ناصر خسرو

ناصر خسرو

ناصر خسرو

كتب الأثر باللغة الفارسية ويتمتع بقدر من الشعبية في إيران، إلا أنه ترجم إلى اللغات الأخرى منها العربية.

حیاته

ولد أبو معين حميد الدين ناصر بن حارث القبادياني البلخي، والذي يعرف بشكل عام بناصر خسرو  عام (1004 - 1088 م) من أسرة تضم مسؤولين حكوميين في (قباديان) فيما وراء النهر قرب ترمذ، وعاش في مرو، ونال فيها ثقافة واسعة، والتحق بخدمة السلطان محمود بن سبكتكين، ثم ابنه السلطان مسعود، ولما نجح السلاجقة في القضاء على الدولة الغزنوية، التحق ناصر خسرو بخدمة جغري بك داود السلجوقي حاكم خراسان وتولى أمر خزانته في مرو مدة طويلة حتى نسب إليها.

وتحول ناصر خسرو دينيا في حوالي سن الأربعين وإثر هذا الاهتداء الواعي والحيوي، تخلى ناصر خسرو عن منصبه الإداري وانطلق من موطنه في خراسان ليؤدي فريضة الحج إلى مكة، لقد سار به طريقه باتجاه الغرب عبر شمال إيران، وعبر أرمينيا وأذربيجان، مروراً بسورية إلى القدس والخليل وغيرها من مدن المنطقة. وقد أمضى ثلاث سنوات من رحلته التي دامت سبع سنوات في القاهرة، وقد حج إلى مكة أربع مرات. ومن حجته الأخيرة، تابع سيره شمالاً عبر الجزيرة العربية، ثم قطع إيران، لينعطف شرقاً عائداً إلى موطنه بلخ.

ويمكن أن تقسم حياة ناصر خسرو إلى أربع مراحل: السنوات المبكرة من حياته ولغاية تحوله الديني في حوالي سن الأربعين، وهذه الفترة لا نعرف عنها إلا القليل؛ ثم رحلة السبع سنوات، التي منها حصلنا على كتابه ’سفرنامه‘ وبعض الشواهد من شعره؛ ثم عودته إلى موطنه خراسان كداعية للإسماعيليين في المنطقة؛ وأخيراً، منفاه في جبال بامير في بدخشان في مقاطعة يمغان.
ومنها حصلنا على أشعاره وبعض من أعماله الفلسفية وإهدائها إلى الأمير الذي منحه اللجوء. يصور ناصر خسرو أكبر نطاق من مشاعره وأعمقها في المنفی. ويغص شعره باليأس والمرارة، ولا يهدأ إلا عند الانسجام مع اقتناعه الثابت بصواب أعماله وتأكده من خلاصه النهائي أمام الله يوم الحساب. كما ويغتلي صدره غضباً من مواطنيه لأنهم أبعدوه عن أرضه ولأنهم جاهلون لدرجة عدم إبصار حقيقة رسالته.

أدبه

وظل ناصر خسرو على مدى تسعمائة سنة، يجذب انتباهاً مثيراً من المعجبين به والنقاد على حد سواء. جعلت مهاراته في صياغة الشعر وتعابيره الناطقين بالفارسية أن يصنفوه بين أفضل شعراء الأدب الفارسي طيلة قرون. إضافة إلى ذلك، فقد تمت دراسة سجله الشخصي لرحلة السبع سنوات التي قام بها من آسيا الوسطى إلى ساحل المتوسط، فمصر، فالجزيرة العربية، ثم عائداً ثانية إلى موطنه، كلمة كلمة لما احتوته من وصف مفصل للمدن، والمجتمعات، والعادات. لقد وقف الباحثون الفرنسيون والألمان في القرن التاسع عشر في المكان الذي وقف فيه في القدس واستطاعوا أن يحصوا الخطى التي أحصاها قبل قرون.

إن تقييم المضمون الفكري العظيم الموجود في كتاباته، الشعرية والنثرية، في وقت مبكر قد أكسبه لقب ’الحكيم ‘ والذي يعني شخصاً مبجلاً لمعرفته العلمية ومقدرته التحليلية.

ومن ناحية أخرى، أدّى نجاحه كداعية للعقيدة الإسماعيلية إلى اتخاذ مواقف عدائية ضده من قبل الرأي العام الرسمي، مما اضطره للهروب وإنقاذ حياته. لقد أمضى الخمس عشرة سنة الأخيرة من عمره في المنفى تحت حماية أمير صغير، في مكان ناء يربع في جبال بدخشان، إلى الشمال قليلاً من هندوكوش.

لقد كتب ناصر خسرو في ثلاثة من الأصناف الأدبية – الرحلات والشعر والفلسفة - وكل منها تشكل نافذة لنا إلى شخصيته. إضافة إلى ذلك، هنالك مجموعة من الكتب في الأدب الثانوي من السير الذاتية، والمقتطفات الشعرية والجغرافيات التي تتعرض له ولأعماله.

شعره
ظهر شعر ناصر خسرو في عدة أعمال، والمجموعة الرئيسية منها قد جمعت في الديوان، الذي يبلغ الآن بمجمله أكثر من 17 الف و222 بيتاً شعرياً. كتبت أشعار ديوانه على شكل قصائد غنائية، مصورة عواطف نبيلة وأفكار سامية بأسلوب رسمي رفيع. تتميز ’القصيدة‘ بقافية موحدة في كل الأبيات. كل ’بيت‘ يتألف من شطرين متساويين.

يضم الديوان إضافة إلى القصائد الغنائية قصائد أصغر  ورباعيات .والقصائد التي في الديوان قد تلقت، حتى الآن، معالجتين رئيسيتين باللغة الإنكليزية : ترجمت أربعون قصيدة من قبل ب .ل .ويلسون، و ج .ر أفاني عام 1455،4 ومؤخراً ترجمت أنيماري شيمل وشرحت المضامين الرئيسية في عدد من الأشعار المختارة.

كتابته

ككاتب، كتب بشكل موسع باللغة الفارسية. فناصر خسرو يستحق الإعجاب، ليس لإخلاصه للغته الأم فحسب، ولكن لمهارته البلاغية والتصويرية، ومقدرته على خلق كلمات جديدة، بالإضافة لتكوين معاني جديدة لتعابير القديمة. وكرحالة، فقد زار الكثير من العالم الإسلامي، يستمر تسجيله الشخصي لرحلته التي دامت سبع سنوات، عرضة للتمحيص من أجل كل الأدلة التي يحتمل أن تعطيها للتاريخ، والسياسة، وعلم الآثار، والإدارة، والمجتمع، والدين، والعادات والدفاعات العسكرية في المنطقة وخلال تلك الفترة. وكداعية لم يعط في أعماله مبادئ العقيدة فحسب، بل أيضاً حجج العقيدة، ونصائح للعيش في أخلاقيات العقيدة. وكأخلاقي، يحذر من مخاطر كثرة الانهماك في آلام الدنيا ومسراتها.

رحلاته
يترك ناصر خسرو في كتاب سفرنامه سجلاً لرحلة دامت سبع سنين من موطنه في خراسان إلى مصر والعودة5. لقد تبنى أسلوباً شخصياً، وغالباً ما كان يشير إلى نفسه بعبارة:’أنا ، ناصر ‘ عندما يشرح شيئاً قام به أو رآه في مكان ما. من الدليل الداخلي، نستطيع أن نستنتج أنه كتب سفرنامه في فترة متأخرة وذلك من الملاحظات التي قد أخذها على طول الطريق. ولأنه كان يكتب نثراً فارسياً بسيطاً نسبياً، فقد فاز ناصر خسرو بثقة القارئ بوصفه الأمين للمدن والبلدات .لم يكن يحاول أن يؤثر على أحد بمهاراته اللغوية بل بالأشياء الغريبة والعجيبة التي شاهدها أثناء ترحاله.

أهم آثاره الفارسية هم آلاتون:

    سفرنامه أو كتاب رحلاته التي قام بها.
    الديوان وهو مجموعة ما قال من أشعار
    روشنائی‌نامه أو كتاب الضياء عبارة عن مثنوية تشتمل علي 579 بيتاً منظومة في بحر الهزج المسدس.
    سعادتنامه أو كتاب السعادة
    زاد المسافرين
    خوان اخوان في الفلسفة
    جامع الحكمتين في الكلام
    گشایش و رهایش

وآثاره العربية:

عجائب الحساب وغرائب الحساب في علم الحساب، غير موجود حاليا.

وفاته:

توفي ناصر خسرو في سنة (481هـ) في وادي يمكان التابع لمقاطعة لمقاطعة بدخشان الواقعة في أقصى شمال شرق أفغانستان.

الإسم ناصر خسرو
الدولة إیران
الأعمال سفرنامه أو كتاب رحلاته التي قام بها/عجائب الحساب وغرائب الحساب في علم الحساب، غير موجود حاليا/ الديوان وهو مجموعة ما قال من أشعار/ روشنائی‌نامه أو كتاب الضياء عبارة عن مثنوية تشتمل علي 579 بيتاً منظومة في بحر الهزج المسدس/ سعادتنامه أو كتاب السعادة
ناصر خسرو

ناصر خسرو

ناصر خسرو

كتب الأثر باللغة الفارسية ويتمتع بقدر من الشعبية في إيران، إلا أنه ترجم إلى اللغات الأخرى منها العربية.

حیاته

ولد أبو معين حميد الدين ناصر بن حارث القبادياني البلخي، والذي يعرف بشكل عام بناصر خسرو  عام (1004 - 1088 م) من أسرة تضم مسؤولين حكوميين في (قباديان) فيما وراء النهر قرب ترمذ، وعاش في مرو، ونال فيها ثقافة واسعة، والتحق بخدمة السلطان محمود بن سبكتكين، ثم ابنه السلطان مسعود، ولما نجح السلاجقة في القضاء على الدولة الغزنوية، التحق ناصر خسرو بخدمة جغري بك داود السلجوقي حاكم خراسان وتولى أمر خزانته في مرو مدة طويلة حتى نسب إليها.

وتحول ناصر خسرو دينيا في حوالي سن الأربعين وإثر هذا الاهتداء الواعي والحيوي، تخلى ناصر خسرو عن منصبه الإداري وانطلق من موطنه في خراسان ليؤدي فريضة الحج إلى مكة، لقد سار به طريقه باتجاه الغرب عبر شمال إيران، وعبر أرمينيا وأذربيجان، مروراً بسورية إلى القدس والخليل وغيرها من مدن المنطقة. وقد أمضى ثلاث سنوات من رحلته التي دامت سبع سنوات في القاهرة، وقد حج إلى مكة أربع مرات. ومن حجته الأخيرة، تابع سيره شمالاً عبر الجزيرة العربية، ثم قطع إيران، لينعطف شرقاً عائداً إلى موطنه بلخ.

ويمكن أن تقسم حياة ناصر خسرو إلى أربع مراحل: السنوات المبكرة من حياته ولغاية تحوله الديني في حوالي سن الأربعين، وهذه الفترة لا نعرف عنها إلا القليل؛ ثم رحلة السبع سنوات، التي منها حصلنا على كتابه ’سفرنامه‘ وبعض الشواهد من شعره؛ ثم عودته إلى موطنه خراسان كداعية للإسماعيليين في المنطقة؛ وأخيراً، منفاه في جبال بامير في بدخشان في مقاطعة يمغان.
ومنها حصلنا على أشعاره وبعض من أعماله الفلسفية وإهدائها إلى الأمير الذي منحه اللجوء. يصور ناصر خسرو أكبر نطاق من مشاعره وأعمقها في المنفی. ويغص شعره باليأس والمرارة، ولا يهدأ إلا عند الانسجام مع اقتناعه الثابت بصواب أعماله وتأكده من خلاصه النهائي أمام الله يوم الحساب. كما ويغتلي صدره غضباً من مواطنيه لأنهم أبعدوه عن أرضه ولأنهم جاهلون لدرجة عدم إبصار حقيقة رسالته.

أدبه

وظل ناصر خسرو على مدى تسعمائة سنة، يجذب انتباهاً مثيراً من المعجبين به والنقاد على حد سواء. جعلت مهاراته في صياغة الشعر وتعابيره الناطقين بالفارسية أن يصنفوه بين أفضل شعراء الأدب الفارسي طيلة قرون. إضافة إلى ذلك، فقد تمت دراسة سجله الشخصي لرحلة السبع سنوات التي قام بها من آسيا الوسطى إلى ساحل المتوسط، فمصر، فالجزيرة العربية، ثم عائداً ثانية إلى موطنه، كلمة كلمة لما احتوته من وصف مفصل للمدن، والمجتمعات، والعادات. لقد وقف الباحثون الفرنسيون والألمان في القرن التاسع عشر في المكان الذي وقف فيه في القدس واستطاعوا أن يحصوا الخطى التي أحصاها قبل قرون.

إن تقييم المضمون الفكري العظيم الموجود في كتاباته، الشعرية والنثرية، في وقت مبكر قد أكسبه لقب ’الحكيم ‘ والذي يعني شخصاً مبجلاً لمعرفته العلمية ومقدرته التحليلية.

ومن ناحية أخرى، أدّى نجاحه كداعية للعقيدة الإسماعيلية إلى اتخاذ مواقف عدائية ضده من قبل الرأي العام الرسمي، مما اضطره للهروب وإنقاذ حياته. لقد أمضى الخمس عشرة سنة الأخيرة من عمره في المنفى تحت حماية أمير صغير، في مكان ناء يربع في جبال بدخشان، إلى الشمال قليلاً من هندوكوش.

لقد كتب ناصر خسرو في ثلاثة من الأصناف الأدبية – الرحلات والشعر والفلسفة - وكل منها تشكل نافذة لنا إلى شخصيته. إضافة إلى ذلك، هنالك مجموعة من الكتب في الأدب الثانوي من السير الذاتية، والمقتطفات الشعرية والجغرافيات التي تتعرض له ولأعماله.

شعره
ظهر شعر ناصر خسرو في عدة أعمال، والمجموعة الرئيسية منها قد جمعت في الديوان، الذي يبلغ الآن بمجمله أكثر من 17 الف و222 بيتاً شعرياً. كتبت أشعار ديوانه على شكل قصائد غنائية، مصورة عواطف نبيلة وأفكار سامية بأسلوب رسمي رفيع. تتميز ’القصيدة‘ بقافية موحدة في كل الأبيات. كل ’بيت‘ يتألف من شطرين متساويين.

يضم الديوان إضافة إلى القصائد الغنائية قصائد أصغر  ورباعيات .والقصائد التي في الديوان قد تلقت، حتى الآن، معالجتين رئيسيتين باللغة الإنكليزية : ترجمت أربعون قصيدة من قبل ب .ل .ويلسون، و ج .ر أفاني عام 1455،4 ومؤخراً ترجمت أنيماري شيمل وشرحت المضامين الرئيسية في عدد من الأشعار المختارة.

كتابته

ككاتب، كتب بشكل موسع باللغة الفارسية. فناصر خسرو يستحق الإعجاب، ليس لإخلاصه للغته الأم فحسب، ولكن لمهارته البلاغية والتصويرية، ومقدرته على خلق كلمات جديدة، بالإضافة لتكوين معاني جديدة لتعابير القديمة. وكرحالة، فقد زار الكثير من العالم الإسلامي، يستمر تسجيله الشخصي لرحلته التي دامت سبع سنوات، عرضة للتمحيص من أجل كل الأدلة التي يحتمل أن تعطيها للتاريخ، والسياسة، وعلم الآثار، والإدارة، والمجتمع، والدين، والعادات والدفاعات العسكرية في المنطقة وخلال تلك الفترة. وكداعية لم يعط في أعماله مبادئ العقيدة فحسب، بل أيضاً حجج العقيدة، ونصائح للعيش في أخلاقيات العقيدة. وكأخلاقي، يحذر من مخاطر كثرة الانهماك في آلام الدنيا ومسراتها.

رحلاته
يترك ناصر خسرو في كتاب سفرنامه سجلاً لرحلة دامت سبع سنين من موطنه في خراسان إلى مصر والعودة5. لقد تبنى أسلوباً شخصياً، وغالباً ما كان يشير إلى نفسه بعبارة:’أنا ، ناصر ‘ عندما يشرح شيئاً قام به أو رآه في مكان ما. من الدليل الداخلي، نستطيع أن نستنتج أنه كتب سفرنامه في فترة متأخرة وذلك من الملاحظات التي قد أخذها على طول الطريق. ولأنه كان يكتب نثراً فارسياً بسيطاً نسبياً، فقد فاز ناصر خسرو بثقة القارئ بوصفه الأمين للمدن والبلدات .لم يكن يحاول أن يؤثر على أحد بمهاراته اللغوية بل بالأشياء الغريبة والعجيبة التي شاهدها أثناء ترحاله.

أهم آثاره الفارسية هم آلاتون:

    سفرنامه أو كتاب رحلاته التي قام بها.
    الديوان وهو مجموعة ما قال من أشعار
    روشنائی‌نامه أو كتاب الضياء عبارة عن مثنوية تشتمل علي 579 بيتاً منظومة في بحر الهزج المسدس.
    سعادتنامه أو كتاب السعادة
    زاد المسافرين
    خوان اخوان في الفلسفة
    جامع الحكمتين في الكلام
    گشایش و رهایش

وآثاره العربية:

عجائب الحساب وغرائب الحساب في علم الحساب، غير موجود حاليا.

وفاته:

توفي ناصر خسرو في سنة (481هـ) في وادي يمكان التابع لمقاطعة لمقاطعة بدخشان الواقعة في أقصى شمال شرق أفغانستان.

الإسم ناصر خسرو
الدولة إیران
ناصر خسرو  حامل لواء الشعر المعارض في النمط الخراساني

ناصر خسرو حامل لواء الشعر المعارض في النمط الخراساني

ناصر خسرو حامل لواء الشعر المعارض في النمط الخراساني

ولد ابو معين ناصر بن خسرو بن حارث القبادياني البلخي ( المشهور بـ ناصر خسرو ) ، سنة 382 هجري قمري ( 992 للميلاد ) في قرية قباديان مرو . . اشعار ناصر خسرو تتضمن مواعظ  و نصائح ومواضيع حكيمة.. ومن ألقابه : الحكيم ، حكيم ناصر ، و سيد الحكماء . . ويعتبر ناصر خسرو احد ابرز الذين شهدوا تحولاً في مسيرته، أو بعبارة اوضح ، انقلاباً في تاريخ الادب الفارسي . ففي بداية كتابه سفرنامه ( مذكرات الرحلة ) يتحدث بصراحة من انه و حتى سن الاربعين ، و رغم انه كان من اهل العلم ، لكنه كان ينشد الدنيا ، حتى رأى في المنام حلماً غيّر حياته وعاقبته بالكامل .

 

تفاصيل الحلم

يوضح ناصر خسرو تفاصيل هذا التغيير و التحول كالآتي : " في احدى الليالي رأيت بالمنام شخصاً قال لي : الى متى تستمر في تناول الخمر الذي يفقد الناس عقولهم . الافضل لك ان تكون واعياً مدركاً .. أجبته : الحكماء لم يتمكنوا من إيجاد غير هذا لإراحة النفس من هموم الدنيا واحزانها . ردّ عليّ : فقدان الذات و غياب الوعي لا يجلب الراحة .. من يدل الناس على فقدان الوعي ليس بحكيم . الحكيم ينبغي له ان يطالب الناس التحلي بالعقل والفطنة .. قلت : من اين لي ذلك ؟ قال : من جدّ  وجد . ثم اشار بيده الى جهة القبلة ولم يقل شيئاً " .

الجواب التنويري هذا اضحى سبباً لأن يمضي ناصر خسرو في رحلة استغرقت سبع سنوات ؛ رحلة شهدت زيارة  ناصر خسرو الكعبة المشرفة اربع مرات .. كما توجّه الى بلاط الخلفاء الفاطميين في مصر ، الذين ينتمون الى المذهب الاسماعيلي ، و الايمان باصول و معتقدات الشيعة الاسماعيلية من صميم القلب . بعدها يتسلم عنوان حجّة جزيرة خراسان من المستنصر بالله ( الخليفة الفاطمي ) ، و يصبح مكلّفاً  بتبليغ الدعوة الاسماعيلية في خراسان ..  أما كتاب " رحلة ناصر خسرو "  فهو عبارة عن مذكرات و ملاحظات حول الرحلة التي قام بها و استغرقت سبع سنوات .. و من جملة مؤلفاته الاخرى يمكن الاشارة الى " زاد المسافرين " ، " وجه الدين " ، "  جامع الحكمتين " ، " خوان الاخوان " ، " الانفتاح و التحرر " ، " السفر " " بستان العقول " ، " دليل المتحيرين " ، " لسان العالم " و " ديوان الشعر " .

 

 

المساعي التنويرية لتلافي جهل العوام

ناصر خسرو قبل ان يغيّر رؤيته وتوجهاته ، كان يعد من المحترمين لدى البلاط السلجوقي ، و كان يتمتع بحياة في غاية الرفاهية .. كان يعيش في عصر بوسع كل عين ان ترى بوضوح الظلم و الفساد و التفرقة والجهل السائد بين ثنايا المجتمع الظاهرة والخفية .. في مجتمع  ذلك العصر كانت الرشاوى في اوجها .. و في شعر ناصر خسرو  يشكل ( العوام ) جزء من الناس الذين عطلوا قواهم العقلية و الفكرية ، و اقتصرت احكامهم على الامور بالظاهر والسطحي ، ولا يكلفوا انفسهم بالبحث عن العلل الحقيقية لحدث او ظاهرة ما ، و في الغالب يقلدون الآخرين بتعصب اعمى دون ادنى تفكير . ومن خلال طيّات و ثنايا القصائد التنويرية في ديوان ناصر خسرو ، يمكن ان ندرك جيداً  السياط التي كان يجلد بها  جسد الاميّة  وجهل العوام والغوغائيين .

 

ناصر خسرو وقصيدة الاعتراض

قالب القصيدة الى ما قبل ناصر خسرو ، كان عبارة عن مديح  في معظمه ؛ غير ان ناصر خسرو  اوجد نقلة نوعية في تركيبة القصيدة سواء من حيث القالب أو المعنى .. ذلك ان معظم قصائد هذا الشاعر البارز تم نظمها في ذمّ الدنيا .. ناصر خسرو في اشعاره  شبّه الدنيا بالشيطان والحيوانات و مظاهر الطبيعة الفاقدة للروح ، واستخدام تشابيه متعددة  لتصوير المظاهر الدنيوية المخادعة و الفاقدة للرحمة و السريعة الزوال .. تراكيب التشبيه  والاستعارة المتعلقة بالدنيا ، فضلاً عن انها تدل على قدراته الابداعية في ايجاد التراكيب ، فانها تلفت في الوقت نفسه الى مدى احاطة هذا الشاعر الكبيرة باللغة الفارسية و آدابها . فهو في اشعاره  يعبّر عن امتعاضه ازاء الوضع السائد في قالب الشكاية من الفلك ، و من خلال هذا التمويه ينتقد الظلم و الاجحاف الحاكم في المجتمع .. ثمة عنصران " الاعتراض " و " الصحوة " بالنسبة للعقيدة ، يميزان شعر ناصر خسرو عن غيره من الشعراء ، و يجعله حاملاً لواء الشعر الاعتراضي بالنمط والاسلوب الخراساني :  

 

: «هر وعده و هر قول که کرد این فلک و گفت/ آن وعده خلاف آمد و آن قول مزور/ پس هر چه همی زیر شب و روز بزایند/ فرزند دروغند و مزور همه یکسر».

 

ناصر خسرو و من خلال استخدامه  للآيات و الاحاديث ، و تشبيه الدنيا بالمحسوسات الدائرة من حوله ، يحاول توعية الانسان بمخاطر الانبهار بالدنيا و الابتعاد عن الاصالة الانسانية . و لهذا فان صدى الشاعر في ابياته مستوحى من صلابة الانسان السوي ، و محاولة تمجيد الانسانية و الديانة على الدوام ، و السعي للارتقاء بمكانتهما .

 

الارتحال

و اخيراً اضطر ناصر خسرو للهجرة الى منطقة بدخشان افغانستان و قرية يمغان . و عاش خمسة عشر عاماً في قرية يمغان التي شبّهها بالسجن : " خمسة عشر عاماً انقضت على وجودي في يمغان / لماذا و لأي سبب  أنا في سجن ؟ ... " .  و رغم كل ذلك كان اهالي هذه الديار يكنون له كل الاحترام و التقدير ، و كانوا ينعتونه بألقاب شتى منها : " الحجّة " ، " سيد شاه ناصر ولي " ، " شيخ شاه ناصر " ، " شيخ يمغان " ، " شيخ الجبل " ، و " الشيخ الكامل " .

الإسم ناصر خسرو حامل لواء الشعر المعارض في النمط الخراساني
الدولة إیران
الحکیم الحکیم ناصر سید الحکماء
القرن الخامس الهجري الشمسي
الأعمالرحلة ناصر خسرو زاد المسافرین جامع‌ الحکمتین خوان الاخوان الانفتاح و التحرر لسان العالم دیوان الشعر

:

:

:

: