طقس «طواف البولکة»… أسلوب مميّز لأهالي شیشوان في العزاء الحسيني

طقس «طواف البولکة»… أسلوب مميّز لأهالي شیشوان في العزاء الحسيني

طقس «طواف البولکة»… أسلوب مميّز لأهالي شیشوان في العزاء الحسيني

تُعدُّ واقعةُ كربلاء من أعظم الأحداث في تاريخ الإسلام؛ حيث واجه الحقُّ الباطلَ في معركةٍ خالدة. وعلى الرغم من أنّ الإمام الحسين عليه السلام قد استُشهد ظاهريًّا في الميدان، فإنّ ذكراه بقيت حيّةً على مرّ نحو ألفٍ وخمسمائة عام، وبقي نهجه رمزًا للحقّ والكرامة.
وفي إيران يُعَدّ شهر محرّم من أهمّ المناسبات الدينية، حيثُ يعمّ الحزنُ والحداد جميع المدن والقرى حدادًا على الإمام الحسين وأصحابه الأوفياء. وقد مرّت قرونٌ طويلةٌ على هذه المجالس والطقوس، حتى أصبحت جزءًا أصيلًا من الثقافة الإيرانية، بحيث يُنظر إلى محرّم بوصفه مرآةً تعكس تنوّع العادات والممارسات الشعبية في مختلف مناطق البلاد.

وفي العقدين الأخيرين، سُجّلت العديد من هذه الطقوس التقليدية بوصفها من التراث الثقافي غير المادّي لإيران، حفاظًا عليها وتوثيقًا لتاريخها وتميّزها. ومن بين هذه الطقوس مراسم «المشعل الدوّار» أو ما يعرف محليًا بـ «طواف البولکة»، وهي من أكثر أساليب العزاء تفردًا وتميّزًا في إيران.

أين يُقام طقس طواف البولکة

يُمارَس هذا الطقس في قرية شیشوان التابعة لمدينة عجب‌شير في محافظة أذربيجان الشرقية. ويبلغ عدد سكان القرية أكثر من خمسة آلاف نسمة، يعمل معظمهم في الزراعة والبساتين وزراعة الفواكه والخضراوات.

خصائص طقس طواف البولکة

الـ «بولكه» هو في الأصل مشعل مصنوع من قطع قماش تُبلّل بالنفط وتُلف بإحكام وتُربط بأسلاك معدنية، ثم تُثبت في نهاية سلسلة حديدية تُتيح تدويرها سريعًا في الهواء.
وفي ليلتي تاسوعاء وعاشوراء تُشعل هذه المشاعل في ظلام الليل، ويقوم بعض الرجال بتدويرها بقوة وسط جموع المعزّين الذين يردّدون «شاه حسين» في أجواء يسودها الحزن والرهبة.

تختلف أحجام المشاعل بحسب سنّ من يحملها؛ إذ يبدأ الأطفال بحمل مشاعل صغيرة تُسمّى «كيجيك بولكه»، ثم يأتي دور الشباب والرجال بمشاعل أكبر قد يصل وزن بعضها إلى 12 كيلوغرامًا.

في بداية المراسم، يُشعل مشعلٌ رئيسيٌّ أمام مسجد القرية الكبير ليلتفّ الناس حوله، ثم تُوقد بقية المشاعل من ناره. وقبل بدء الدوران يُرشّ المشعل‌دار بالماء حفاظًا عليه من حرارة اللهيب.
وتستمرّ هذه المراسم عادةً نحو تسعين دقيقة، في عرضٍ مهيبٍ يجمع بين الشجاعة والولاء العاشورائي.

دلالات تاريخية ورمزية

يُرجع الباحثون تاريخ هذا الطقس إلى العهد الصفوي (القرن السادس عشر الميلادي)، ويرون أنّ المشاعل المتّقدة تُجسّد حرق خيم آل البيت بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في عصر عاشوراء، وتذكّر بما عانته عائلته من الظلم والعدوان.

تسجيل طواف البولکة تراثًا وطنيًا

تمّ تسجيل هذا الطقس رسميًا عام 2013م (1391هـ.ش) في قائمة التراث الثقافي غير المادّي لإيران، بوصفه طقسًا فريدًا يجسّد مشاعر الولاء والاقتداء بتضحيات الإمام الحسين عليه السلام.

الإسم طقس «طواف البولکة»… أسلوب مميّز لأهالي شیشوان في العزاء الحسيني
الدولة إیران
ولایةأذربیجان الشرقیة
مدینةعجب شیر
نوعمتدین
تسجیلوطنی
أدخل النص الخاص بک واضغط على Enter

تغییر حجم الخط:

تغییر المسافة بین الکلمات:

تغییر ارتفاع الخط:

تغییر نوع الماوس: