لعبة العصا في سمنان، تجسيد لروح الشجاعة والمحاربة

لعبة العصا في سمنان: إرث من الشجاعة والفروسية

لعبة العصا هي إحدى الألعاب التي تعود جذورها إلى إيران القديمة. سر بقائها على مدى هذه الفترة الطويلة يكمن في ارتباطها بثقافة الشجاعة والفروسية. الإيرانيون يقدّرون الشجاعة والفروسية ويرونها مرادفًا للكرامة والعظمة. العناصر الأساسية في لعبة العصا هي الملحمة والمنافسة والحماسة والإثارة. تنتشر هذه اللعبة في مناطق مختلفة من إيران، وتُؤدى في كل منطقة بما يتناسب مع ثقافتها المحلية. وتتمتع محافظة سمنان، كونها إحدى المحافظات الواسعة في إيران، بتقليد خاص للعبة العصا.

خصائص لعبة العصا في محافظة سمنان

لعبة العصا طقس يُقام في مختلف أنحاء محافظة سمنان، ولكن بشكل خاص تُشتهر قرية «حسن‌آباد» بأدائها، ولذلك تُعرف هذه المراسم أحيانًا باسم «لعبة عصا حسن‌آبادي». حسن‌آباد هي قرية تتبع مدينة سمنان وتبعد عنها حوالي خمسة كيلومترات. يُمارس هذا التقليد في القرية منذ ما لا يقل عن 300 عام. في مراسم القرية، يحمل اثنان أو ثلاثة أشخاص أعواد الرمان (أو أعواد أشجار أخرى) ويضربونها ببعضها بحركات شبيهة بالرقص، بالتزامن مع عزف موسيقى حية باستخدام آلة السرنا وآلات الإيقاع (وخاصة الدهل).

تستند ممارسة لعبة العصا أساسًا إلى الملحمة والفروسية، حيث تُعد الأعواد التي تُضرب رمزًا للسيوف التي تصطدم في المعارك. ومع ذلك، في لعبة العصا، لا يتفوق أي طرف على الآخر، وحتى الأعواد تكون متساوية في الطول والشكل لتوضيح أن هذه المعركة الصديقة ليس لها غالب ومغلوب، وكل الطرفين يخرجان منتصرين.

قلعه تاریخی روستای حسن‌آباد سمنان

القيم الثقافية للعبة العصا

في «الشاهنامه» للأديب الكبير «أبو القاسم فردوسي»، تحدث العديد من المعارك التي تعكس شجاعة الإيرانيين وروح الفروسية لديهم، وتبرز القيمة العالية لهذه الصفات في المجتمع الإيراني. من المحتمل أن تكون لعبة العصا مرتبطة بالتقاليد التي تشكلت حول هذا العمل العظيم، وخاصة قراءة الشاهنامه.

إن تزامن لعبة العصا مع الموسيقى والقصص الملحمية هو أحد العوامل التي تعزز قيمتها الثقافية. فهذه الممارسة تجمع بين الأدب والموسيقى وروح الفروسية والاستعداد القتالي في آن واحد. كما أن أداء مراسم لعبة العصا بالملابس التقليدية للمنطقة يمثل قيمة ثقافية إضافية. على مدار عدة قرون، وعلى الرغم من أن زي السكان تحول إلى الملابس السائدة، فإن لعبة العصا في سمنان لا تزال تُقام بالملابس التقليدية نفسها، ما يجعل هذا التقليد عاملًا مهمًا في الحفاظ على إرثه الثقافي.

چوب‌بازی همراه با موسیقی محلی اجرا می‌شود

نظرًا لأن لعبة العصا تحمل طابعًا ترفيهيًا، فإنها عادةً تُقام في الاحتفالات، وخاصةً في عيد نوروز. تبدأ مراسم اللعبة بعزف السرنا والدهل، ثم يدخل اللاعبون إلى الساحة وهم يرتدون الملابس التقليدية ويحملون أعوادًا متساوية الطول، مع القفز والحركة لإظهار لياقتهم البدنية للجمهور.

يُختار مكان عرض اللعبة بحيث يكون مستويًا، ويتمكن الناس من التجمع حوله لمشاهدة أداء اللاعبين. يتناغم اللاعبون مع إيقاع الموسيقى، وبعد القفز والدوران، يضربون الأعواد ببعضها البعض. يجب أن تكون هذه الحركات منظمة وإيقاعية بحيث يبدو صوت الاصطدام جزءًا من موسيقى المراسم. يشجع الجمهور اللاعبين بصيحاتهم لتحفيزهم على الأداء السريع والقوي.

في كل هجوم، يقوم أحد اللاعبين بدور المهاجم والآخر بدور المدافع، وتتغير الأدوار بالتناوب بحيث يلعب كل لاعب دور المهاجم بالتناوب. يطلق المهاجم صرخة عالية عند رفع وضرب العود لإظهار روح الشجاعة والقتال لديه، بينما يضع المدافع أعواده بشكل متقاطع لصد هجوم المهاجم.

تسجيل لعبة العصا في سمنان ضمن التراث الوطني

تم تسجيل مراسم لعبة العصا في سمنان في قائمة التراث الثقافي غير المادي الإيراني عام 2022 ميلادي (1400 هجري شمسي).