تنگ چوگان ونقوشه الصخرية الغامضة

في بالقرب من المدينة التاريخية بيشابور، يقع وادي يحتوي على آثار تاريخية تعود إلى القرن الثالث الميلادي. "تنگ چوگان" هو المكان الذي ينشأ فيه نهر شابور، ويحتوي على نقوش بارزة لملوك الساسانيين. هذه النقوش تشبه تلك الموجودة في نقش رستم وبيستون، ولها قيمة تاريخية عالية.

سبب التسمية

يقال إن تنگ چوگان كان مكانًا للعب لعبة التقليدية "چوگان"، حيث كان ملوك الساسانيين يقضون وقتهم في الترفيه. في لعبة چوگان، وهي رياضة إيرانية تمامًا، يسعى فريقان من الفرسان إلى دفع كرة باستخدام عصيهم عبر خط مرمى الخصم.

الآثار التاريخية لتنگ چوگان

هناك كهف يسمى "كهف شابور" في تنگ چوگان. في هذا الكهف، توجد تمثال لشابور الساساني. كما توجد ثلاث قرى في تنگ چوگان: تنگ چوگان العليا، السفلى، والوسطى، حيث توجد أراضٍ زراعية. لهذا، فإن زيارة تنگ چوگان ستكون ممتعة ليس فقط لعشاق التاريخ، ولكن أيضًا لعشاق السياحة الطبيعية.

في تنگ چوگان، توجد ستة نقوش بارزة تخص شابور الأول (حكم من 240 إلى 270 ميلادي)، بهرام الأول (حكم من 271 إلى 274 ميلادي) وبهراهم الثاني (حكم من 274 إلى 293 ميلادي). هذه النقوش أكبر وأعظم من النقوش المشابهة التي تم حفرها في هذه الفترة.

إذا دخلت تنگ چوگان من جهة بيشابور، ستجد أربع نقوش بارزة على الجهة اليسرى (الشمالية) واثنين على الجهة اليمنى (الجنوبية). من بينها، ثلاث نقوش تتجاوز مساحتها 30 مترًا مربعًا ويمكن تحديد أكثر من 30 شخصية في هذه النقوش.

1. النقش البارز الأول لشابور الأول يروي هذا النقش انتصار شابور الأول على إمبراطور روما. في النقش، يظهر شابور الأول وأهورامزدا على ظهور الخيل أمام بعضهما البعض. جثة الإمبراطور جرديانوس، إمبراطور روما، تحت قدمي حصان شابور، بينما يقع أهرمان تحت قدم حصان أهورامزدا. كما يظهر في النقش الإمبراطور فيليب، إمبراطور روما الآخر، جاثيًا أمام حصان شابور.

2. النقش البارز الثاني لشابور الأول يظهر نصف جسد شابور الأول وهو على ظهر حصانه في وسط الصورة. يضع شابور تاجًا ذي قمة مخروطية، ويقبض بيده اليمنى على معصم الإمبراطور روماني فاليريان. في المقدمة، يظهر فيليب إمبراطور روماني آخر وهو جاثٍ أمامه، بينما يظهر طفل عارٍ وله جناحان يطير فوقهم. في الصفين الأيسر والأيمن، يظهر الفرسان والضباط في الجيش الساساني.

3. النقش البارز الثالث لشابور الأول تحتوي هذه النقوش على أكثر من 100 شخصية يمكن التعرف عليها. هذا النقش أيضًا يروي انتصار شابور على الإمبراطورين الرومانيين. يتم رسمه داخل إطار مربع، ويظهر شابور في مركز النقش، على حصانه، ممسكًا بيد الإمبراطور فاليريان الذي وقع في الأسر. في المقدمة، يظهر فيليب جاثيًا أمامه وجثة جرديانوس تحت قدمي حصانه. على الجهة اليمنى، يظهر 71 قائدًا فارسيًا على خيولهم. للأسف، بسبب تدفق المياه وتآكل الصخور في هذا الجزء، تم تدمير رؤوس هؤلاء القادة. على الجهة اليسرى، يظهر الجيش الروماني في خمس صفوف على خيولهم، وفي أعلى الصورة، يظهر أشخاص يحملون تيجانًا وأسودًا وقطعًا من الذهب والفضة.

4. النقش البارز الأول لبهرام الثاني يصور هذا النقش انتصار بهرام الثاني على المتمردين. يظهر بهرام بشعر ولحية طويلين وهو يرتدي تاجًا ذو أجنحة على رأسه. كما يمكن التعرف على الجزء العلوي من ملابسه الضيقة والسروال الواسع. يقف أحد القادة المقربين من بهرام أمامه، ويظهر تصويره بشكل كامل. وراء هذا القائد، يظهر ثلاثة من الشخصيات البارزة من العرب ومعهم هدايا مثل الخيول والجمال.

5. النقش البارز الثاني لبهرام الثاني تبلغ أبعاد هذا النقش 5 متر × 5.1 متر. في هذه النقوش، يكون جسد بهرام الثاني أكبر من النقوش الأخرى ويحمل علمًا في يده اليمنى ويمسك بمقبض سيف في يده اليسرى. على يمين الملك، يظهر حاشيته من البلاط الساسانيين وهم يعبّرون عن احترامهم، وعلى يسار الملك يظهر أشخاص يحملون أسرى. خلف بهرام الثاني، هناك عشرة من الشخصيات البارزة، وفي نهاية الصورة يظهر فيل.

6. النقش البارز لبهرام الأول في هذا النقش، يظهر بهرام الأول وهو يتلقى النعمة الإلهية من أهورامزدا. كما يظهر أيضًا انتصاره على الجيش الروماني. بين هذه النقوش الستة، يعد هذا النقش الأكثر حفاظًا عليه، ويتميز بدقة التفاصيل في إظهار التجاعيد والملابس.

على الجهة اليسرى من النقش، يظهر أهورامزدا وهو يمتطي حصانًا ويحمل تاجًا ذو قمة مخروطية وحلقة ملكية في يده. على الجهة اليمنى، يظهر بهرام وهو يرتدي تاجًا ويرتدي ملابس ملكية وهو على حصانه.

تسجيل تنگ چوگان الوطني

تم تسجيل تنگ چوگان في قائمة الآثار الوطنية الإيرانية في عام 1932 ميلادي.