
نقش شاپور في داراب: رواية أسر إمبراطور الروم على يد الإيرانيين
تعدّ الحروب بين إيران وروما من أبرز الأحداث في القرون الأولى الميلادية في تاريخ إيران، حيث شهدت تلك الحقبة مواجهات متكررة بين هاتين القوتين العظمتيين آنذاك، وحققت كل منهما انتصارات وهزائم متبادلة. ومن أهم هذه الأحداث انتصار إيران على روما وأسر الإمبراطور الروماني فاليريان. وقد أنشئ نقش بارز لشاپور تخليدًا لهذا الانتصار، ويقع هذا النقش اليوم بالقرب من مدينة داراب في محافظة فارس، بأبعاد 9.1 × 5.4 متر.
الحروب بين إيران وروما
شهدت العلاقات بين إيران وروما مواجهات متكررة بين عامي 54 قبل الميلاد و628 الميلادي، أي على مدى حوالي سبعة قرون. بدأت أول مواجهة بين الإمبراطوريتين بعبور كراسوس نهر الفرات عام 53 قبل الميلاد. لم تقتصر هذه المواجهات على الإمبراطوريتين، بل شاركت فيها أيضًا الممالك التابعة لهما، مما أدى إلى معارك متفرقة ومتعددة.
ومن الملاحظات المثيرة حول هذه الحروب أن الحدود بين الإمبراطوريتين بقيت ثابتة تقريبًا خلال معظم فترات الصراع. ومع ظهور الإسلام، كانت الإمبراطوريتان قد أنهكتا بسبب هذه الحروب، مما سهّل سقوط إيران عسكريًا أمام المسلمين.
معركة فاليريان مع شاپور الساساني
من أبرز المعارك بين روما وإيران، معركة فاليريان مع شاپور الأول، الملك الساساني، التي وقعت في عام 260 ميلادي. في هذه المعركة، نجح الملك الساساني في أسر فاليريان مع عدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ وجنوده. واحتفاءً بهذا الانتصار العظيم، أمر بنحت نقش بارز يروي تفاصيل هذا الحدث التاريخي.
أظهر شاپور سعادته الكبيرة بهذا الانتصار، حيث أشار إليه في العديد من النقوش، من بينها نقش "كعبة زردشت"، حيث ادعى أن أسر فاليريان وجنوده كان على يده شخصيًا. كما تروي مصادر رومانية أن فاليريان أسر إما بسبب تمرد جنوده أو أثناء مفاوضاته لدفع فدية كبيرة مقابل اتفاق سلام.
يعتقد أيضًا أن الجسر القديم أو "دژپل" في مدينة دزفول بني باستخدام الأيدي العاملة لفاليريان وأسرى الرومان. يعتبر هذا الجسر من أهم المعالم التاريخية في دزفول، حيث يربط بين شطري المدينة الشرقي والغربي، وكان يربط منطقة جنديشاپور بأراضي بلاد الرافدين، ولعب دورًا مهمًا في الاتصالات الإقليمية.
رواية نقش شاپور داراب عن الانتصار على روما
تم إنشاء نقش شاپور البارز فور تحقيقه لهذا الانتصار الكبير. وكان شاپور حينها يبلغ من العمر حوالي 63 عامًا.
يظهر النقش شاپور وهو ممتطٍ جواده، بينما يظهر الأباطرة والقادة الرومان أمامه. وفي هذا النقش، لا يرتدي شاپور التاج الذي يظهر به عادةً في نقوش أخرى، بل يرتدي تاجًا مشابهًا لتاج والده أردشير الأول.
تحت قدم حصان شاپور يظهر الإمبراطور الروماني جوردیان الثالث، الذي قتل على ضفاف نهر الفرات.
وعلى يسار شاپور، يظهر فيليب العربي، الذي تولى حكم الإمبراطورية الرومانية بين عامي 244 و249 ميلادي، واشترى السلام مع إيران بدفع نصف مليون دينار بعد وفاة جوردیان.
أما الإمبراطور الثالث الذي يظهر في النقش، فهو فاليريان، الذي أسر على يد شاپور في معركة إديسا عام 260 ميلادي.
تفسير نقش شاپور داراب
ناقش المؤرخون هذا النقش البارز بشكل واسع. في تقارير أوائل القرن التاسع عشر، فسّر النقش على أنه يرمز لانتصار شاپور الأول، وتبنّى المؤرخون المعاصرون هذا التفسير أيضًا. ومع ذلك، هناك نظرية ضعيفة تنسب النقش إلى انتصار أردشير الأول على الرومان.
موقع نقش شاپور داراب
يقع هذا النقش البارز على بعد أربعة كيلومترات جنوب مدينة داراب، في سفح جبل "پهناء".
تسجيل نقش شاپور داراب كموقع أثري
تم تسجيل هذا المعلم التاريخي في قائمة الآثار الوطنية الإيرانية عام 1937 ميلادي (1315 هجري شمسي).
الإسم | نقش شاپور في داراب: رواية أسر إمبراطور الروم على يد الإيرانيين |
الدولة | إیران |
ولایة | فارس |
مدینة | دارب |
نوع | تاریخی |
تسجيل | وطنی |


Choose blindless
العمى الأحمر العمی الأخضر العمی الأبیض اللون الأحمر من الصعب رؤيته اللون الأخضر من الصعب رؤيته اللون الأزرق من الصعب رؤيته أحادي اللون أحادي اللون خاصتغيير حجم الخط:
تغيير المسافة بين الكلمات:
تغيير ارتفاع الخط:
تغيير نوع الماوس: