تقليد الإسبندي في ميبيد: هدية حلوة للعروس!

الزواج في إيران: تقليد إسبندي في مدينة ميبيد

كان الزواج منذ القدم أحد أهم التقاليد والطقوس في المجتمعات البشرية، وله أبعاد دينية واجتماعية وفردية متنوعة. وفي إيران نشأت العديد من العادات المرتبطة بالزواج، أغلبها يتمحور حول إقامة مراسم الاحتفال وتقديم الهدايا للعروسين. ومن بين هذه العادات، يُعتبر تقليد الإسبندي في ميبيد من أكثرها خصوصية، وما زال يُمارس اليوم بنفس الطريقة التقليدية في هذه المدينة العريقة.

أين تقع ميبيد؟
تقع مدينة ميبيد شمال غرب مدينة يزد وعلى طريق طهران – بندر عباس. وتعد ميبيد مدينة قديمة، ويشير بعض الخبراء إلى أنها من أقدم المستوطنات البشرية في وسط إيران. وقد دعمت اكتشافات أثرية تعود للحضارة الإيلامية (الألف الثالث قبل الميلاد) هذا الرأي. ترتفع ميبيد عن سطح البحر حوالي 1034 مترًا، وهي مشهورة بمنازلها المبنية بالطوب اللبن. وأهم منتجاتها الحرفية هو الزيلو، وهو نوع من السجاد أو المفروشات المصنوع من خيوط القطن، يتميز بالبرودة ومناسب جدًا للمناطق الصحراوية. في عام 2018، تم اختيار ميبيد كمدينة عالمية للزيلو.

تقاليد الإسبندي في ميبيد وخصائصه
عادةً ما يُقام تقليد الإسبندي في ميبيد من 25 بهمن حتى الأول من إسفند (من 13 إلى 19 فبراير). في التقاويم القديمة، التي كانت شائعة بين الفلاحين، كان اليوم الذي يوافق الخامس والعشرين من بهمن يُعتبر الأول من إسفند وبداية الشتاء، ومن هنا تبدأ العادة وفقًا للتقليد القديم. في الماضي، كان أهل ميبيد يذهبون في أول يوم إسفند إلى مدينة أردكان القريبة لشراء حلويات مثل الزولبيا، البشمك، وحلوا أردة استعدادًا للعام الجديد، وكان يُعرف ذلك بـ «شراء الإسبندي».

طريقة تنفيذ تقليد الإسبندي
في هذا التقليد، يقدم أهل العريس هدية للعروس، عادةً تتضمن الحلويات وقطعة قماش تُستخدم لخياطة الشادرك أو الملابس. أكثر الحلويات شيوعًا هي الزولبيا، إحدى الحلويات التقليدية في يزد، ولكن أحيانًا تُستبدل بحلويات أخرى مثل الحلوى، الحاجي بادامي، البشمك، أو الكلكند. وقد تُجمع عدة أنواع من الحلويات معًا، لكن يجب أن تتضمن الهدية نوعًا أو أكثر من الحلويات.
وتعتمد بقية الهدايا على إمكانيات العائلة المالية؛ فكلما كانت الهدية أكبر، دل ذلك على احترام أكبر من قبل عائلة العريس للعروس. أحيانًا تشمل الهدايا الأحذية، الأقمشة المخملية، الخواتم المرصعة، والمجوهرات الذهبية. في الماضي، كان بعض أهالي ميبيد الذين يذهبون للحج يشترون قطعة ذهبية للعروس المستقبلية، ويُقدّم أحيانًا في مراسم الإسبندي أو كهدية في عيد النوروز.

عادةً، يوضع الإسبندي في صينية ويُقدّم للعروس من قبل عائلة العريس. يُقام هذا التقليد في أول يوم إسفند بعد زواج الفتاة. وغالبًا يكون هناك عدة أشهر بين مراسم العقد (وهي مراسم دينية تُقر الزواج رسميًا) وانتقال العروسين إلى منزل الزوجية. إذا شمل هذا الوقت شهر إسفند، يُقدّم الإسبندي في مراسم خاصة إلى منزل عائلة العروس. وإذا كان العروسان قد انتقلا بالفعل إلى منزلهما الجديد، يذهب والداه أو عائلة العريس لتسليم الإسبندي في منزل الزوجين. وفي بعض الحالات، يذهب جميع أفراد العائلة، وفي أحيان أخرى يذهب الأب والأم مع العريس فقط لتقديم الهدية.