طقس كسر الكوز في قائِن… عادة رمزية قبيل حلول العام الجديد
يُقترن حلول العام الشمسي الجديد (أواخر مارس) لدى الإيرانيين بطقوسٍ قديمة، يحمل كلٌّ منها جمالاً وخصائص مميّزة. ومن بين هذه الطقوس، يأتي عيد النوروز بوصفه إرثاً عالمياً ورسمياً عريقاً، مسجَّلاً في قائمة التراث غير المادي لليونسكو. ومع ذلك، تُقام حول هذا الحدث طقوسٌ متنوّعة في مختلف أنحاء إيران تكشف جوانب جذابة من حياة الناس وثقافتهم. ويُحافظ أهالي مدينة قائِن في محافظة خراسان الجنوبية، الواقعة شرق إيران، على عادة قديمة تُقام قبيل النوروز تُعرَف باسم «كوزهشِکَنی» (كسر الكوز)، حيث يكسرون الكِيزان القديمة وفق طقوس خاصة ويستبدلونها بأخرى جديدة.
جغرافيا وتاريخ قائِن
تقع محافظة قائِن في جنوب خراسان الجنوبية، وتحدّها من الشمال خواف وگناباد، ومن الغرب فردوس وسرايان، ومن الجنوب بيرجند ودرميان، ومن الشرق أفغانستان، ويبلغ طول حدودها معها نحو 130 كيلومتراً. تصل مساحة قائِن إلى 17,832 كيلومتراً مربعاً، ويُعدّ مدينة قائِن مركزاً إدارياً للمحافظة، وتبعد قرابة 100 كيلومتر عن مدينة بيرجند، مركز الإقليم.
تشير المصادر التاريخية إلى أنّ قائِن منطقة ذات قدمٍ عريق يعود إلى ما قبل الإسلام، وقد كانت لحقبةٍ ما أكبر مدن إقليم قهستان (منطقة واسعة في جنوب خراسان ووسط الهضبة الإيرانية).
تضمّ قائِن ثلاثة متاحف: متحف الأنثروبولوجيا، متحف المشاهير، ومتحف الماء. يقع متحف الماء في خزان ماء تقليدي قديم يُعرف بـ «بازار»، ويعرض تقنيات السكان المحليين في استغلال الموارد المائية ونقلها، بما في ذلك معلومات عن القنوات (القنوات الجوفية) وأنظمة تقسيم المياه.
تشتهر قائِن قبل كل شيء بزراعة الزعفران، ويُعرف إنتاجها عالمياً بجودته الفائقة؛ لذلك تُلقَّب المنطقة بـ «أرض الذهب الأحمر». وتتمتّع قائِن بعناصر ثقافية متعدّدة، وتُعدّ كوزهشِكَني واحدةً من أبرزها.
طقس كسر الكوز: أسلوب التنفيذ والرموز
يُعدّ طقس كوزهشِكَني أحد الطقوس المرتبطة بنهاية العام الشمسي. والكوز إناءٌ مصنوع من الطين يُستخدم على نطاق واسع لحفظ الماء في المناطق الصحراوية. وبسبب رشح الماء عبر جدران الكوز، يبقى الماء بداخله بارداً، لكن الاستخدام الطويل يؤدّي إلى تراكم الطحالب داخله وانسداد مسامه، فتفسد رائحة الماء وطعمه، ما يستوجب استبداله بكوز جديد.
يُقام هذا الطقس في آخر أربعاء من العام. وفيه تُوضع داخل الكيزان القديمة عديمة الاستعمال قطع من الفحم رمزاً للنحس وسوء الطالع، وشيء من الملح دلالةً على الحسد، وقطعة نقدية دلالةً على الفقر والضيق. ثم تدور ربّة البيت بالكوز فوق رأسها ورؤوس أفراد الأسرة، وبعد ذلك تُلقي به من فوق السطح إلى وسط الزقاق. ويعتقد أهالي قائِن أنّ هذا الفعل يطرد البلاء والمرض من المنزل ويجلب عاماً مليئاً بالنقاء والرخاء. وتردّد النساء أثناء كسر الكوز هذه العبارات:
«غم برو، شادی بیا؛ محنت برو، روزی بیا!»
أي: «اذهب يا همّ، وتعالي يا فرحة… اذهبي يا محنة، وتعالي يا رزق!»
بعد كسر الكيزان القديمة، تُملأ الكيزان الجديدة بالماء لاستخدامها في الحياة اليومية. ويُعدّ هذا الطقس مناسبةً للبهجة، وكان في الماضي وسيلةً لدعم صانعي الكيزان (الجرّارين) الذين كانت مواردهم محدودة، كما يعكس جانباً من ثقافة التعاون والإحسان لدى الإيرانيين. ويتوافق هذا الطقس مع عادة تنظيف البيوت واستبدال الأدوات القديمة قبيل حلول العام الجديد.
ويرى الباحثون أنّ جذور هذا الطقس تمتدّ إلى العصور القديمة، إذ كانت تُمارس طقوس مشابهة في إيران القديمة. غير أنّ أقدم الشواهد المتعلقة بطقس كسره في قائِن تعود إلى العصر القاجاري (القرن التاسع عشر الميلادي).
التسجيل الوطني لطقس کسر الکوز في قائن
سُجِّل طقس كوزهشکنی قائن عام 2013م (1391هـ.ش) في قائمة التراث غير المادي الوطني في إيران.
| الإسم | طقس كسر الكوز في قائِن… عادة رمزية قبيل حلول العام الجديد |
| الدولة | إیران |
| ولایة | جنوب خراسان |
| مدینة | قاین |
| نوع | وطنی |
| تسجیل | وطنی |




Choose blindless
العمى الأحمر العمی الأخضر العمی الأبیض اللون الأحمر من الصعب رؤیته اللون الأخضر من الصعب رؤیته اللون الأزرق من الصعب رؤیته أحادی اللون أحادی اللون خاصتغییر حجم الخط:
تغییر المسافة بین الکلمات:
تغییر ارتفاع الخط:
تغییر نوع الماوس: