة المعادن، قاعة الموسيقى، وقاعة الخاتم في الطابق الأول. بينما توجد قاعات أخرى في الطابق السفلي مثل قاعة الصخور، قاعة الأسلحة، قاعة الشخصيات والفرمانات، قاعة العمارة والتخطيط الحضري، قاعة الأقفال، وقاعة الفوانيس، حيث يعرض في كل منها مجموعة متنوعة من القطع.

تعتبر الخواتم، الأدوات المعدنية، الأدوات الموسيقية، الأواني الزجاجية، والأواني الفخارية من أبرز القطع الموجودة في هذا المتحف. كما يخصص جزء من المتحف لعرض أولى الصور الفوتوغرافية التي تم التقاطها في إيران بعد دخول أول كاميرات التصوير إلى البلاد في فترة حكم ناصر الدين شاه. كما توجد تماثيل لعدد من الشخصيات البارزة في فترة القاجار مثل ميرزا عيسى قائم مقام فراهاني، ميرزا أبو القاسم قائم مقام فراهاني، الأمير نظام زنگنه، الأمير نظام گروسی، وأمير کبیر.