التسلسل الزمني لشعب لك، تقويم إيراني دقيق وأصيل

التسلسل الزمني لشعب لك، تقويم إيراني دقيق وأصيل

التسلسل الزمني لشعب لك، تقويم إيراني دقيق وأصيل

في التقويم شعب لك يبدأ العام بشهرٍ يُوافق شهر «دي» في التقويم الشمسي الإيراني (وديسمبر في التقويم الميلادي). هذه السمة تتطابق مع التقاويم المِيتْرائيّة القديمة.
ووفقًا للمعتقدات الأسطورية القديمة، تُولَد المَلَك «مِهر» (رمز النور والشمس) في ليلة الانقلاب الشتوي، أي في اليوم الأول من شهر «دي»، ومع مولده تبدأ الأيام بالازدياد طولًا ويتغلّب النهار على الليل. في مطلع هذا الشهر تُقام طقوس إشعال النار، تعبيرًا عن انتصار النور على الظلمة.

الشهر الثاني من السنة شعب لك هو زمن نُموّ الأعشاب والخُضرة، أمّا الشهر الثالث فينتهي مع عيد النيروز في التقويم الشمسي. ولأن جميع أشهر التقويم شعب لك تتكوّن من ثلاثين يومًا، تُضاف بعد الشهر الثالث خمسة أيّام كبيسة لا تُحتسب في العدّ، وتُسمّى باللهجة اللكية «الدَزْدِيدَه» أي «المخفيّة». ويُعتقد أنّ هذه الأيام نحِسة، لذلك كان الناس يتجنّبون القيام بالأعمال المهمّة خلالها.

تُسمّى الأشهر اللاحقة تبعًا لمظاهر الطبيعة ونشاطات الناس الزراعية والرعوية، مثل تصفية الحساب مع الرعاة، اشتداد الحرّ، تجمّع المواشي هربًا من الحشرات، نفوق بعض الحيوانات الضعيفة من شدّة القيظ، عودة الرحّل إلى القرى، هبوب الرياح الباردة في منتصف الخريف، تساقط أوراق الأشجار، واشتداد البرد وطول الليل.

يتميّز هذا التقويم، بالمقارنة مع معظم التقاويم الزراعية والرعوية في إيران، بدقّته العالية وثبات مناسباته في تواريخ محدّدة، وهو ما يعكس عمق معرفة الإنسان اللكي بدورات الطبيعة وحركتها عبر الفصول.

گاه‌شماری قوم لک با دانش ستاره‌شناسی سنتی ارتباطی نزدیک دارد

ليس من المعروف بدقّة متى أدرك الإنسان أنّ تعاقب الفصول وتغيّر الأيام يجري وفق نظامٍ ثابت، غير أنّ هذا الإدراك كان منطلقًا لابتكار التقاويم القديمة التي وُضعت أساسًا لتنظيم الأعمال الزراعية ومواسم الحصاد والبذر. وقد كانت تلك التقاويم تتأثّر بالبيئة الجغرافية والعادات السائدة لكلّ قومٍ ومنطقة، حتى أصبحت جزءًا من ثقافتهم المحلية وهويتهم الاجتماعية. ومع أنّ التقاويم الحديثة والدقيقة طغت على معظمها، إلا أنّ بعض المجتمعات الإيرانية ما تزال تحافظ على تقاويمها التقليدية وتستخدمها إلى جانب التقويمات الرسمية.

من بين هذه التقاويم، يبرز التقويم اللَّكيّ الذي ينتمي إلى شعب «لَك»، أحد الشعوب الإيرانية الأصيلة. يُعتقد أنّ جذور هذا التقويم تمتدّ إلى قرونٍ سحيقة، وما زال الناس في مناطقهم يحترمونه ويعملون به في تنظيم حياتهم اليومية.

���� خصائص وأصول التقويم شعب لك

في إيران يُعتمد رسميًّا التقويم الهجري الشمسي، الذي يبدأ مع الاعتدال الربيعي ويُحتفل به بعيد النيروز، وهو من أقدم الأعياد التي عرفها البشر. وتُشير الطقوس المرتبطة بالنيروز، والتي تعود إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، إلى قِدم التقاليد الزمنية في الحضارة الإيرانية.
ومع مرور الزمن، نشأت في مناطق مختلفة من البلاد تقاويم محلية قائمة على معرفة فلكية دقيقة، ما زال بعضها متداولًا حتى اليوم.

أما عند قوم «لَك»، فقد صار التقويم جزءًا من تراثهم الثقافي الشفهي. فالسنة لديهم تُقسّم إلى فصولٍ وأشهرٍ وأيامٍ ذات أسماءٍ ومعانٍ مستمدّة من الطبيعة، مثل المطر، ونُموّ الزرع، وحرارة الصيف، وبرودة الشتاء. ويعيش اللك اليوم في محافظات لرستان، همدان، كرمانشاه، وإيلام غربيّ إيران.
وتزخر الحكايات الشعبية عندهم بأساطير عن تغيّر الطقس وتعاقب المواسم، إذ يرون في هذه الظواهر تجلّيات لقوى الطبيعة ومشيئة الخالق. ويرتبط هذا التقويم أيضًا بالمعرفة الفلكية لديهم، حيث أطلقوا على الكواكب والأبراج أسماء محلية تعبّر عن المراحل الزمنية المختلفة.

لا يُعرف تاريخ دقيق لنشأة هذا النظام الزمني، غير أنّ ارتباطه الوثيق بحياة الزراعة والرعي يدلّ على أنّه تطوّر في الفترة التي أتقن فيها اللك فنّون الزراعة وتنظيم المواسم.

وفي عام 1966م (1345هـ ش) قام الباحث الدنماركي «إدلبرغ»، أثناء دراسته لثقافة المناطق اللكية، بتوثيق جدولٍ زمنيّ يعتمد على التقويم اللَّكيّ. وقد طوّره لاحقًا عدد من الباحثين الإيرانيين، حتى صار مرجعًا في دراسة هذا الإرث الزمني الفريد.
ولا تزال في المناطق اللكية مصطلحات زمنية تُستخدم لتحديد مواعيد الحراثة، الرعي، والحصاد، تُتناقل شفهيًّا عبر الأجيال، وتشكل اليوم جزءًا أصيلًا من الذاكرة الثقافية والمعرفية لقوم لَك.

 

 

الإسم التسلسل الزمني لشعب لك، تقويم إيراني دقيق وأصيل
الدولة إیران
نوعآخر
تسجیلوطنی
أدخل النص الخاص بک واضغط على Enter

تغییر حجم الخط:

تغییر المسافة بین الکلمات:

تغییر ارتفاع الخط:

تغییر نوع الماوس: