قرع الألواح الخشبية:أسلوب العزاء المميز في قرية فيروزسالار يوم تاسوعاء الحسين

احترام الإمام الحسين وأصحابه

يُعد احترام الإمام الحسين وأصحابه، الذين استشهدوا مظلومين في يوم عاشوراء سنة 61 هـ / 680 م دفاعًا عن الحق والعدل في معركة غير متكافئة ضد جيش يزيد بن معاوية، أحد ركائز الثقافة الإيرانية. ومنذ القدم، يقوم الإيرانيون في شهر محرم بإحياء مراسم العزاء، تكريمًا لتضحيات الإمام الحسين وأصحابه، وتجديدًا للبيعة معهم.

على مر التاريخ، اكتسبت مراسم العزاء في محرم في مختلف مناطق إيران طابعًا ثقافيًا خاصًا يعكس معتقدات وعادات كل مجتمع. وفي قرية فيروزسالار، يُقام يوم تاسوعاء نوع مميز من العزاء يُعرف باسم "تختة‌زني فيروزسالار"، وقد أُدرج هذا الطقس في قائمة التراث الثقافي غير المادي الوطني الإيراني. ويسمى هذا الطقس في اللغة المحلية "تخته‌ چالارلار".

موقع قرية فيروزسالار

تقع فيروزسالار ضمن مدينة آذرشهر، في غرب محافظة أذربيجان الشرقية، وكانت تُعرف قديمًا باسم دهخوارقان، نسبةً إلى طبيعة الأرض المنبسطة والمنخفضة في المنطقة. ويبلغ عدد سكان القرية نحو 2,500 نسمة، ما يجعلها واحدة من أكبر قرى آذرشهر. تضم القرية عدة آثار تاريخية، منها حمام وعمار قديمة، ويعمل معظم السكان في الزراعة. كان الماء يُستمد سابقًا من عدة قنوات جوفية، لكنها فقدت فعاليتها في الوقت الحاضر.

خصائص وطرق أداء مراسم "قرح الآلواح الخشبیة"

يعتقد أهالي فيروزسالار أن طريقة العزاء هذه تُظهر احترامهم للإمام علي الأكبر، أكبر أبناء الإمام الحسين، وللشخصية الشريفة القاسم بن الحسن، ابن الإمام الحسن المجتبى وأخو الإمام الحسين الأكبر، الذين قاتلوا ببسالة في معركة عاشوراء واستشهدوا فيها.

بعد ظهر يوم تاسوعاء، ينطلق المشيعون من نقاط محددة في صفوف منظمة. على طول المسار، يوزع السكان هدايا ونذور لإكرامهم. يشكل المشيعون عمودين على جانبي الطريق، ويُعزف الطبول الكبيرة والصفارات والمزامير بإيقاع ثلاثي، وكان يُستخدم هذا الأسلوب في القديم كإعلان التحذير في الحروب، وهو رمز لرغبة المشاركين في التواجد في ساحة كربلاء والدفاع عن الإمام الحسين.

يتضمن الطقس استخدام ألواح خشبية قصيرة بمقبض، بسمك نحو 3 سم وطول المقبض 10–20 سم. في الضربتين الأوليين، تُضرب الألواح قرب الركبتين، أما الضربة الثالثة فترفع فوق الرأس، ويتزامن ذلك مع ذكر اسم "حسين". ويُتلى في هذه اللحظة أشعار قصيرة تمتدح الإمام الحسين، وعلي الأكبر، والقاسم بن الحسن.

أحيانًا، يُنفّذ الضربة الثالثة مع قفزة للتعبير عن الحماس أو لزيادة سرعة الحركة ضمن الصفوف.

في بداية الموكب، تُحمل رايات مصنوعة من الأقمشة السوداء والملونة، تحمل أسماء شهداء كربلاء. ويسير الشيوخ وكبار السن في المقدمة، يليهم الشباب والمراهقون في الوسط، وأخيرًا الأطفال. عادةً ما تنتهي مراسم تختة‌زني فيروزسالار عند غروب يوم تاسوعاء.

تسجيل مراسم "قرح الآلواح الخشبیة"

تم تسجيل هذا الطقس في قائمة التراث الثقافي غير المادي الوطني الإيراني عام 2012 م (1391 هـ ش).