
سد بهمن كوار: استمرار مهمة الإمداد بالمياه بعد 2500 عام!
يعدّ الماء أحد أهم أسباب نشوء الحضارات. وفي إيران، التي تعتبر دولة جافة قليلة المياه، تم تطوير تقنيات منذ العصور القديمة لاستغلال الموارد المائية بأعلى كفاءة ممكنة. يعد نظام القنوات المائية (القنات) من أبرز هذه التقنيات، والذي ساهم لأكثر من ألفي عام في ري العديد من المدن وإنعاش الزراعة، خصوصًا في المناطق الوسطى والشرقية من إيران. ومن بين التقنيات الأخرى المستخدمة، خاصة في المناطق الغربية والجنوبية من البلاد، بناء السدود المعروفة باسم بند. يعد سد بهمن كوار من هذه السدود، حيث يعود تاريخه إلى العصور القديمة ولا يزال قائماً حتى يومنا هذا.
أين يقع سد بهمن كوار؟
يقع سد بهمن على بعد ثمانية كيلومترات من مدينة كوار و58 كيلومتراً من شيراز. للوصول إليه، يجب السير على طريق شيراز – فيروز آباد. بني السد على نهر قرة آغاج، وهو من أهم الأنهار في محافظة فارس، حيث يساهم بشكل كبير في توفير المياه للمنطقة. ينبع هذا النهر من التقاء ينابيع كان زرد، جل جشمه كوه مره، وسرخ رك، ويتدفق عبر قضاء أرژن شيراز وقرية قلعه جوبی، ليصل إلى كوار ويستمر لمسافة 700 كيلومتر حتى يصب في الخليج الفارسي. يتراوح عرض النهر بين 20 و400 متر، ويوجد سد سلمان فارسي بالقرب من مدينة جهرم على هذا النهر.
تاريخ واستخدام سد بهمن كوار
وفقًا للخبراء، يعود تاريخ بناء سد بهمن كوار إلى العصر الأخميني (550-330 ق.م). ولا يزال السد قائماً بعد حوالي 25 قرناً، حيث يواصل دوره في توزيع المياه لأراضي كوار الزراعية. إن إنشاء مثل هذا البناء الضخم، بالنظر إلى الأدوات والمعارف الهندسية المتاحة آنذاك، أمر مذهل. وكان الهدف الأساسي من بناء السد هو رفع منسوب المياه وتحويل مجرى النهر لري سهل كوار. حالياً، يتم استخدام مياه السد لتلبية احتياجات مصنع السكر، ومن ثم تتدفق المياه إلى سهل كوار لري 20 قرية.
سبب تسمية سد بهمن
ينسب بناء السد إلى بهمن بن اسفنديار، المعروف أيضاً باسم أردشير طويل اليدين، الذي يحتمل أنه أردشير الأول ابن خشايارشا، الملك الخامس من السلالة الأخمينية، والذي حكم بين 464 و424 ق.م.
خصائص سد بهمن كوار
يبلغ طول سد بهمن 130 متراً وارتفاعه 9 أمتار في أعلى نقطة. بني السد باستخدام الحجارة والملاط الجيري (ساروج) على قاعدة من الصخور الكلسية والمارل، مما يدل على معرفة واسعة بأنواع التربة وتكويناتها. ومن الجوانب الهندسية المهمة في البناء اختيار الموقع بدقة، حيث شيد السد في مكان يقترب فيه جبلان من بعضهما البعض، بحيث يستند جزء من السد إلى جدار صخري للجبل والجزء الآخر على قاعدة نهرية، مما زاد من متانة البناء.
أحد العوامل التي ساهمت في بقاء السد حتى اليوم هو وجود حوض طبيعي أمامه مكون من طبقة مارل عدة أمتار، والتي خضعت للتعرية التدريجية بفعل المياه، مما قلل من قوة تدفق المياه وسمح بجريانها بهدوء في مجرى النهر. يضم السد خمس فتحات تصريف تسمى آب شير، والتي تخلق شلالات جميلة وتوفر إمكانية استخدام السد كجسر للعبور.
الخصائص الهندسية الدقيقة لسد بهمن كوار
تعد البرك الطبيعية خلف السد، التي تشكلت بشكل طبيعي بعمق يصل إلى ثمانية أمتار، من أبرز الميزات الهندسية. حفرت القنوات بشكل كامل يدوياً، مما يعكس مهارة هندسية عظيمة. ومن المثير للاهتمام أنه قبل حوالي 40 عامًا، تمت أعمال ترميم للسد باستخدام الأسمنت وحديد التسليح، حيث تم تعزيز الجزء العلوي منه. إلا أن الأسمنت تعرض للتآكل اليوم وظهرت قضبان الحديد، مما يدل على الدقة والمهارة التي استخدمت في اختيار المواد وتنفيذ البناء الأصلي، حيث صمد السد لأكثر من 25 قرناً في مواجهة السيول والفيضانات.
التسجيل الوطني لسد بهمن كوار
تم تسجيل مجمع الجسر والسد في عام 1933 ميلاديًا (1312 هجري شمسي) في قائمة الآثار الوطنية الإيرانية.
الإسم | سد بهمن كوار: استمرار مهمة الإمداد بالمياه بعد 2500 عام! |
الدولة | إیران |
ولایة | فارس |
مدینة | کافار |
نوع | تاریخی |
تسجيل | وطنی |

-min_3.jpg)

-min_3.jpg)
Choose blindless
العمى الأحمر العمی الأخضر العمی الأبیض اللون الأحمر من الصعب رؤيته اللون الأخضر من الصعب رؤيته اللون الأزرق من الصعب رؤيته أحادي اللون أحادي اللون خاصتغيير حجم الخط:
تغيير المسافة بين الكلمات:
تغيير ارتفاع الخط:
تغيير نوع الماوس: