الجاجيمُ، فنٌّ لصناعة منتجاتٍ ذات ألوان زاهية وفائدة كبيرة.

الجاجيمُ، فنٌّ لصناعة منتجاتٍ ذات ألوان زاهية وفائدة كبيرة.

الجاجيمُ، فنٌّ لصناعة منتجاتٍ ذات ألوان زاهية وفائدة كبيرة.

الإنسان والنسيج: من الصوف والقطن إلى فنون التقليد
منذ القدم، أدرك الإنسان قيمة الصوف والقطن بعد ترويض الحيوانات والتعرف على فنون الزراعة، واستُخدِمت هذه المواد الخام في صناعة النسيج. ومنذ ذلك الحين، تم إنتاج مجموعة واسعة من المنتجات باستخدام هذه المواد. على الرغم من أن علم النسيج اليوم أوسع بكثير ولا يقتصر على الصوف والقطن، إلا أن الطرق التقليدية لإنتاج المنتجات من الصوف والقطن ما زالت متبعة في مختلف أنحاء العالم، وتحافظ كثير من هذه المنتجات على أشكالها ونقوشها واستخداماتها التقليدية، لتصبح عناصر ثقافية وتاريخية قيّمة لكل شعب.


الجاجيم في إيران
يُعد الجاجيم من أكثر المنتجات النسيجية استخدامًا في إيران، وله تطبيقات واسعة. ينتشر هذا المنتج بين مختلف الثقافات والأعراق، ولا يزال يُنتج ويُستخدم على نطاق واسع. من المحافظات الإيرانية التي تشتهر بالجاجيم: جيلان، مازندران، أذربيجان الشرقية، أردبيل، كرمانشاه، كردستان، إيلام، تشهارمحال وبختياري، خوزستان، همدان، لرستان، وفارس. ولا يزال الجاجيم يُحاك في المناطق البدوية والريفية كفن وحرفة متوارثة.


ما هو الجاجيم؟
لجاجيم تاريخ عريق. تشير بعض الأدلة الأثرية إلى إنتاج واستخدام الجاجيم في حضارات العالم، مثل قبائل النازكا في بيرو بين القرنين الثالث والثامن الميلادي. في إيران، يمتد تاريخ حياكة الجاجيم لقرون عديدة، حيث يظهر في بعض المخطوطات من القرن الثامن الهجري (القرن الخامس عشر الميلادي) بأشرطة مائلة على أغطية منسوجة، يعتقد أنها جاجيم.

الجاجيم عبارة عن بساط ذو وجهين يُنسج من خيوط صوفية أو قطنية رفيعة وملونة، وأحيانًا من الحرير، وقد تُستخدم عدة مواد أولية لصنعه. ومن ميزاته أنه بلا وبر، فيمكن استخدام كلا وجهيه، مما يجعله مفضّلًا خصوصًا لدى البدو الرحل.

يشبه الجاجيم في النسج الكليم، إلا أنه يُنتج غالبًا على نول ضيق، ثم تُخاط القطع المختلفة معًا. ويُستخدم الجاجيم كبساط، غطاء، وحتى لتغليف ونقل الفراش والأمتعة. عادةً ما تُنسج الجاجيمات بألوان زاهية ودافئة، وفي منطقة أورامان بمحافظة كردستان تُنتج جاجيمات بنقوش متنوعة وفريدة من نوعها.


أنواع الجاجيم
تختلف طرق إنتاج الجاجيم بحسب نمط الحياة واحتياجات الناس، مما أدى إلى ظهور أنواع متعددة تختلف قليلاً في الشكل والاستخدام:

  • ساجيم أو ساجين: يُنسج في بعض قرى كلارداشت بمحافظة مازندران، مثل حسن‌كيف، شكرکوه وكوه‌پر. يتميز بألوانه الزاهية: الأحمر، الأزرق، الأصفر، والأخضر، ويُعتقد أنه يضفي البهجة على حياة الأزواج الجدد، لذا كان يُقدم غالبًا كهدايا للعروسين.

  • بوبشيمين: أنعم من الجاجيم العادي، مصنوع من صوف عالي الجودة. وتتركز صناعته في مدينتي مهاباد وبوكان في أذربيجان الغربية، ويُستخدم عادة كغطاء أو بساط.


الرموز الوطنية في حياكة الجاجيم
في عام 2022م (1401 هـ ش)، أُعلِن عن مدينة آلاشت في مازندران كمدينة وطنية للجاجيم. يُنتج جاجيم آلاشت من مواد طبيعية في ورش منزلية، ويُستخدم فيه الألوان الطبيعية والنباتية، وتُطبّق التصاميم الذهنية أحيانًا بأشكال هندسية مثل المستطيلات والمعينات. يُطلق السكان المحليون على نول الجاجيم اسم «كرچال».

نظرًا لاتساع فن حياكة الجاجيم في إيران، تقدمت عدة مناطق لتسجيل تراثها. ومن أبرزها:

  • جاجيم محافظة كهكيلويه وبوير أحمد، الذي أُدرج في قائمة التراث الثقافي غير المادي عام 2012م (1391 هـ ش).

  • مدينة خلخال في أردبيل، التي تقدمت لتسجيل جاجيمها كتراث وطني ولتُعلن كمدينة وطنية للجاجيم.

الإسم الجاجيمُ، فنٌّ لصناعة منتجاتٍ ذات ألوان زاهية وفائدة كبيرة.
الدولة إیران
المدن
أدخل النص الخاص بک واضغط على Enter

تغییر حجم الخط:

تغییر المسافة بین الکلمات:

تغییر ارتفاع الخط:

تغییر نوع الماوس: