الرقص الأذري، رمز أصالة ثقافة أذربيجان

يعود تاريخ الرقص الأذري إلى ثمانية آلاف عام، وكان منذ بدايته يحمل أبعاداً روحية ودينية. تُظهر دراسة تاريخ أذربيجان ثراءً ثقافياً كبيراً، ويُعد الرقص الأذري أحد أبرز هذه المعالم الثقافية، فقد استُخدم هذا الرقص في الطقوس الدينية والعبادة، وكذلك كجزء من برامج الصيد، الاحتفالات بالفرح والحزن، التحضيرات للحرب، وغرس الروح الحماسية.

تاريخ الرقص الأذري:
تنتشر أنواع مختلفة من الرقص الأذري في مناطق الناطقين بالأذري في إيران، وكذلك في تركيا والقوقاز. ويعتقد الخبراء أن عمر هذا الرقص يصل إلى ثمانية آلاف سنة. على مر التاريخ، تطورت أشكال الرقص الأذري وفق الأحداث التاريخية واكتسبت أساليب واستخدامات جديدة. يبدو أن الرقص الأذري نشأ في البداية كجزء من الطقوس التعبدية، ثم ارتبط بالشعر والعادات الأذرية، ليصبح لاحقاً جزءاً من جميع المناسبات الاجتماعية والثقافية لأهالي أذربيجان.

خصائص الرقص الأذري:
ساهم تنوع المناطق التي يعيش فيها الأذريون في ثراء الرقص الأذري، ورغم ذلك حافظ الرقص المحلي على أسلوبه وشكله العام عبر الزمن. عادةً يُؤدى الرقص الأذري بثلاثة أنماط:

1. سريع في شكل دائري.

2. مع الأغنية واللحن، حيث يرقص الراقص في مكانه ببطء.

3. دائري وحماسي جداً، ويحتاج للياقة بدنية عالية.

يتنوع وضع جسد الراقص بحسب الموضوع الذي يعبر عنه، فقد يقف على أطراف أصابعه ليظهر رشاقته، أو يبرز صدره لإظهار القوة والهيبة، وأحياناً يقوم بالقفزات العالية المتكررة.

رقص اللزکي:
لرقص الأذري أنواع عديدة، لكن أشهرها رقص اللزکي المنتشر في تبريز وبقية المدن الأذرية في إيران. يتميز اللزگي بحركاته السريعة والمعقدة ويعرف بأنه رقص احتفالي وحربي. يُعتقد أن أصله من منطقة تحمل نفس الاسم في شمال أذربيجان. يبدأ اللزگي بحركات خفيفة وقفزات صغيرة، ثم تتسارع الحركات مع زيادة الإيقاع، ويصبح معقداً مع الدوران والقفز وحركات أعضاء الجسم. معظم الحركات تركز على الأرجل، بينما تُستخدم اليدان للحفاظ على التوازن، وعندما يصل الرقص لذروته، تزداد حركات اليدين سرعة.

يرتدي الراقص في اللزگي عادة زيّاً تقليدياً أسود وأحمر مع أحذية طويلة وقبعة صوفية بيضاء. اللون الأحمر يعكس حماسة الراقص، والأسود يرمز للغموض والكمال، والأبيض للصدق والاعتدال، والأحذية الطويلة ترمز للاستعداد للحرب والشجاعة.

كيفية الأداء:
يؤدى اللزگي فردياً أو جماعياً، وأحياناً ثنائياً كنوع من المنافسة لإظهار الرشاقة واللياقة البدنية. وفي بعض الأحيان يُستخدم العصا أو السيف، للدلالة على روح القتال والشجاعة لدى الراقصين.