حرق الإسپند: تقليد إيراني عمره آلاف السنين لطرد الطاقات السلبية
حرق عشبة الإسپند: تقليد قديم في إيران للترحيب وإبعاد الطاقات السلبية
إذا سافرت إلى إيران ورأيت عند وصولك أن عشبة الإسپند تُحرق أمام قدميك، فلا تتفاجأ، فهذه عادة إيرانية قديمة تُمارس لاستقبال الضيوف المهمين. الدخان الأبيض لرشّ الإسپند ورائحته النفاذة يُعتبر عنصرًا أساسيًا في العديد من المراسم الإيرانية، بدءًا من حفلات الزفاف واستقبال الضيوف ووصولاً إلى مراسم العزاء في محرم. لذلك، من المحتمل أن يواجه كل مسافر هذا التقليد أثناء زيارته لإيران ويحتاج إلى معرفة بعض المعلومات عنه.
الجذور التاريخية والثقافية لحرق الإسپند
تعود جذور حرق الإسپند إلى آلاف السنين، إلى عهد الزرادشتيين في إيران. آنذاك، كانوا يرمون النباتات العطرية والبذور الخاصة في النار في المعابد، معتقدين أن الدخان يطهّر المكان ويقدسه. الإسپند، واسمه العلمي Peganum Harmala، كان واحدًا من هذه البذور. في الفارسية القديمة كان يُسمّى «سپند» أي «المقدس». الإسپند نبات عشبي معمر ينمو غالبًا في المناطق الجافة وشبه الجافة في إيران وبعض دول الشرق الأوسط. يصل ارتفاعه إلى 30–60 سم وله سيقان متفرعة وأوراق رفيعة تشبه الخيوط. في الربيع، تزهر نباتات الإسپند أزهار بيضاء جميلة تتحول تدريجيًا إلى قرون صغيرة تحتوي على بذور بنية اللون.
استخدام الإسپند في مراسم محرم
اعتقد الإيرانيون القدماء أن الدخان الأبيض للإسپند لا يطهّر المكان فحسب، بل يطرد الأرواح الشريرة والطاقة السلبية. ويعتقدون أن بعض النظرات، حتى لو لم تكن بنية سيئة، قد تلحق الضرر بالإنسان بسبب طاقتها السلبية، ومن هنا يأتي دور الإسپند كحاجز روحي يقي من هذه الأذى. هذا الاعتقاد تعززه النصائح الطبية التقليدية حول الإسپند، ويستمر استخدامه في العديد من المراسم الإيرانية حتى اليوم.
طريقة الحرق ووظائفه
رغم وجود تقاليد مشابهة في بعض الدول العربية والهند وتركيا، إلا أن طريقة الإيرانيين في حرق الإسپند تختلف عن غيرها. عادةً يشعل الإيرانيون الفحم أو الحطب، وعندما تخمد النار ويبقى الفحم محمرًا، يضعون الإسپند عليه. تنفجر البذور بصوت مسموع وتتصاعد إلى الأعلى، ويملأ الدخان الأبيض ذو الرائحة النفاذة المكان. يعتقد الإيرانيون أن هذا يردّ العين الحاسدة ويزيل تأثيرها السلبي. لذلك، عند شعور أي شخص بالضعف المفاجئ أو الإرهاق، يُحرق الإسپند بسرعة لإبعاد العين والطاقة السلبية عنه. ووفق عادة قديمة، قبل وضع الإسپند في النار، يُدوَّر حول رأس المريض والأشخاص الآخرين لتعزيز فعاليته.
الإسپند في الحياة اليومية والطب التقليدي
يُعتبر حرق الإسپند أيضًا رمزًا للترحيب وجلب الحظ. لذلك يُستخدم في استقبال الضيوف، توديع المسافرين، حفلات الزفاف والولادة، وأحيانًا في مناسبات مثل «چهارشنبهسوری». عادةً يحتفظ الإيرانيون بمقدار من الإسپند في المنزل، وعند إشعال أي نار، يُضاف القليل منه في نهايتها.
بالإضافة إلى جذوره الثقافية، يُوصى بحرق الإسپند في الطب التقليدي الإيراني لما له من تأثير مهدئ ومزيل للقلق، ولقتل الطفيليات، وللمساعدة على تحسين التنفس. ويعتقد البعض أن الدخان لا يزيل الطاقات السلبية فحسب، بل يعقم المكان أيضًا. مع ذلك، وفقًا للطب الحديث، قد يكون استنشاق الدخان لفترات طويلة، خاصة في الأماكن المغلقة، مضراً بالرئتين على الرغم من تأثيراته المضادة للبكتيريا والفطريات والطفيليات.
| الإسم | حرق الإسپند: تقليد إيراني عمره آلاف السنين لطرد الطاقات السلبية |
| الدولة | إیران |
| نوع | وطنی |
| تسجیل | لا یوجد تسجیل |










Choose blindless
العمى الأحمر العمی الأخضر العمی الأبیض اللون الأحمر من الصعب رؤیته اللون الأخضر من الصعب رؤیته اللون الأزرق من الصعب رؤیته أحادی اللون أحادی اللون خاصتغییر حجم الخط:
تغییر المسافة بین الکلمات:
تغییر ارتفاع الخط:
تغییر نوع الماوس: