رباعيات بابا طاهر تحافظ على طراوتها رغم الزمن الذي حفظها هو حسنها و جمالها

رباعيات بابا طاهر تحافظ على طراوتها رغم الزمن الذي حفظها هو حسنها و جمالها

رباعيات بابا طاهر تحافظ على طراوتها رغم الزمن الذي حفظها هو حسنها و جمالها

 حظي بابا طاهر عريان ، أو بابا طاهر الهمداني ، بالمزيد من الشهرة بسبب الرباعيات التي اتسمت بالسلاسة والبساطة ، فكانت سهلة الفهم بالنسبة للعوام و محببة للخواص ، و بالتالي دخلت القلوب دون استئذان : 

 

«شب تاریک و سنگستان و مو مست/ قدح از دست مو افتاد و نشکست/ نگهدارنده‌‌اش نیکو نگهداشت/ و گرنه صد قدح نفتاده بشکست».

" ليلة ظلماء و ارض صخرية و كأس ثمالة  /  الكأس يقع من يده دون ان ينكسر .

لأن الذي يحفظه خير حافظ /  و إلا  مائة كأس تتكسر دون ان تسقط  " .

أو :

«ز دست دیده و دل هر دو فریاد/ که هر چه دیده بیند دل کند یاد/ بسازم خنجری نیشش ز پولاد/ زنم بر دیده تا دل گردد آزاد».

هنا يشكو الشاعر من عينه وقلبه ، لأن العين ترى و القلب يهوى . لذا قرر ان يصنع خنجراً و يسبل  العين، ليتحرر القلب .

 

تمتاز رباعيات بابا طاهر ، بنثر بسيط و روح مرحه ، بعيداً عن المحاسن الادبية المعقدة ، ما  ادى لأن يلقى شعره  رواجاً في اوساط عامة الناس ؛ حتى ان العديد من ابياته اشتهرت بالتداول بين الناس بمثابة مضرب المثل ..  الله ، الطبيعة ، والانسان ، مضامين تتمحور حولها اشعار بابا طاهر .  من ذلك قوله :

 

«خوشا آنون که الله یارشان بی/ به حمد و قل هو الله کارشان بی/ خوشا آنون که دایم در نمازند/ بهشت جاودان بازارشان بی»

"هنيئاً لمن الله في عونه ، يتلو القرآن و يذكر الله .

هنيئاً لم دائم الصلاة ، مآله الجنان خالداً فيها " .

أو :

«خداوندا به فریاد دلم رس/ کس بی کس تویی مو مانده بی کس/ همه گویند طاهر کس نداره / خدا یار منه چه حاجت کس»

يا الهي استجب لنداء القلب ، انت العون و النصير لمن هو وحيد عاجز

الكل يرى طاهر وحيداً ،

ولأنك سندي فلا احتاج لأحد .

 

الانقطاع عن  التعلقات الدنيوية

«مکن کاری که بر پا سنگت آیو/ جهان با این فراخی تنگت آیو/ چو فردا نامه خوانان نامه خوانند/ تو را از نامه خواندن ننگت آیو»،

لا ترتكب خطيئة ، لئلا يضيق العالم رغم سعته بسبب افعالنا المدانة

في الغد تعرض صحيفة اعمالنا ، فاحذر

 لئلا ينتابك الخجل عند قراءة صحيفتك المشينة .

 

يرى الايرانيون أنهم لا يملوا مطلقاً من قراءة هذه الرباعيات الوعظية التي نظم بابا طاهر بعضها باللهجة التي تتحدث بها  طائفة اللور .. وفي هذه الرباعيات  ، وبكلمات في غاية السلاسة و البساطة ، وبعيداً عن التصنّع ، يحاول بابا طاهر توضيح العمل الحسن ، والخيرات ، والاحسان ، و الابتعاد عن ظلم الآخرين ، باسلوب ممتع وجذاب .. نظم  بابا طاهر الشعر في قوالب متعددة بما فيها القصيدة و الغزل . و كما ورد في المصادر التاريخية ان بابا طاهر احد الشعراء الذين عاصروا  طغران شاه السلجوقي . و يقال ان لقب ( بابا ) كان في الماضي يعطى للدراويش والزهاد ، و منح  لفظ  ( العريان ) نظراً لصراحته و انقطاعه عن التعلقات الدنيوية .

و في ضوء ذلك، كان بابا طاهر يفصح عن افكاره و تصوراته في قوالب شعرية  دون أي تعقيد او لجوء الى االمصطلحات الفنية ، و يتحدث في اشعاره عن الدروشة والزهد و التجرد و العزلة ، و يؤكد على الخشوع والتواضع. وفضلاً عن الرباعيات ، ترك هذا الشاعر البارز مجموعة " كلمات قصار " باللغة العربية ، تطرق فيها الى العقائد العرفانية في علم المعرفة و في العبادة .. كذلك لدى بابا طاهر قطعتان ، و غزليات نظمها بلغة اللور المحلية ، و كتاب بعنوان ( النهاية ) . و يشتمل الكتاب على قسمين : " عقائد العرفاء والمتصوفة "، و " الفتوحات الربانية في اشارات الهمداني " .

 

سيرة حياة بابا طاهر

لا تتوافر معلومات دقيقة عن حياة بابا طاهر ، و يقال انه قضى حياته منسياً ( بعيداً عن الاضواء ) في قرية ايرانه ملاير في همدان . غير ان بابا طاهر ضمّن احدى رباعياته الشهيرة  تاريخ  ولادته  بحروف الهجاء ، و بعد حساب الاحرف يتضح ان ولادته كانت في سنة  326 هجري قمري ( 937 ميلادي ) . و استناداً الى أقدم المصادر ، ان بابا طاهر كان على قيد الحياة اثناء دخول طغرل بيك السلجوقي همدان سنة 441 هجري قمري ( 1049 ) .

هذا وتوفي بابا طاهر بمدينة همدان في سن الخامسة و الثمانين . و تقع مقبرته في مدخل مدينة همدان في الزقاق الذي يعرف بـ  بن بازار مقابل بقعة الولي الحارث بن علي . و ما يذكر ان  المبنى  تم ترميمه مرات عديدة حتى الآن .

الإسم رباعيات بابا طاهر تحافظ على طراوتها رغم الزمن الذي حفظها هو حسنها و جمالها
الدولة إیران
العریان
القرن الخامس الهجري القمري
الأعمالرباعيات بابا طاهر النهاية

:

:

:

: