الجوانب الثقافية والتربوية لقراءة الشاهنامه

الجوانب الثقافية والتربوية لقراءة الشاهنامه

الجوانب الثقافية والتربوية لقراءة الشاهنامه

قد لا يمكن تحديد نقطة بداية دقيقة لظاهرة قراءة الشاهنامه، لكن المؤكد أن هذا التقليد يمتد لقرون طويلة. فقد أشار فردوسي نفسه في شاهنامه إلى أن تأليف هذا العمل العظيم اكتمل في 8 مارس 1010 ميلادية (19 اسفند 400 هجري شمسي). وفي تلك الفترة، كان الإيرانيون يعيشون تحت الاحتلال الأجنبي وظروف حياتهم قاسية. كان الكثير من الشعراء في ذلك الوقت يمدحون الحكام للحصول على رزقهم—فقد ذُكر أن 400 شاعر كانوا في بلاط محمود الغزنوي (الحكم من 998 إلى 1002 ميلادية). لكن فردوسي، رغم عظمته، رفض هذا الطريق، لأنه كان همه الحفاظ على مجد إيران ولغة الفارسية. كان يعلم أنه في ظل غزو الأتراك لإيران، يجب حماية اللغة الفارسية، وإلا ستختفي. وأكد في كتابه الخالد أن شاهنامه أصبح واحداً من أعظم التراثات الإيرانية، وظهرت حوله تقاليد مثل قراءة الشاهنامه

الجوانب المختلفة لقراءة الشاهنامه

قراءة الشاهنامه هو فن قراءة أبيات شاهنامه بنغمة معينة. كان للشاهنامه‌خوانين مكانة مميزة في المجتمع الإيراني، وكانوا يُدعون إلى مجالس النبلاء والملوك لسرد قصص شاهنامه لهم. وكان يُعتقد أن قراءة شاهنامه تعزز روح الفروسية، الفضيلة، وتربية جيدة للأبناء.

يمكن اعتبار شاهنامه دستور الثقافة الإيرانية، فهو يعلم الوطنية والأخلاق ويجعل تاريخ الأجداد حاضراً أمام أعين الناس. ومن هذا المنطلق، تُعد شاهنامه‌خوانی وسيلة للتزود من بحر لا ينضب من التعاليم الأخلاقية والبصيرة. لا تقتصر تعاليم فردوسي على الفروسية والشجاعة فحسب، بل تتناول أيضاً التحولات الإنسانية وفق الزمان والمكان.

النغمة والإلقاء

شاهنامه منسجم عروضياً في جميع 60 ألف بيت، واختار فردوسي وزناً مثالياً للتعبير عن الملحمة. لذا، يأخذ قراءة الشاهنامه عادة نغمة بطولية، لكنه يضفي تغييرات على صوته ليعبّر عن الأحداث العاطفية والحزينة. نجاح قراءة الشاهنامه يعتمد على نقل المشاعر بصدق، ومعرفة النص جيداً، وإتقان التلاعب بالنبرة الصوتية، وفهم السياق التاريخي للكتاب.

قراءة الشاهنامه مقابل النقال

النقال يختلف عن قراءة الشاهنامه؛ فهو غالباً يؤدي في المقاهي أمام جمهور مباشر، يستخدم عصا ويمثل الحركات كما لو كان في ساحة معركة، مضفياً حركة وحيوية على القصة. قد يروي النقال قصة من شاهنامه، لكنه ليس ملزماً بذلك، وحركته دائماً ديناميكية ومبالغ فيها.

أما قراءة الشاهنامه فهي ممارسة عامة، وأقل اعتماداً على الحركة، وأكثر على نقل الشعور من خلال الصوت. في بعض المناطق الإيرانية، تُرافق شاهنامه‌خوانی بالعزف على آلات موسيقية مثل الكمانچه، وتُؤدى ضمن أنماط غنائية مثل چهاگاه وماهور.

الإسم الجوانب الثقافية والتربوية لقراءة الشاهنامه
الدولة إیران
نوعفنی
تسجیلوطنی
أدخل النص الخاص بک واضغط على Enter

تغییر حجم الخط:

تغییر المسافة بین الکلمات:

تغییر ارتفاع الخط:

تغییر نوع الماوس: