تاريخ الشوغان وتقاليده… اللعبة الفارسية العريقة

تاريخ الشوغان وتقاليده… اللعبة الفارسية العريقة

تاريخ الشوغان وتقاليده… اللعبة الفارسية العريقة

إنَّ اللعبَةَ الشَّهيرةَ «الشُّوغان» ليست مجرّد رياضة، بل هي رمزٌ من رموز الثقافة والتاريخ الإيراني. وقد ظلّت هذه الرياضة حيّةً ومزدهرةً عبر العصور، إذ تتطلّب لياقةً عالية من الفارس وانسجاماً تامّاً بينه وبين جواده. ولهذا السبب، حظيت عبر قرون طويلة باهتمام الحكّام باعتبارها تدريباً عسكرياً يرفع جهوزيّة الجنود، فانتشرت ودعمت رسمياً.

تاريخ الشوغان ووظيفته التاريخية

تُشير بعض الوثائق التي يستند إليها الباحثون إلى أنّ نشأة رياضة الشوغان تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد، أي زمن الدولة الأخمينية، بل يذهب بعضهم إلى أنّ جذورها أقدم من ذلك. وقد أولى الملوك هذه الرياضة اهتماماً كبيراً حتى أصبحت تُعرَف بـ «لعبة الملوك». وبعد الغزو المغولي لإيران عام 1219م، لاقت اللعبة إعجاب المغول، فنقلوها إلى الهند. وهناك اكتسبت مكانة خاصّة، ولا سيما في بلاط السلاطين.

ويُعدّ العصر الصفوي (القرن السادس عشر الميلادي) مرحلةَ ازدهار الشوغان، إذ كان الملوك الصفويون ينظّمون مباريات كبيرة تترافق مع الموسيقى والرواية، ويحضرونها بأنفسهم. ولا تزال في ساحة «نقش جهان» بمدينة أصفهان بقايا أبواب ملعب الشوغان من ذلك العصر شاخصةً حتى اليوم. كما تحدّث الرحّالة الذين زاروا إيران عن مهارة الفرسان الإيرانيين وشجاعتهم في ميادين الشوغان.

تعرّف الإنجليز إلى هذه الرياضة بعد احتلالهم للهند، فساهموا في نقلها إلى أوروبا. ولم تكن تُسمّى «polo» بعد؛ إذ لا يزال اسم «الشوغان» محفوراً على واجهات مباني نوادي كلكتا ودلهي القديمة. و«polo» اسمٌ لشجرة كان يُصنع من جذعها كُرةُ الشوغان، ثم شاع هذا الاسم لسهولة نطقه باللغة الإنجليزية. انتشرت اللعبة في إنجلترا منذ ستينيات القرن التاسع عشر، ومنها إلى دول العالم.

وتُقام مسابقات الشوغان اليوم في أكثر من 75 دولة. وكانت من رياضات الدورات الأولى للألعاب الأولمبية الحديثة عام 1896م، قبل أن تُزال من برنامج أولمبياد برلين عام 1936م.

جذور الشوغان ووظائفه

بعد أن روَّض الإيرانيون الخيل واستخدموها في مختلف شؤونهم، تمكّنوا من إنشاء إمبراطورية واسعة. ومن إبداعاتهم ابتكارُ لعبة الشوغان التي توحِّد الفارس وجواده للعمل كفريقٍ واحدٍ للغلبة على الخصم. وقد نشأت هذه الرياضة لغرضٍ محدّد، إذ تتوافق كثيرٌ من مصطلحاتها مع المصطلحات العسكرية، ما يدلّ على أنّ مؤسِّسيها كانوا يهدفون لتعزيز الجاهزية القتالية.

تزيد هذه الرياضة من مهارة الفارس وانسجامه مع جواده، كما تُكسب الخيل مرونةً وقدرةً على مواجهة العقبات. فالفرس الذي يدخل ميدان الشوغان لا يهاب القتال، ويستجيب لأوامر راكبه بدقّة. وقد ذكرت بعض النصوص اليونانية ممارسة الشوغان في صفوف الجنود الإيرانيين، وعدّتها من أسباب نجاح الجيش الإيراني في الفتوحات.

ولهذه الرياضة حضور واسع في الأدب الفارسي؛ فلا يكاد يوجد شاعرٌ كبير لم يُشِر إليها في شعره أو نثره. وفضلاً عن الأدب الغنائي والملحمي، نجد آثارها في التراث الشعبي وفي الفنون، خصوصاً فنّ المنمنمات التي تُصوّر مشاهد الشوغان بكثرة.

أسلوب لعب الشوغان

تُمارَس اللعبة في ملعب طوله 274 متراً وعرضه 145 متراً تقريباً، مع بعض الاختلاف بين الدول. وتتكوّن من ستة أشواط (چَوكه)، مدّة كلّ شوط سبع دقائق. ويتألّف كلّ فريق من أربعة لاعبين، ويحكم المباراة حكمان على صهوة الخيل، إضافة إلى حكم رئيسي.

يحاول الفارسان في كلّ فريق دفع الكرة لتجاوز مرمى الخصم؛ والفريق الذي يحرز نقاطاً أكثر هو الفائز. ويُعدّ هذا النمط من اللعب أساساً لكثير من الألعاب الحديثة التي تعتمد على الكرة.

التسجيل الوطني والعالمي للشوغان

سُجِّل ملفّ «الشوغان، لعبة الفروسية المصحوبة بالموسيقى والرواية» باسم إيران عام 2015م (1394هـ.ش) في منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي.

الإسم تاريخ الشوغان وتقاليده… اللعبة الفارسية العريقة
الدولة إیران
نوعوطنی
تسجیلالیونسکو
أدخل النص الخاص بک واضغط على Enter

تغییر حجم الخط:

تغییر المسافة بین الکلمات:

تغییر ارتفاع الخط:

تغییر نوع الماوس: