خزانة ماء رستم كيو، مخزن كبير لتلبية احتياجات الناس من الماء في مدينة يزد

كانت خزانات الماء تستخدم لتخزين الماء. وكانت خزانات الماء جزءاً من الضروريات المرتبطة بنظام القنوات، وتواجدت بكثرة في المدن الصحراوية الإيرانية. وعلى هذا النحو، في مدينة يزد، التي تحتوي على أقدم القنوات في إيران، تم بناء العديد من خزانات الماء. ومع اختفاء استخدام القنوات، تم هدم العديد من خزانات الماء، ولكن لا تزال بعض منها، مثل خزانة ماء رستم كيو، قائمة في هذه المدينة. تقع هذه الخزانة في حي الزرادشتيين في يزد. وفي عام 2018 م (1397 هجريًا شمسيًا)، تم تنفيذ عملية إعادة ترميم لهذا البناء.

استخدام خزانة ماء رستم كيو

خزانة ماء رستم كيو هي مخزن مغطى يقع تحت سطح الأرض. في معظم أنحاء إيران، كانت هذه المخازن تمتلئ بمياه القنوات وأحيانًا بمياه الأنهار، لتلبية احتياجات السكان في فترات الجفاف والأوقات التي ينشأ فيها نقص المياه.

من أجل تسهيل الوصول إلى خزانات الماء، كان يتم بناؤها في أماكن مزدحمة ومناطق ذات حركة مرور كبيرة. ولذلك، تم بناء العديد من خزانات الماء بجانب قوافل المسافرين أو المساجد. نظرًا للتكلفة العالية لبناء خزانات الماء وتأمين المياه، كان وجود خزانة ماء خاصة في منزل سكني يعكس قدرة صاحب المنزل المالية. ولذلك، كانت خزانات الماء تبنى عادةً على نوعين: العامة والخاصة.

كانت خزانات الماء تحتوي على أبراج هواء (بادغير) أيضًا، وكان عدد هذه الأبراج يعتمد على حجم الخزانة وكمية الماء الموجودة فيها. عادةً ما كانت خزانات الماء الكبيرة، مثل خزانة ماء رستم كيو، تحتوي على أربعة أبراج هواء. وفي بعض المناطق في إيران، توجد خزانات ماء تحتوي على ستة أبراج هواء، لكن عددها أقل بكثير.

اليوم، أصبح دور خزانات الماء في توفير المياه الحضرية أقل أهمية. بما أن المياه في مدينة يزد تؤمن حاليًا بواسطة نظام الأنابيب، فقد فقدت خزانة ماء رستم كيو أيضًا وظيفتها الأصلية. ومع ذلك، فإن عظمة وجمال هذا البناء والتاريخ الذي يحمله يجعله زيارة ممتعة.

هندسة خزانة ماء رستم كيو

تم بناء خزانة ماء رستم كيو على أرض طينية، في منطقة مسطحة ومستوية. وفقًا للأدلة المتوفرة، تم بناء هذه الخزانة في عام 1320 هجريًا شمسيًا، أي ما يعادل 1941 ميلاديًا، وقد استغرق بناؤها عامين. بما أن شخصًا يدعى رستم كيو، الذي كان يمثل الزرادشتيين في البرلمان في ذلك الوقت، كان قد تحمل تكاليف بنائها، فقد تم تسميتها على اسمه. كان المهندسون المعماريون لهذا البناء هما الحاج محمد إبراهيم خرمشاهي والرباب جمشيد أمانت.

المواد الرئيسية المستخدمة في بناء الخزانة هي الطوب والملاط الخاص (ساروج). الساروج هو مادة بناء إيرانية قديمة تنتج عن طريق خلط الطين والجير بنسبة 2 إلى 3. أما الطوب المستخدم فهو من نوع الطوب الطيني الذي يتم صنعه من خليط من صخور رسوبية دقيقة، ويتم صنعه تحت ضغط عالٍ، مما يمنح البناء مظهرًا جماليًا.

أجزاء خزانة ماء رستم كيو

مثل العديد من خزانات الماء الأخرى التي يمكن رؤيتها في إيران، تحتوي خزانة ماء رستم كيو على أجزاء وأقسام مختلفة. القبة الموجودة في الخزانة، والتي بنيت على شكل نصف كرة، واضحة جدًا ويمكن تمييزها بسهولة. الأبراج الأربعة الموجودة على الخزانة، والتي تتميز بارتفاع كبير ومقطع مربع، تبرز بشكل لافت. كانت هذه الأبراج تستخدم من أجل تهوية الهواء، كما كانت تساعد في الحفاظ على برودة الماء داخل المخزن.

خزانة الماء هي الجزء الآخر من الخزانة. خزانة ماء رستم كيو تم بناؤها على شكل أسطوانة، وتستوعب ما يقارب 2300 متر مكعب من الماء. يبلغ قطر فتحة الخزانة 14 مترًا، وعمقها حوالي 15 مترًا. تم بناء قوس مدخل مزخرف بعناية مع نقوش جميلة وبسيطة. كانت الخزانة تحتوي على مدخلين رئيسيين، حيث يمكن لسكان منطقتين متقابلتين على مسافة حوالي كيلومترين أن يدخلوا إليها ويستخدموا الماء. كان أحد هذين الحيين يسكنه الزرادشتيون، والحي الآخر كان يسكنه المسلمون.

التسجيل الوطني لخزانة ماء رستم كيو

تم إدراج خزانة ماء رستم كيو في قائمة التراث الوطني الإيراني في عام 1996 م (1375 هجريًا شمسيًا).