وحشي البافقي، شاعر حرّ ذات تعبير بسيط وصادق
إيران هي أرض الثقافة والفن. يعرف الكتاب والشعراء الكبار الناطقون بالفارسية كـ: الفردوسي وحافظ والسعدي والخيام وجلال الدين الرومي في جميع أنحاء العالم. وقد جذبت أعمالهم انتباه جميع شعوب العالم. لكن ربما كانت عظمة هذه الأسماء إلى حد أنها تبعد شخصيات أخرى من الأدب الفارسي عن الإنتباه، في حين أن عظماء الأدب الفارسي لا يقتصرون على هؤلاء القلة. يعد وحشي البافقي من الشخصيات التي تعد قصائده وأعماله غنيّة جدًا، ولكن ربما هو أقل شهرة في العالم.
من كان الوحشي البافقي؟
مولانا كمال الدين محمد الملقب بوحشي البافقي هو أحد شعراء إيران الكبار، ولد في بافق عام 1532م. وتقع بافق اليوم في المناطق الشرقية لمحافظة يزد. لقد عاش في نفس فترة ازدهار الدولة الصفوية. طهماساب الصفوي والشاه إسماعيل الثاني والشاه محمد خدابنده هم ملوك معاصرون للبافقي. وبحسب بعض المصادر فإن "وحشي" هو لقب شقيق كمال الدين. وبعد وفاة أخيه الذي ذاع صيته في ذلك الوقت، اتخذ كمال الدين لقبه لتخليد اسمه. وقد أثنى كمال الدين على أخيه كلّما استخدم لقبه الشعري في قصائده. كان شقيق كمال الدين هو معلمه الأول ودرس كمال الدين عنده الأدب.
وبعد أن تعلم الدروس الأساسية، ذهب البافقي إلى يزد وكاشان وأكمل دراسته. وأقام في كاشان بعض الوقت ثم سافر إلى الهند عبر ميناء هرمز. وقد أمضى السنوات الأخيرة من حياته في يزد أو كرمان وتوفي عام 1583 م. لقد كانت هناك العديد من النظريات حول سبب وفاة البافقي، لكنه على الأرجح مات بسبب حمى شديدة. واليوم تمّ بناء مرقد يحمل اسمه في يزد في حي بيروبرج أمام مقبرة السيد فاضل. بدأ تشييد هذا المبنى عام 1977 واستمر لمدة عامين تقريبًا. ويوجد أيضًا منزل يحمل اسم هذا الشاعر في مدينة يزد.
خدمات وصفات وحشي البافقي
خلال حياة وحشي البافقي، استخدم الشعراء الفن والمقدرة الشعرية لكسب الأموال والصيت، لكن البافقي سعى للتعبير عن مشاعره وأفكاره بدلاً من كسب الأموال. إن ما جعل بافقي فريدًا في تاريخ الأدب الفارسي هو أسلوبه الخاص في التعبير. فقد حاول تجنب استخدام الصنائع الأدبية والفنون الشعرية كما جرت العادة في تلك الفترة، وتحدث بلغة بسيطة وصادقة. تجنب استخدام الصناعة وفنون البيان والبديع إلا عندما كان رصانة شعره يتطلب ذلك. كما أن التجنب من استخدام المفردات الملفقة والكلمات العربية الذي كان يعتبر شكلاً من أشكال التفاخر والرياء بين الشعراء في تلك الفترة، كانت سمة أخرى من سمات أدب البافقي.
في تاريخ الأدب الفارسي، يعتبر وحشي البافقي أعظم شاعر من المدرسة الوقوع. كانت هذه المدرسة أسلوبًا من الشعر الفارسي بدأ من نهاية القرن الخامس عشر الميلادي واستمر حتى بداية القرن السابع عشر الميلادي (أواخر القرن التاسع إلى أوائل القرن الحادي عشر الهجري). ومن مميزات هذه المدرسة البساطة والبعد عن المبالغة والفنون الشعرية، واستخدام المصطلحات الشعبية.
استخدم وحشي في مثنوياته إطار قصائد نظامي الكنجوي، وفي غزلياته استخدم صيغة قصائد شعرائه السابقين ورحب بقصائدهم، إلا أن هذا العمل لم يطغى على إبداعه الشعري ولم يفقد حداثة ونضارة شعره. وهذه الميزة جعلت العديد من الشعراء يقلدون قصائده في فترات لاحقة.
أنشد وحشي الشعر في أنواع مختلفة، بما في ذلك الغزال والرباعي والتركيب والقصيدة والمثنوي. ومن أعمال البافقي هو مثنوي "شيرين وفرهاد" الأكثر شهرة.بقي هذا العمل غير مكتمل بسبب وفاة الشاعر، وأكمله بعد بضعة قرون شاعر اسمه "وصال الشيرازي". ومن أعماله الأخرى مثنوي "خلد برين" و"ناظر ومنظور". يحتوي ديوان البافقي على 9 آلاف و76 بيتاً، ويحتوي على 395 غزل و43 قصيدة ومقطوعات شعرية في صيغ شعرية أخرى.
وهناك أيضًا رسالة مؤلمة متبقية من وحشي كتبها موجهة إلى حبيبته. ويعتبر هذا الخطاب هو عمله النثري الوحيد وهو محفوظ في مجموعة المخطوطات بمكتبة ملك في طهران.
يوم الوحشي البافقي في التقويم الإيراني
يعرف يوم 9 أكتوبر باسم يوم ذكرى وحشي البافقي في التقويم الإيراني.
الإسم | وحشي البافقي، شاعر حرّ ذات تعبير بسيط وصادق |
الدولة | إیران |
وحشي البافقي | |
القرن السادس عشر | |
الأعمال | ناظر ومنظور، فرهاد وشيرين، ديوان الشعر، خلد برين |
نوع |