
ایوان قدمگاه أرسنجان، معلم أثری غامض عمره 2500 عام
يقع إيوان قدمگاه في مدينة أرسنجان، وهي واحدة من مدن محافظة فارس، وتشتهر بآثارها التاريخية الفريدة. يعود تاريخ هذا البناء إلى حوالي 2500 عام، ويعتبر أحد المعالم الأثرية التي ما زالت تحتفظ بأسرار كثيرة في طياتها.
يتميز هذا الإيوان بتصميمه الذي يشبه المقابر الملكية للأخمينيين، مما جعله محط جدل بين الخبراء حول سبب إنشائه ووظيفته الأساسية.
أرسنجان وتاريخها
مدينة أرسنجان تعدّ من أقدم المدن في محافظة فارس، وتحيط بها غابات خضراء وجبال شاهقة. يرجع علماء اللغة أصل اسم أرسنجان إلى كلمتي "أرسن" التي تعني المناخ المعتدل أو المكان الجميل، و"جان" التي تعني الموضع أو الموقع. مع مرور الزمن، تحولت الكلمة من "أرسنگان" إلى "أرسنجان".
لا شك أن تاريخ أرسنجان يمتد لآلاف السنين، لكن لا يمكن تحديد زمن دقيق لنشأتها. ومع ذلك، فقد كشفت الحفريات عن آثار تعود لعصر الأخمينيين (550 إلى 330 قبل الميلاد)، مما يثبت أهمية المنطقة في تلك الحقبة. من بين هذه الآثار، يبرز إيوان قدمگاه كأحد الشواهد الباقية. كما يقع على بعد مئة متر غرب هذا الموقع مقبرة تحتوي على قبور تعود لفترات ما قبل الإسلام وحتى العصر القاجاري (القرن التاسع عشر).
العمارة والخصائص المميزة لإيوان قدمگاه
تم نحت هذا البناء في صخور جبلية، ويضم إيوانين متصلين بدرجتين. يتكون البناء من شرفتين صخريتين، وثلاثة سلالم، وعدة نوافذ صغيرة (أو منافذ) محفورة في الجدران، بالإضافة إلى تجاويف أخرى موزعة حول الموقع.
الغرض من بناء إيوان قدمگاه
توجد نظريات متعددة حول وظيفة هذا البناء، لكن لم يتم التوصل إلى رأي موحد بين الباحثين. تشير بعض الوثائق إلى أن هذا الموقع كان يستخدم لإقامة طقوس دينية خاصة في أوقات معينة من السنة، وربما في احتفالات النوروز.
رغم التشابه الكبير بين إيوان قدمگاه والمقابر الأخمينية الملكية، يبدو أن الغرض من هذا البناء لم يكن ليكون مقبرة. أحد الأدلة على ذلك هو عدم وجود النقوش الحجرية التي تظهر عادةً في مقابر الملوك الأخمينيين مثل تلك الموجودة في نقش رستم.
من جهة أخرى، يرى بعض الباحثين أن الإيوان كان مقبرة عائلية شيدت في أواخر العصر الأخميني، وربما في عهد الملك أردشير الثاني (حكم بين 404 و358 قبل الميلاد)، تكريمًا لأحد الخزانة الإيلامية. ويستند هذا الرأي إلى أسلوب قطع ونحت الحجر المستخدم في البناء، الذي يكشف عن إتمام العمل دون أن يكون قد ترك غير مكتمل، مما يدحض النظريات التي تقول بأن البناء لم يكتمل.
هناك فرضية أخرى تشير إلى أن الإيوان كان يستخدم كـ"استودان"، وهو مكان يخزن فيه الزرادشتيون عظام موتاهم بعد تعرض جثثهم للعوامل الطبيعية في ما يعرف بـ"الدخمة".
ومع ذلك، توصلت أحدث الدراسات في عام 2014 إلى رفض فرضية الاستودان، مشيرةً إلى ارتباط الإيوان بطقوس مائية. فقد كان الماء من العناصر المقدسة لدى الإيرانيين القدماء، وكانوا يقيمون طقوسًا تكريمية له ولإلهة المياه "آناهیتا". وتشير الدراسات إلى أن الثقوب الخمسة الموجودة في الجدار الخلفي ربما كانت مغطاة بألواح حجرية تحمل نقوشًا زخرفية.
موقع إيوان قدمگاه
يقع إيوان قدمگاه على بعد 35 كيلومترًا من مدينة أرسنجان، جنوب تخت جمشيد وشمال قرية "چاشتخور"، عند سفح جبل منخفض ضمن مرتفعات رحمت. يبعد هذا الإيوان عن تخت جمشيد مسافة 40 كيلومترًا، ويمكن الوصول إليه عبر طريق خرامه-كربال-أرسنجان.
تسجيل إيوان قدمگاه في قائمة التراث الوطني
في عام 1975 ميلادي (1354 هجري شمسي)، تم تسجيل هذا البناء في قائمة التراث الوطني لإيران، ليصبح واحدًا من المعالم الثقافية التي تجسد عظمة الحضارة الأخمينية.
الإسم | ایوان قدمگاه أرسنجان، معلم أثری غامض عمره 2500 عام |
الدولة | إیران |
ولایة | فارس |
مدینة | ارسنجان |
نوع | تاریخی |
تسجيل | وطنی |




Choose blindless
العمى الأحمر العمی الأخضر العمی الأبیض اللون الأحمر من الصعب رؤيته اللون الأخضر من الصعب رؤيته اللون الأزرق من الصعب رؤيته أحادي اللون أحادي اللون خاصتغيير حجم الخط:
تغيير المسافة بين الكلمات:
تغيير ارتفاع الخط:
تغيير نوع الماوس: