الدور التربوي والتعليمي واللغوي للأغاني المهدئة في الثقافة الإيرانية

الدور التربوي والتعليمي واللغوي للأغاني المهدئة في الثقافة الإيرانية

الدور التربوي والتعليمي واللغوي للأغاني المهدئة في الثقافة الإيرانية

اللالايي هي أشعار تُغنى بطريقة موسيقية عند نوم الأطفال بواسطة الأمهات. وقد كانت قراءة هذه الأشعار شائعة بشكل تقليدي بين الأمهات الإيرانيات، وانتقلت من جيل إلى جيل. واليوم تُعد اللالايي إرثًا غير مادي ثمينًا في مجال الأدب الشفهي.

خصائص اللالايي

أولًا وقبل كل شيء، تُغنى اللالايي بهدف دعوة الطفل إلى الهدوء. لذلك، يكون الأسلوب المستخدم فيها هادئًا وموسيقياً. عادةً، تضع الأمهات الرضع والأطفال قبل النوم في المهد وتحركونه بحركة متأرجحة موزونة. ويتناغم الإيقاع الذي تغني به الأم الأشعار مع هذا التأرجح لإحداث أقصى قدر من الهدوء لدى الطفل.

تحاول الأم أن توصل طفلها إلى حالة كاملة من الهدوء والنوم من خلال اللالايي، لذلك لا تُستخدم الآلات الموسيقية، ويقتصر الأداء على صوت الأم وحده. تستفيد الأم من قدراتها الصوتية المختلفة حسب حالة طفلها، وقد يتراوح صوتها بين أسلوب يشبه النحيب وأسلوب يشبه الهمس.

الأطفال الذين لديهم علاقة عاطفية قوية مع أمهم، يبدأون عند سماع اللالايي أولى تواصلاتهم الكلامية معها، وبهذه الطريقة يتعلمون مهارات لغوية للمرة الأولى. ويعتقد بعض اللغويين أن تعلم اللغة الأم يبدأ بالتعرف على الأصوات والحروف، ثم الكلمات، وأخيرًا الجمل وبنيتها، ليتمكن الطفل من فهم الهياكل اللغوية المعقدة. وهذه النظرية توضح بجلاء وظيفة وأهمية اللالايي.

کارکرد اولیه لالایی آرام کردن کودک و خواباندن اوست

يمكن وصف اللالايي على أنه التقاء اللغة واللهجة مع الموسيقى. هذا العنصر الثقافي، بأصفى صوره، يُعد مثالًا حيًا للأدب الشفهي، حيث لا تدخل أي تعليمات منهجية في صُنعه، بل تنفذه الأمهات بشكل فطري وغريزي. ومن خصائص اللالايي في مختلف الأعراق الإيرانية ارتباطها بالموسيقى الفلكلورية والمحلية، حيث تتبع الأمهات عند غنائها ألحانًا ومقامات خاصة شائعة بين قومهن.

تاريخ اللالايي ومحتواه

لا يمكن الإدلاء برأي دقيق حول نشأة اللالايي، لأن معظمها وُلد عفويًا وانتقل من جيل إلى جيل. وهذا يجعل اللالايي مساحة لتجلي خبرة الأم ومعرفتها وتجربتها في التعبير عن إدراكها لمخاطر الحياة واحتياجات الطفل المستقبلية. عند دراسة محتوى اللالايي، يمكن العثور على العديد من الأمثلة المرتبطة مباشرة بتجارب الأمهات الحياتية: ففي بعض المناطق، تحذر الأمهات أطفالهن في أغانيهن من الحيوانات مثل الثعابين والعقارب، التي قد تسبب الأذى عند التعامل معها بلا حذر. وفي مناطق أخرى، تروي الأمهات قصص الحروب والشجاعة للأجيال الصغيرة.

عنصر آخر شائع في اللالايي هو المعتقدات الدينية والروحية، التي تعلم الحقائق الوجودية للحياة وتمنح الطفل بصيرة وفهمًا للعالم من حوله. بشكل عام، المحتوى الجميل والحيوي والمتقن لللالايي يجعل منه منتجًا ثقافيًا ثمينًا.

بالإضافة إلى الجوانب العاطفية، تحمل اللالايي طبيعة تعليمية، حيث تعلم الطفل، بجانب اللغة، أساليب التعامل مع الآخرين، واحترام الوالدين، والتواصل مع الطبيعة، ومهارات الحياة اليومية وغيرها من الأمور. وفي المرحلة التي يكون فيها الطفل أكثر قابلية للتفاعل والتعلم، يشكل استماع الطفل لكلام الأم وفهمه الأسس التربوية واللغوية لديه.

کودک که نخستین ارتباط عاطفی را با مادر برقرار می‌کند، با لالایی الگوهای کلامی را نیز از او فرامی‌گیرد

تدخل الأمهات في محتوى وأداء اللالايي يكون بمستوى عالٍ، بحيث يمكن أحيانًا التعرف على شخصية الأم وصفاتها النفسية من خلال أغانيها المهدئة. كما يمكن ملاحظة الاختلافات في الأسلوب التعبيري والسلوكي بين الأعراق والثقافات الفرعية المختلفة في اللالايي، وفي الوقت نفسه تكشف دراسة محتوى اللالايي بين مختلف الأعراق والثقافات الفرعية الإيرانية عن العديد من القواسم المشتركة.

لقد جعلت وظيفة ومحتوى اللالايي بعض الباحثين يعتبرونها مؤثرة في تكوين الروح الوطنية والإيمان الروحي، ويصفونها بخيط روحاني غير مرئي يمتد من فم الأم إلى أذن الطفل، ويربط قلبه بأرضه ووطنه.

الإسم الدور التربوي والتعليمي واللغوي للأغاني المهدئة في الثقافة الإيرانية
الدولة إیران
نوعآخر
تسجیللا یوجد تسجیل
أدخل النص الخاص بک واضغط على Enter

تغییر حجم الخط:

تغییر المسافة بین الکلمات:

تغییر ارتفاع الخط:

تغییر نوع الماوس: