فن النقش على الخشب في أبادَه، فن فريد ذو شهرة عالمية
فن النقش البارز (المنبت)
المنبت هو فن تُنحت فيه الزخارف بشكل بارز على سطح العمل. يمكن تنفيذ هذا الفن على مواد أولية مختلفة، غير أن المنبت على الخشب يُعدّ أشهرها وأجملها. يتم تنفيذ هذا النوع من المنبت عن طريق الحفر على الخشب، وكلما كان الخشب أصلبَ وأنسجته أكثر تماسكًا، كان العمل المنحوت أجمل وأدوم. ولهذا السبب تُستخدم أخشاب الجوز والبقس والكمثرى على نطاق واسع في فن المنبت.
وفي بعض الفنون الأخرى التي تُنفّذ على الخشب، مثل فن الخراطة وفن الترصيع (المعرق)، تُجرى أيضًا عمليات حفر على الخشب، ولذلك يمكن اعتبارها أشكالًا خاصة من فن المنبت.
أصل تسمية المنبت
كلمة "منبت" مشتقة من كلمة "نبات" أي النموّ، وكأن الفنان المنبت يُنبت أو يُحيي بروحه الفنية على الخشب أو الحجر أو المعدن الميت نقشًا يمثل نباتًا أو كائنًا حيًا فيبعث فيه الحياة!
تاريخ المنبت
نشأ فن المنبت، كسائر الفنون والحرف اليدوية، في أحضان المجتمع وتطور تدريجيًا، لذلك لا يمكن تحديد زمن ظهوره بدقة. إلا أن الخبراء يعتقدون أن أقدم قطعة من المنبت ما زالت محفوظة على مصراع باب خشبي في مسجد جامع عتيق بمدينة شيراز، وتعود إلى القرن التاسع الميلادي.
ويرى بعض الباحثين أن هذا الفن وُجد قبل دخول الإسلام إلى إيران في القرن السابع الميلادي، ومع انتشار الإسلام وبناء المساجد، ازدهر فن المنبت وبلغ مراحل متقدمة من الإبداع. فقد استُخدم هذا الفن في تزيين أبواب ونوافذ المساجد، وكذلك في صنع المنابر وحوامل المصاحف.
أما العصر الذهبي للمنبت فكان في عهد الدولة الصفوية (1501–1736م)، إذ انتقل العديد من الفنانين إلى أصفهان، عاصمة الدولة آنذاك، للمشاركة في بناء عمائرها الفخمة. ومع مرور الوقت أصبحت مدينة "كُلبايگان" القريبة من أصفهان مركزًا رئيسيًا لتجمع الحرفيين وتبادل خبراتهم في هذا الفن.
وبعد سقوط الدولة الصفوية وما تلاها من اضطرابات طويلة، تراجعت الفنون المختلفة ومنها المنبت، فتركز وجود هذا الفن في مدينتي كلبايگان وآباده، بينما اختفى تقريبًا في سائر المناطق. استمر الإهمال إلى أوائل القرن العشرين، ثم عاد الاهتمام بـ"الفنون الجميلة"، فقام الأساتذة الباقون بتدريب جيل جديد من الحرفيين، فعاد المنبت إلى الحياة من جديد.
فن المنبت في مدينة آباده
يُعدّ فن النقش البارز على الخشب من أبرز الصناعات اليدوية في مدينة آباده، وقد حصلت المدينة عام 2017 على شهادة التسجيل الجغرافي الدولي للمنبت، كما سُجلت تقنيات هذا الفن ضمن قائمة التراث غير المادي في إيران. وفي عام 2019 لُقبت آباده بـ"المدينة العالمية لفن المنبت".
ووفقًا لبعض الإحصاءات، يوجد في المدينة نحو 150 ورشة منبتٍ منزلية وتجارية يعمل فيها قرابة خمسة آلاف فنان. وتؤدي النساء في آباده دورًا مميزًا في هذا الفن، إذ تملك بعض الورش وتديرها نساء بالكامل.
وتُعرض بعض القطع المنحوتة الثمينة من آباده ومدن إيرانية أخرى في متاحف عالمية مهمة، مثل متحف فكتوريا وألبرت في بريطانيا. ويُعدّ الأستاذ أحمد إمامي من أبرز أساتذة هذا الفن، وُلد في آباده وخلّف آثارًا فنية باهرة، من أشهرها التحفة الخشبية في قصر المرمر. كما واصل ولداه، علي ومحمد طاهر، هذا النهج الفني ودرّبا العديد من التلاميذ.
استخدامات فن المنبت
يمكن تنفيذ المنبت تقريبًا على أي منتج خشبي، مثل صناديق المجوهرات، والتماثيل، والعصيّ، والأبواب والنوافذ، والأثاث، وغيرها من أدوات المنزل. كما استُخدم المنبت في تزيين المباني التاريخية في إيران، بل نُفّذ في بعض الأسقف الخشبية الفاخرة مثل سقف قصر هشت بهشت في أصفهان، حيث تظهر نماذج رائعة من هذا الفن الأصيل.
| الإسم | فن النقش على الخشب في أبادَه، فن فريد ذو شهرة عالمية |
| الدولة | إیران |
| المدن |








Choose blindless
العمى الأحمر العمی الأخضر العمی الأبیض اللون الأحمر من الصعب رؤیته اللون الأخضر من الصعب رؤیته اللون الأزرق من الصعب رؤیته أحادی اللون أحادی اللون خاصتغییر حجم الخط:
تغییر المسافة بین الکلمات:
تغییر ارتفاع الخط:
تغییر نوع الماوس: