ثقافة سوق طهران، تجلٍّ للثقافة الأصيلة للتجارة في إيران
طهران بعد اختيارها عاصمة لسلالة القاجار في مارس 1785 ميلادي (نوروز 1164 هجري شمسي) شهدت تحولات كبيرة وأصبحت اليوم مدينة كبرى. ومع ذلك، يعود تاريخ طهران إلى قرون قبل حكم القاجار. توجد آثار من عصر شاه تهماسپ (القرن السادس عشر الميلادي) وحتى ما قبل ذلك، من العصور السلجوقية والإلخانية (القرون الحادية عشر إلى الثالث عشر الميلادي)، ومن أقدم الآثار المكتشفة في المنطقة قبور عمرها 3500 سنة في منطقة شميران. وفي عام 2014 ميلادي (1393 هجري شمسي) تم اكتشاف جثة امرأة تبلغ من العمر 35 عاماً في شارع مولوي بطهران، والتي تبين وفق الأبحاث أنها توفيت منذ حوالي 7000 سنة، مما أعاد النظر في تقدير عمر طهران. ورغم أن بعض الخبراء اعتقدوا أن طهران لم تكن مأهولة بالسكان الدائمين في ذلك الوقت وأن المرأة توفيت أثناء مرورها بالمنطقة ودُفنت هناك… إلا أنه من المؤكد أن طهران كانت على الأقل منذ عدة قرون المركز السياسي والاجتماعي الرئيسي لإيران، ما جعلها محور تبادلات اقتصادية كبيرة. وهذه الظروف زادت من أهمية سوق طهران وأسست لثقافة خاصة فيه.
سوق طهران: التاريخ والأهمية
سوق طهران اليوم يمتد على مساحة 105 هكتارات، ويتردد عليه يومياً حوالي 400 ألف شخص. ويُعتقد أن تأسيسه يعود إلى عهد شاه تهماسپ.
نظراً للعلاقة الوثيقة بين السياسة والاقتصاد، كانت الأسواق المهمة والمراكز السياسية تتقاطع في المدن القديمة بإيران. وفي طهران، يظهر هذا التلاقي بوضوح، حيث تأسست الأحياء القديمة المهمة حول السوق، مثل حي الأرگ، حي السوق، درخونگاه وعودلاجان حول ميدان گلوبندك، الذي يمثل مركز السوق. ولاحقاً، ظهر حي دولت فوق هذه الأحياء.
السوق معروف بمكانته الاقتصادية، لكنه يمتلك أيضاً أبعاداً ثقافية مهمة. فبفضل التفاعل المستمر للناس فيه، يُعتبر السوق مؤسسة اجتماعية. علاوة على ذلك، فإن ارتباط السوق بالسلطة السياسية يعزز مكانته ويؤثر على البيئة المحيطة به تأثيراً واسع النطاق.
الأبعاد الثقافية لسوق طهران
سوق طهران يتميز بجوانب جذابة وملفتة للنظر. من الصباحات المزدحمة بالنشاط قبل شروق الشمس، حين يحضر التجار إلى محلاتهم، وحتى حركة الناس وشراء وبيع السلع يومياً، كل ذلك يظهر جزءاً من سحر السوق. لدى التجار القدامى عادة قبل فتح المحل بأن يقرأوا فاتحة على أرواح المتوفين ويبدأوا عملهم بذكر الله. كما يتبادل التجار التحية والمجاملة منذ الصباح وحتى نهاية يوم العمل.
قبل توسع المدينة، كانت منازل التجار قريبة من محلاتهم، لكن مع ارتفاع أسعار العقارات، تحولت بعض المنازل إلى ممتلكات تجارية وانتقل التجار للعيش في مناطق أخرى. على عكس ما تشير إليه بعض النظريات الاقتصادية الحديثة، لا يسعى تجار سوق طهران إلى تعظيم أرباحهم بشكل مطلق، بل إذا وصلوا إلى ربح مناسب، يوجهون العملاء إلى محلات أخرى لتمكين الآخرين من البيع والربح أيضاً.
من عادات السوق نقل الحرفة إلى الأجيال التالية، حيث يعلم صاحب المحل ابنه أو أبناءه مهنته ويترك المحل لهم. كما أن المعاملة العادلة والابتسامة جزء من آداب السوق، وهي نابعة من المعتقدات الدينية للتجار، ما جعل للمساجد دوراً مركزياً في الأسواق. فقد كان التجار في الماضي يحضرون دروس العلماء قبل العمل ويتعلمون كتباً مثل "المكاسب" التي توضح أحكام التعامل التجاري وفق الشريعة.
في عهد القاجار، كانت أهمية السوق كبيرة لدرجة إقامة الاحتفالات فيه، مثل حضور العائلة الملكية في محرم والمشاركة في مراسم العزاء. واليوم، تظل مراسم محرم جزءاً من الثقافة السوقية، حيث يغطي التجار الممرات بالسواد ويؤجلون فتح محلاتهم إلى بداية المراسم. وإغلاق السوق من اليوم السابع لمحرم حتى اليوم الثالث من ذكرى استشهاد الإمام الحسين هو تقليد قديم لا يزال قائماً.
في الماضي، كانت أهمية السوق تستدعي إنشاء مؤسسات لتنظيم التبادلات الاقتصادية مع المدن الأخرى، مثل القوافل المخصصة للسوق. واليوم، توجد قوافل مثل "خوانساريها" و"يزديها" التي تعكس تواصل سكان تلك المناطق مع طهران والتبادل الاقتصادي المصاحب له، ما ساهم في نقل المهارات والثقافة وظهور ثقافات فرعية متنوعة.
| الإسم | ثقافة سوق طهران، تجلٍّ للثقافة الأصيلة للتجارة في إيران |
| الدولة | إیران |
| ولایة | طهران |
| مدینة | طهران |
| نوع | آخر |
| تسجیل | وطنی |










Choose blindless
العمى الأحمر العمی الأخضر العمی الأبیض اللون الأحمر من الصعب رؤیته اللون الأخضر من الصعب رؤیته اللون الأزرق من الصعب رؤیته أحادی اللون أحادی اللون خاصتغییر حجم الخط:
تغییر المسافة بین الکلمات:
تغییر ارتفاع الخط:
تغییر نوع الماوس: