شلال دره‌گاهان، معلم طبيعي بالقرب من قلعة غامضة

على الرغم من أن معظم مناطق محافظة يزد تعتبر صحراوية، وأن مناخها حار وجاف، إلا أن هناك العديد من المعالم الطبيعية الجميلة والجذابة في مناطق مختلفة من المحافظة. ومن بين هذه المعالم، شلال دره‌گاهان الموسمي الذي يقع بالقرب من مدينة تفت.

أين يقع شلال دره‌گاهان؟

يقع شلال دره‌گاهان في جنوب مدينة تفت. تبعد تفت عن مدينة يزد حوالي 22 كيلومترًا، وتعتبر واحدة من المدن الجبلية في المحافظة نظرًا لموقعها في سفوح جبل شيركوه. يعد جبل شيركوه بارتفاع 4075 مترًا أحد قمم السلسلة الجبلية المركزية في إيران، وهو أعلى قمة في محافظة يزد. وبفضل مناخها المعتدل، شهدت مدينة تفت بساتين غنية بالرمان.

للوصول إلى شلال دره‌گاهان، يجب التوجه من مدينة يزد إلى تفت، ومن ثم بعد عبور الطريق السريع المحيط بمدينة تفت، الدخول إلى شارع طريق الرضا.

مميزات شلال دره‌گاهان

يعد شلال دره‌گاهان شلالًا موسميًا بارتفاع يبلغ حوالي 20 مترًا. يمكن اعتباره الشلال المهم الوحيد في محافظة يزد، حيث يقع في مسار وادي يسمى لاكانو. الماء الجاري في هذا الشلال يأتي من سفوح جبل شيركوه، ويغذيه ذوبان الثلوج المتراكمة عليه تدريجيًا. عادةً ما يكون هذا الشلال في ذروته من أوائل الربيع حتى الصيف، وفي فصلي الصيف وأوائل الخريف، حيث تقل الأمطار في المنطقة، يصبح الشلال جافًا.

الطبيعة والمعالم السياحية لشلال دره‌گاهان

توفر الطبيعة المحيطة بشلال دره‌گاهان فرصة ممتازة لممارسة رياضة تسلق الجبال، وقد أصبحت هذه المنطقة مزارًا جميلًا للزوار. لا توجد الكثير من النباتات حول الشلال، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى الطبيعة الصخرية للجبل، مما يجعل من الصعب نمو الأشجار بشكل ملائم.

في منطقة دره‌گاهان، توجد قلعة أثرية تسمى بهلوان بادي، وتقع هذه القلعة على قمة جبل مليك على صخرة مرتفعة. وفقًا للروايات المحلية، كانت هذه القلعة ملجأ لشخص يسمى بهلوان بادي. تقول بعض الروايات الشعبية أن بهلوان بادي، بعد هروبه من الملك الظالم في زمانه، قام ببناء القلعة ليكون مكانًا للإقامة. ويعتقد الناس أنه كان يمتلك قوة هائلة وكان يحصل على طعامه من القوافل التي كانت تمر أسفل الجبل، حيث كان يرسل سلسلة طويلة ليحصل على الطعام منها. وعندما علم الملك بهذه القوة، دعا بهلوان بادي إلى مأدبة ونسج مؤامرة أدت إلى انهيار قوته، وفي النهاية قام الملك بقتله.

يعتقد أن بناء القلعة يعود إلى ما قبل الإسلام. بجانب القلعة توجد بقايا طاحونة هواء محلية تسمى بالوون.

إن المسافة بين الوادي والقلعة تقدر بحوالي ثلاثة كيلومترات، ولكن الطريق الوعر يجعل الرحلة أكثر صعوبة مما يظن البعض. القلعة مبنية من الطوب الرقيق وتغطي مساحة إجمالية تقدر بـ 1500 متر مربع. إن استخدام الطوب في بناء القلعة، رغم صعوبة التضاريس، يعد من عجائب هذه القلعة.

على الرغم من الأساطير المتداولة حول قوة بهلوان بادي بين سكان المنطقة، فإن هذا الاسم يستخدم أيضًا مجازيًا للإشارة إلى الأشخاص الذين يظهرون بمظهر ضخم ومرعب، ولكنهم يفتقرون إلى الشجاعة والجرأة.

المعالم السياحية الأخرى في منطقة شيركوه

من المعالم الطبيعية الأخرى القريبة من شلال دره‌گاهان تشمل: بيت الثلج الدائم طرزجان، جبل عقاب، غار نباتي، ومنتجعات سانيتش، منشاد، نير، فراشاه، توده، بيداخويد، سخويد، زردين، وتنك چنار، التي تعتبر مناطق طبيعية وبكر في حواف جبل شيركوه.

ما هو أصل اسم دره‌گاهان؟

أحد الاحتمالات حول اسم دره‌گاهان هو أنه يشير إلى موسم المياه المتقطع في هذا الوادي، بمعنى أن الشلال والمياه الجارية تظهر في بعض الأحيان فقط، وبالتالي لا ينبغي توقع وجود الشلال في جميع فصول السنة.

نظرًا لأن بعض سكان المنطقة يعتبرون هذه المنطقة مكانًا مناسبًا لرعي الحيوانات، ينطقون اسم دره‌گاهان كـ دره‌گاوان، أي وادي مناسب للماشية.

بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال ثالث يرتبط بالطقوس والتقاليد الزرادشتية التي كانت موجودة في هذه المنطقة منذ آلاف السنين. وحسب هذا الاحتمال، فإن كلمة گاهان تشير إلى المراسم الزرادشتية التي كان الزرادشتيون يأتون إليها لأداء طقوسهم الدينية.