سوق کازرون، قلب الاقتصاد النابض في المدينة

كما هو الحال في معظم المدن الإيرانية القديمة، تحتوي كازرون على سوق يعتبر مركزًا للتجارة والتبادل التجاري، مما يعزز النشاط الاقتصادي للمدينة. يبدأ سوق كازرون من ميدان المسجد حيث توجد مدرسة العلوم الدينية الصالحية، ويصل إلى شارع يسمى أبو إسحاق. قبل إنشاء هذا الشارع، كان السوق يمتد لمسافة أطول ويصل إلى ميدان خيرات، الذي يسمى اليوم ميدان الشهداء، ولكن اليوم، يقسم شارع أبو إسحاق السوق إلى قسمين.

الخصائص والأجزاء المختلفة لسوق كازرون
يعد سوق كازرون معرضًا للمنتجات الصناعية والمحلية. يحتوي السوق على محلات تجارية على الطراز التقليدي، ويضم العديد من الأروقة التي تعرض سلعًا متنوعة. في الماضي، كانت الصناعات اليدوية تشكل جزءًا كبيرًا من السوق، لكن اليوم، ومع اختفاء سوق هذه الصناعات، انشغل العديد من الحرفيين في مجالات أخرى، ولهذا السبب اختفت بعض الحرف مثل الحدادة وصناعة السجاد.
في أجزاء مختلفة من السوق، توجد محلات لبيع الأطعمة مثل الكباب، ولحم الرأس، وحساء، والمقاهي. يوفر التجول في السوق فرصة لزيارة العديد من المهن مثل الخراز، والبقالة، والعطارة، وصياغة الذهب، وصياغة النحاس، وصباغة الأقمشة، وصناعة الحلويات، ونسج الحبال، والحدادة، والخياطة.
تعد أسواق شاه حمزة، وسوق الإمام الخميني (المعين)، وسوق مخي (النخل)، وسوق النمدمالي، وأروقة تجار الذهب، والملابس، والأحذية، وسوق الأخوة وسوق صائغ النحاس (سوق أبا فتح) من الفروع التابعة لسوق كازرون. تم تسجيل سوق شاه حمزة وسوق صائغ النحاس كمعالم وطنية في عام 2006م (1385 هجري شمسي).

سوق شاه حمزة
يبدأ هذا السوق من الجزء الجنوبي لمقام الإمام شاه حمزة، ويصل إلى ميدان واسع يسمى ميدان صباغة الأقمشة (سوق صباغي الأقمشة). تم بناء هذا السوق القديم باستخدام قباب توفر إضاءة في المنتصف، وتدعى هذه الفتحات خورك، وهي فتحة واسعة تهدف إلى توفير الإضاءة وتهوية السوق. منذ فترة، تم بناء شارع بجانب السوق وتم تجديد مقام شاه حمزة. خلال هذه العمليات، تم تدمير بعض المحلات التجارية، مما أدى إلى تقليص المساحة الإجمالية للسوق.

سوق صائغ النحاس
يعد هذا القسم من سوق كازرون من أقدم الأجزاء التي لا تزال تحتفظ ببنيتها التقليدية. يعد ميدان أو سوق صائغ النحاس مكانًا بمساحة 500 متر مربع على شكل مستطيل. يتصل هذا السوق من الجهة الجنوبية الشرقية بسوق شاه حمزة، ويوجد في هذا الجزء مسجد يسمى حاج تاج يعود تاريخ بنائه إلى حوالي 100 عام.

سوق صناعة اللباد
تم بناء هذا السوق في الاتجاه الشرقي الغربي، وكان يحتوي على العديد من ورش العمل لصناعة السجاد، لكن اليوم تقريبًا جميع هذه الورش قد غيرت تخصصها. في الماضي، كان هناك مطحنة تسمى مطحنة محسني وطاحونة شكر على جانبي السوق، ولكن اليوم لا يزال المبنى الخاص بمطحنة شكر قائمًا ويستخدم كمعمل لصناعة الثلج.

سوق الإمام الخميني
قبل الثورة الإسلامية في إيران (1979م)، كان يسمى هذا السوق سوق معين التجار. قبل عدة عقود، كان مقر الشرطة في وسط السوق، ولذلك كان يسمى بـ سوق الشرطة.

تاريخ سوق كازرون
يذكر اسم سوق كازرون في النصوص القديمة من القرنين الرابع والخامس هجريًا (القرن الحادي عشر الميلادي)، لذلك يجب أن يعود تاريخ السوق إلى ما قبل هذه الفترة. ومع ذلك، خلال التاريخ، تم تجديد هذا السوق عدة مرات، وأساس السوق الذي لا يزال موجودًا يعود إلى فترة القاجار (القرن التاسع عشر). كما تم بناء العديد من المحلات في فترة الصفوية (القرن السادس عشر الميلادي) داخل هذا السوق.

هندسة سوق كازرون
يتألف سوق كازرون من عدة أجزاء، حيث يتميز كل جزء بعمارة خاصة تتناسب مع وظيفته. بعض الأجزاء تحتوي على أسقف عالية مع قباب متتالية. المواد الأساسية في بناء السوق هي الحجر والجص.

مسجد جامع السوق
تم تأسيس البناء الأولي لهذا المسجد في القرن السابع هجريًا (القرن الثالث عشر الميلادي). يعد مسجد السوق من أهم المساجد في كازرون.