قرية فاراغه في أبركوه وطقوسها في عيد الغدير

أبركوه وقرية فاراغه

أبركوه إحدى مدن محافظة يزد، ويبلغ عدد سكانها نحو 60 ألف نسمة. تتميز أبركوه بمناخ جاف وصحراوي، مع قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة. ومع ذلك، تتمتع قرية فاراغه، إحدى قرى هذه المدينة، بمناخ معتدل وبارد نسبيًا، ما يجعلها مناسبة للزراعة والبستنة، وتُعد من المقاصد السياحية في محافظة يزد وملاذًا ترفيهيًا لسكان المنطقة.

السكان والجغرافيا

يبلغ عدد سكان قرية فاراغه قليلًا فوق الألف نسمة. يتحدث أهلها اللغة الفارسية بلهجة خاصة تُعرف بـ "اللهجة الفاراغهية". تشير بعض المصادر إلى أن بعض سكان لر هاجروا إلى القرية قبل نحو 200 عام، لذلك تحمل لهجة القرية بعض التشابه مع اللغة اللرية. ويعود معظم سكان القرية إلى قبيلة البختياري، ويشتهرون بالكرم وحسن الضيافة.

تقع فاراغه بالقرب من محافظة فارس، على بعد نحو 15 كيلومترًا من حدودها، وتمتد على مساحة حوالي 62 هكتارًا. تدفق المياه الجوفية من شمال فارس ساهم في ازدهار الزراعة فيها، ويعد المشمش والبرقوق من المنتجات الرئيسية للقرية.

تصل القرية بسهولة عبر الطريق السريع يزد–سورمق، ويمر خط سكة الحديد أقليد–يزد بالقرب منها، رغم عدم وجود محطة قريبة.

المعالم السياحية في فاراغه

• سرو علي: مكان مقدس يحتوي على عدة حجرات ويستخدم في المناسبات الدينية.

• القلع: صادق‌آباد، خسروآباد، جلال‌آباد، شهرآباد، رستم‌آباد، قاسم‌آباد، رحيم‌آباد (لحميان)، گاشار.

• البيوت القديمة: تمثل الطراز التقليدي للقرية.

• سد لحميان: من المواقع الطبيعية المهمة.

عادات عيد الغدير في فاراغه

يعد عيد الغدير من أهم الاحتفالات في القرية، إذ يُعلن فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام. يؤمن سكان فاراغه بوجوب الانصراف عن جميع الأعمال اليومية والتفرغ للفرح والاحتفال في هذا اليوم. ويعتقدون أن تنظيف المنزل أو القيام بأي أعمال منزلية في يوم الغدير غير محظوظ، لذا يقومون بالتنظيف قبل عدة أيام من العيد.

في هذا اليوم، يشرع الناس في خبز الكماج، وهو نوع من الخبز الحلو يعتمد على الطحين والسكر، ويُضاف إليه أحيانًا عصير العنب والكمون والقرفة لتحسين الطعم. كما يُخبز نوع آخر من الخبز يُعرف بـ يوخه أو تيري.

لا يُباع أي حليب يُحلب من مواشي القرية في هذا اليوم، بل يُقدّم كنوع من النذر، ويُعتقد أن ذلك يزيد من بركة الماشية. كما يُستخدم ماء الزراعة في هذا اليوم مقابل مبلغ يُعطى للكودخدا (رئيس القرية) ليُستخدم في الأعمال الخيرية أو توزيع الصدقات على الفقراء. ويولي السكان أهمية كبيرة لهذا اليوم للقيام بالنذور، إذ يعتقدون أن العمل الصالح فيه مضاعف الأجر والفضل.

الزواج وتسمية المواليد في فاراغه

يعتقد سكان فاراغه أن أفضل يوم للزواج وتسمية الأطفال هو عيد الغدير. تُقام مراسم حناء العروسين في هذا اليوم، حيث تأتي عائلة العريس إلى منزل العروس محملة بالحنة، الأقمشة الفاخرة، السكر، الحلويات والمكسرات. يقوم كبير الحضور بوضع الحناء في يد العروس والعريس، ثم يُوزع على الأقارب. ويُعتقد أن هذه الطقوس تجلب الفرح والبركة وتبعد الهم عن الزوجين.

كما تُجرى مراسم تسمية المواليد في هذا اليوم: فإذا وُلد طفل ذكر يُسمى علي أو أحد ألقاب علي بن أبي طالب، أما إذا وُلدت فتاة فتسمى فاطمة أو أحد ألقابها.