تعزيه قرية توت: نموذج أصيل للشبيه‌خواني الإيراني

تعزيه قرية توت: نموذج أصيل للشبيه‌خواني الإيراني

تعزيه قرية توت: نموذج أصيل للشبيه‌خواني الإيراني

التعزيه أو الشبيه‌خواني في إيران: مراسم دينية تقليدية في قرية توت

التعزيه أو الشبيه‌خواني هو عرض طقوسي عادةً ما يروي ويعيد تمثيل الأحداث المتعلقة باستشهاد الإمام الحسين وأصحابه الكرام في كربلاء. وله جذور تاريخية عميقة، ويُقام اليوم في العديد من المناطق بشكل سنوي، لا سيما في شهري محرم وصفر كجزء من تقليد قديم. وتعد محافظة يزد، كونها من المناطق العريقة في إيران التي تشتهر بعاداتها في إحياء ذكرى الإمام الحسين، من المراكز الرئيسية لإقامة التعزيه. ففي هذه المحافظة تُقام التعزيه في العديد من المراكز والهيئات المخصصة للعزاء في المدن والقرى، ومن بينها قرية توت التي اشتهرت بإقامة مراسم التعزيه السنوية. تقع هذه القرية ضمن تابعيات مدينة أردكان على بُعد 60 كيلومترًا شرق المدينة، ويقال إن سبب تسميتها يعود لوجود أشجار التوت الكثيرة فيها.

التعزيه في قرية توت: الخصائص وطريقة الإقامة
لا يُعرف بالضبط أصل إقامة التعزيه، لكن بعض المؤرخين يرجعونها إلى ما قبل الإسلام، فيما يرى آخرون أنها شكل متطور من شعائر الحداد الأولية لدى الشيعة على استشهاد الإمام الحسين وأصحابه، ويعتقدون أن أولى التعزيات في إيران ظهرت في عهد حكم آل بويه (القرن العاشر الميلادي). وبلغ هذا الفن ذروته في عهد القاجاريين وحظي باهتمام كبير. وفي فترة حكم رضا شاه (1925–1941 ميلادي) حاول القضاء على المراسم الدينية، إلا أن التعزيه عاد إلى الحياة بعد سقوطه. اليوم تختلف أساليب إقامة التعزيه من حيث الأداء والموسيقى وأسلوب التمثيل عن الماضي، ومع ذلك يحرص الناس على حضورها.

في قرية توت، يُقام التعزيه بأسلوب تقليدي منذ أكثر من 100 عام، ويشير السكان إلى وثيقة وقف تعود إلى عام 1126 هـ.ق (1714 م) كدليل على قدم هذا التقليد. وحتى في فترة منع رضا شاه لأي مراسم عزاء، وفرض عقوبات صارمة على المخالفين، استمر إقامة التعزيه في توت بلا انقطاع حتى اليوم.

مدة وفعاليات التعزيه
تُقام مراسم التعزيه في توت لمدة خمسة أيام في العشرة الأخيرة من شهر صفر. يأتي آلاف الزوار إلى هذه القرية الصغيرة لمشاهدة عدة عروض في «حسينية قرية توت في أردكان». بعض الزوار من القرى المجاورة يقطعون الطريق سيرًا على الأقدام اعتقادًا بأن ذلك يجلب لهم الأجر والثواب الأخروي. إلى جانب التعزيه، تُقام مراسم نخل‌برداري، التي تبدأ عادةً بتلاوة چاوشي، يليها الصدر‌زنّي واللطم، ثم نخل‌برداري أو حمل العلم، وفي النهاية يُقام عرض التعزيه نفسه.

معظم الفنانين والمشاركين في تعزيه قرية توت يأتون من عائلات متوارثة، حيث ورثوا هذه المهنة من آبائهم، وهو ما ساعد على المحافظة على أصالة التعزيه وتقديمه بالأسلوب التقليدي. ومن المعتاد أن تُسند إقامة المراسم في كل ليلة إلى أحد العشائر. خلال الحدث، يُقدّم الطعام والشراب للمعزين من التبرعات المحلية، ويُعد شرب زهرة البلوط (گل گاوزبان) من أشهر المشروبات التقليدية.

التسجيل الوطني لتعزيه قرية توت
تم تسجيل تعزيه قرية توت في قائمة التراث غير المادي الوطني الإيراني في عام 2009 (1388 هـ.ش) برقم 53.

الإسم تعزيه قرية توت: نموذج أصيل للشبيه‌خواني الإيراني
الدولة إیران
ولایةیزد
مدینةأردکان
نوعمتدین
تسجیلوطنی
أدخل النص الخاص بک واضغط على Enter

تغییر حجم الخط:

تغییر المسافة بین الکلمات:

تغییر ارتفاع الخط:

تغییر نوع الماوس: