المائدة الإيرانية، تجلٍّ لثقافة الإيرانيين ومعتقداتهم

المائدة الإيرانية، تجلٍّ لثقافة الإيرانيين ومعتقداتهم

المائدة الإيرانية، تجلٍّ لثقافة الإيرانيين ومعتقداتهم

لا ينظر الإيرانيون إلى تناول الطعام بوصفه وسيلة لسدّ حاجات الجسد فحسب، بل يرونه مناسبة للتعايش الودّي وتبادل الأحاديث بين أفراد العائلة أو الأصدقاء. ويعيد بعض الباحثين جذور آداب حضور الإيرانيين حول السفرة إلى العصور القديمة، ويعتقدون أن نمط الحياة الإيراني ظلّ يتجلّى في شكلٍ مكتمل أثناء تناول الطعام. فقد كان الإيرانيون القدماء يعتقدون بوجوب التزام الصمت أثناء الأكل، لأن كثرة الكلام تُعدّ سوء أدب، ولذلك لا يتحدّثون إلّا عند الضرورة ومع فمٍ خالٍ من الطعام، وهذه العادة ما تزال قائمة حتى اليوم.

وتنتظر العائلات الإيرانية حضور كبار السنّ قبل البدء بالطعام، احترامًا لهم. وعندما يجلس الجميع إلى السفرة، يجب أن ينصبّ تركيزهم على الطعام، ويُعدّ ترك السفرة قبل الانتهاء من الأكل أو الانشغال بالهاتف المحمول سلوكًا غير لائق. كما ينبغي لمن يجلس إلى السفرة أن يأكل برويّة ودون عجلة. وقد يتولى أحد كبار السنّ توزيع الطعام، أو يأخذ كل شخص حصته بنفسه، لكن الجميع يحرصون على وضع قدر الحاجة فقط لتلافي الإسراف. ويُعدّ تجنّب الإسراف أحد أهم الآداب الدينية في ما يتعلّق بتناول الطعام.

كما تُعدّ النظافة، كتقليم الأظافر وغسل اليدين قبل الطعام وبعده، من التوصيات الدينية المهمة. ويحرص الجالسون إلى السفرة على ألّا يلوّثوا السفرة أثناء الأكل. وكما أوصت التعاليم الإسلامية، يرافق تناول الطعام لدى الإيرانيين شكرٌ لله تعالى، ويُعتقد أن هذه العادة تعود جذورها إلى العصور القديمة وتعزّزت بعد دخول الإسلام إلى إيران.

السفرة الإيرانية الفاخرة للضيوف

تُعدّ الاعتدال في الطعام وعدم الإفراط من آداب السفرة أيضًا، وقد أكّدت النصوص الإسلامية عليها. ولا يفضّل الإيرانيون عادةً الأطعمة الدسمة أو شديدة التوابل، لكنهم يضعون هذه القواعد جانبًا عندما يستقبلون ضيفًا؛ فإكرام الضيف جزء عميق من ثقافتهم. لذلك تُعرف إيران عالميًا بحُسن الضيافة، ويسعى الإيرانيون إلى إعداد أفضل سفرة ممكنة للضيف.

أحيانًا يُحضّر المضيف عدّة أطباق مختلفة كي يختار الضيف ما يناسب ذوقه. ويكون المضيف أول من يجلس إلى السفرة وآخر من يغادرها لكي لا يشعر الضيف بالحياء أثناء تناول الطعام. ويعتقد الإيرانيون أنّ الضيف إذا غادر السفرة غير شبعان، فهذا يعني أن المضيف لم يؤدِّ واجبه كما ينبغي؛ لذلك يواصلون دعوته إلى المزيد من الطعام! وبعد أن ينتهي الضيف من الأكل ويشعر بالشبع، تبدأ مرحلة الضيافة بعد الطعام، ولهذا إن كنت ضيفًا على سفرة إيرانية، فاستعدّ لوجبةٍ عامرة!

السفرة الإيرانية… عملٌ فنّي!

يولي الإيرانيون اهتمامًا كبيرًا بجمال السفرة. فعند ترتيبها، يُضاف إليها عادةً أنواع متعددة من المقبلات مثل المخللات، الخضروات، السلطة، اللبن، والمشروبات. ولا يقتصر وجود هذه الأصناف على تزيين السفرة فحسب، بل لكل منها دور في إكمال نكهة الطعام أو تسهيل هضمه. وحتى السفرة نفسها تُختار مزدانة بالنقوش والألوان لتنسجم مع ألوان الأطعمة الموضوعة عليها وتمنحها منظرًا أكثر جمالًا.

الإسم المائدة الإيرانية، تجلٍّ لثقافة الإيرانيين ومعتقداتهم
الدولة إیران
نوعوطنی
تسجیللا یوجد تسجیل
أدخل النص الخاص بک واضغط على Enter

تغییر حجم الخط:

تغییر المسافة بین الکلمات:

تغییر ارتفاع الخط:

تغییر نوع الماوس: