بِيشابُور، تحفة المدينة من فنون عمرانية الساسانيين في القرن الثالث الميلادي

بِيشابُور، تحفة المدينة من فنون عمرانية الساسانيين في القرن الثالث الميلادي

بِيشابُور، تحفة المدينة من فنون عمرانية الساسانيين في القرن الثالث الميلادي

 يمكن اعتبار بيشابور واحدة من أقدم مدن إيران، حيث توجد إشارات إليها في نقش حجري. استخدم في بناء هذه المدينة أرقى معارف الهندسة القديمة، ويعد العديد من منشآتها وأنظمتها الحضرية من عجائب العمارة. استمرت المدينة مزدهرة لعدة قرون بعد دخول الإسلام إلى إيران، لكن بعد ذلك بدأت في الخراب، واليوم لا يوجد منها سوى أطلال. تقع بقايا المدينة على بعد 23 كيلومترًا إلى الشمال الغربي من مدينة كازرون، في وادٍ يسمى تنگ چوگان.

أصل اسم بيشابور

تأسست هذه المدينة على يد شابور الأول، ولهذا من المحتمل أن يكون اسم المدينة مأخوذًا من اسمه. يعتقد علماء اللغة أن اسم بيشابور هو تحوير لكلمة بِه‌شاپور، التي تعني شابور الخير والمحبوب. في بعض المصادر، يتم تفسير الاسم أيضًا على أنه قصر شابور أو المكان الذي بناه شابور.

تاريخ بيشابور

تاريخ تأسيس بيشابور ومؤسسها موثق بدقة في نقش حجري موجود في بقايا المدينة. تأسست المدينة في عام 266 ميلادي بأمر من شابور الأول (الذي حكم من 240 إلى 270 ميلادي). هناك أيضًا دلائل على أن البشر قد سكنوا هذه المنطقة قبل العصر الساساني. تظهر بعض الحفريات أن اليلاميّين والفارسيين الهخامنشيين ربما كانوا قد استوطنوا هذه المنطقة. منذ البداية، كانت المدينة ذات أهمية كبيرة وارتبطت بمقاطعة أردشيرخور. أصدر شابور أمرًا ببنائها بعد أن هزم الإمبراطور الروماني فاليريان. تم اختيار الموقع لبناء المدينة في منطقة ذات مناخ معتدل، في منتصف الطريق بين تخت جمشيد ومدينة تيسفون. تم اختيار معماري من أهل سوريا القديمة يدعى آساپای للعمل في بناء المدينة. تم إجراء فحوصات جغرافية ودراسات طبيعية لتحديد الموقع المناسب للمدينة، وكان الهدف من هذه الدراسات إنشاء دفاعات طبيعية ضد هجمات الأعداء. كما تم أخذ المناظر الطبيعية في المنطقة بعين الاعتبار في تقييم الموقع. مع حلول القرن السادس ميلادي، بدأت بيشابور في التدهور بسبب ضعف حكومة الساسانيين، ومع دخول الإسلام وانقراض هذه السلالة، بدأت أهمية المدينة تتضاءل. رغم ذلك، استمرت المدينة في الوجود حتى قرون قليلة بعد ذلك، لكن في النهاية أصبحت خالية من السكان.

العمارة في بيشابور

في التصميم الأولي لمدينة بيشابور، تم الاهتمام بالحدود الطبيعية مثل وادي چوگان، والصخور المحيطة، ونهر شاپور، التي شكلت حدودًا طبيعية للمدينة. كان الشكل العام للمدينة مستطيلًا، مع وجود أربعة أبواب وشارعين رئيسيين (واحد شمالي-جنوبي وآخر شرقي-غربي) تربط بين بابين متقابلين. كانت المدينة تتكون من منطقتين رئيسيتين: المنطقة الملكية والمناطق السكنية. في المنطقة الملكية، كان هناك معبد آناهیتا، قاعة الاحتفالات لشابور، إيوان الفسيفساء، وقصر فاليريان. في المناطق السكنية، كانت توجد منازل السكان، حمام، كاروانسرا، وسوق. كان المجمع الملكي يقع على تلال جبل شاپور، بحيث يطل على المدينة كلها. وكان هذا الجزء مفصولًا عن باقي المدينة بسور حجري.

معبد آناهیتا في بيشابور

يعد معبد آناهیتا (إلهة الماء) من أهم المعالم الدينية في المدينة. تتميز عمارتها بكونها فريدة من نوعها، حيث تم استخدام نظام متقدم للتحكم في توزيع المياه. تم إنشاء هذا المعبد من خلال حفر مساحة تبلغ 23 مترًا × 27 مترًا وبعمق سبعة أمتار. تم بناء المعبد في موقع يبعد 250 مترًا عن نهر شاپور، مما يسهل تدفق المياه إلى المعبد. قبل بناء المعبد، كان هناك قناة مائية تمر إلى الموقع الذي تم فيه بناء المعبد، ولا تزال بقايا هذه القناة مرئية حتى اليوم. في فناء المعبد، تم إنشاء منصة للعبادة حيث يقف المصلون. هذه المنصة مصنوعة من قطع من الحجارة المنحوتة، ويبلغ قياسها 140 × 47 سنتيمترًا. في المدخل، تم تركيب قناة مائية لتمرير الماء داخل المعبد. من المحتمل أن المياه كانت تُوجه إلى داخل المعبد خلال الأعياد والاحتفالات الدينية. كانت تدفقات المياه إلى المعبد تتم بترتيب خاص للحفاظ على نقائها، بحيث يخرج نفس كمية المياه التي تدخل المعبد بطريقة غير ملحوظة.

قاعة الاحتفالات في بيشابور

توجد قاعة كبيرة ذات قبة في الجنوب الشرقي من معبد آناهیتا، وهي تبلغ مساحتها 781 مترًا مربعًا. تحتوي القاعة على أربعة أروقة متوازية، ويبلغ ارتفاع قبتها 25 مترًا. تم إنشاء 64 قوسًا في هذه القاعة التي تتميز بشكل مربع.

إيوان الفسيفساء

يبلغ طول هذا الإيوان 25.11 مترًا وعرضه 6.1 مترًا. كان يغطيه أقواس هلالية، وكان أرضيته مفروشة بفسيفساء ملونة. تعد ألوان هذه الفسيفساء جذابة للغاية، ولا يزال جزء منها محفوظًا في متاحف إيران ودول أخرى.

قصر فاليريان

يشبه هذا القصر في شكله معبد آناهیتا، ويقع على بعد 150 مترًا شمال معبد بيشابور.

التسجيل الوطني والعالمي لمدينة بيشابور القديمة

تم إدراج هذه المدينة القديمة في عام 2018 ميلادي (1397 هجري شمسي) ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو كجزء من المناظر الأثرية لمنطقة فارس. كما تم تسجيل هذا المعلم في سجل التراث الوطني الإيراني في عام 1931 ميلادي.

 

الإسم بِيشابُور، تحفة المدينة من فنون عمرانية الساسانيين في القرن الثالث الميلادي
الدولة إیران
ولایةفارس
مدینةکاسیرون
نوعتاریخی
تسجيلاليونسكو,وطنی

استنادا الي الضرورات الآنفه الذكر في مجال العلاقات الثقافيه مع شعوب العالم ، فان رابطه الثقافه و العلاقات الاسلاميه حددت اهدافها ضمن اطر معينه ، منها تطوير و تعزيز العلاقات الثقافيه مع الشعوب و الامم المختلفه في العالم ، في سبيل ايجاد لغه واحده للحوار و التفاهم ، و ايضا القيام بالتبادل الثقافي ، و تقديم الصوره الكامله و اللائقه للثقافه و الحضاره الايرانيه و الاسلاميه ، و السعي لتعزيز العلاقات الثقافيه بين ايران و سائر دول العالم و كذلك المنظمات الدوليه ، و السعي الجاد لتحقيق الوحده الاسلاميه ، و التعريف الصحيح بمذهب اهل البيت (ع) و التخطيط و التحرك في مسير تحقيق الهدف المقدس و هو حوار الاديان و الحوار بين الحضارات [المزید]

أدخل النص الخاص بك واضغط على Enter

تغيير حجم الخط:

تغيير المسافة بين الكلمات:

تغيير ارتفاع الخط:

تغيير نوع الماوس: