الحِرَفُ اليَدويّةُ الإيرانيةُ، مَظْهَرٌ لِلذّوقِ والفَنِّ والحَضارةِ الإيرانيةِ.

الحِرَفُ اليَدويّةُ الإيرانيةُ، مَظْهَرٌ لِلذّوقِ والفَنِّ والحَضارةِ الإيرانيةِ.

الحِرَفُ اليَدويّةُ الإيرانيةُ، مَظْهَرٌ لِلذّوقِ والفَنِّ والحَضارةِ الإيرانيةِ.

فن الخاتم: الفن اليدوي الإيراني العريق

يمكن تصنيف الحرف اليدوية بحسب المواد الخام المستخدمة في تنفيذ التصاميم والرسوم، ومن هذا المنطلق يُعدّ فن الخاتم‌ أحد أهم الحرف اليدوية الإيرانية، والذي يُطبَّق على الخشب والمعدن لإنتاج قطع فنية جذابة وراقية. يقوم الحرفيون في فن الخاتم‌ بترتيب مثلثات صغيرة أو أشكال متعددة الأضلاع بشكل منتظم لتشكيل نقوش جميلة، وقد تُصنع هذه القطع الصغيرة، إلى جانب الخشب، من المعادن أو مواد أخرى مثل العظم. وتعتمد دقة الفن وروعته على حجم هذه الأشكال الهندسية، فكلما كانت أصغر، زاد جهد الصانع وقيمة القطعة.


الأدوات والمواد المستخدمة في فن الخاتم‌

يحتاج صانع الخاتم إلى أدوات خاصة للقطع والصقل والضغط، مثل: المنشار، المبرد، المبخرة، الصنفرة، الإزميل، وأنواع المشابك. أما الخشب المستخدم فيأتي غالبًا من أشجار: النّجَاب، البرتقال، الجوز، والأبنوس. وتستخدم المعادن مثل: النحاس، الألمنيوم، الفضة، والبرونز. كما يُستعمل أحيانًا عظم الجمل، الحمار، الحصان والفيل. أما المواد الأخرى فهي: الصمغ، الورنيش، والغراء لتثبيت القطع على سطح العمل.


مراحل صناعة فن الخاتم‌

يتم تنفيذ فن الخاتم‌ عادة على مرحلتين رئيسيتين:

  1. صناعة القطع الهندسية 
    قبل البدء بالخاتم‌، تُصمَّم الرسوم وتُحضَّر المواد، ثم تُقص القطع وتُشكل الزهور الهندسية. تُلصق هذه القطع لتكوين ما يُعرف باسم "قامه"، وهو أصغر وحدة هندسية في الخاتم‌، ويتكون من ثلاثة مثلثات على الأقل، وقد يصل عدد المثلثات في القامه الكبيرة إلى 400 مثلث. توضع هذه القطع بشكل منتظم على ورقة خشبية رقيقة باستخدام الصمغ، وبعد جفافها، تُستخدم لتزيين الأجسام.

  2. التنفيذ النهائي لفن الخاتم
    يشمل تحضير الأساس، لصق طبقات الخاتم على الأجسام، والتلميع للحصول على القطعة النهائية.


تاريخ فن الخاتم‌

في القرون الأولى من الإسلام، كان نوع من الخاتم‌ يُعرف بـ"الخاتم البسيط"، ويُسمى اليوم "الخاتم المربع"، حيث تُستخدم أشكال مثل المربع والمستطيل والمعين بدلاً من المثلث لتزيين سطح الخشب.

استُخدمت الخاتم‌ في العديد من الآثار التاريخية، مثل: مسجد عتیق في شيراز و مقبرة أمير سمرقند. وقد وجدت أزواج من الأبواب الخشبية التي تعود إلى القرن الخامس عشر في متحف الأرميتاج الروسي.

يرجع انتشار فن الخاتم الحديث إلى عهد الإيلخانيين (1256–1356م)، حيث تعلّم الحرفيون الإيرانيون أسلوب "الخاتم الصيني" باستخدام قطع صغيرة سوداء وبيضاء. ومع مرور الوقت، أُدخلت ألوان أخرى مثل الأحمر والأخضر والأصفر، وأُضيفت المعادن مثل النحاس والبرونز، كما توسعت استخدامات الأشكال الهندسية إلى الخماسي والثماني والعشري.

خلال العهد التيموري (1370–1506م)، اهتم تيمورلنك بفن الخاتم‌، وطلب من الحرفيين تزيين أبواب قصر دلگشا. وفي العهد الصفوي (1501–1736م)، ازدهرت هذه الحرفة بشكل كبير في مدن شيراز وأصفهان وكيرمان، واعتمد الحرفيون أسلوب "تجميع الزهور" باستخدام منشورات مثلثية متصلة من الجوانب، مع استخدام المعادن الملونة.

في العهد القاجاري والزنديه، ظهرت تقنيات جديدة مثل الخاتم المعقود ونصف المعرق، واستُبدلت بعض المواد بالورق بدل الخشب. أما في العهد البهلوي (1925–1979م)، فدخلت الألوان الصناعية إلى الخاتم‌، ما أثر على أصالة الحرفة، رغم ظهور أعمال ثمينة مثل:

  • قاعة الخاتم في قصر المرمر

  • قاعة الخاتم في مجلس الشورى

  • طاولة خاتم لنصف دائرة أُهديت للرئيس الأمريكي أيزنهاور

  • طاولة أُهديت للملكة إليزابيث

  • صندوق خاتم في ضريح السيدة زينب بسوريا

  • صندوق قبر عبدالعظيم الحسني في مدينة ري


فن الخاتم اليوم

يستمر فن الخاتم‌ كأحد أبرز الصناعات اليدوية الإيرانية في ورش متخصصة، حيث تُنتج قطعًا فنية متنوعة من الصناديق، الطاولات، اللوحات، والأغراض الزخرفية، وتعرض في الأسواق محليًا وعالميًا، محافظًا على مكانته كرمز للفن الإيراني التقليدي.

 

الإسم الحِرَفُ اليَدويّةُ الإيرانيةُ، مَظْهَرٌ لِلذّوقِ والفَنِّ والحَضارةِ الإيرانيةِ.
الدولة إیران
المدن
أدخل النص الخاص بک واضغط على Enter

تغییر حجم الخط:

تغییر المسافة بین الکلمات:

تغییر ارتفاع الخط:

تغییر نوع الماوس: