استهبان، مدينة ذات معالم طبيعية وتاريخية متنوعة

تعدّ استهبان إحدى مدن محافظة فارس، وتضم مركزاً يحمل نفس الاسم. يبلغ عدد سكان هذه المدينة حوالي 75 ألف نسمة، وتمتد مساحتها إلى 2652 كيلومتر مربع. تقع استهبان في سهل يعلو 1767 متراً عن سطح البحر، وتحيط بها الجبال، مما جعلها تتمتع بمناظر طبيعية خلابة. وتنتشر في غاباتها المتناثرة أنواع مختلفة من الأشجار، وتتميز بكثرة أشجار التين التي أكسبتها لقب مدينة التين.

معنى اسم استهبان

هناك احتمالان رئيسيان لمعنى اسم استهبان:

• الأول أن الاسم يعني كرم العنب.
• الثاني يشير إلى معنى حارس البرك، ويعتقد أنه أطلق على المنطقة لكثرة ينابيع المياه فيها.

تضم استهبان معالم طبيعية وتاريخية متعددة تجعلها وجهة سياحية مميزة وجذابة.

المعالم الطبيعية

جشمة قهري أوعين قهري استهبان

تقع هذه العين بالقرب من مدينة استهبان، وتتميز بطبيعتها الخلابة التي تعد وجهة مثالية لمحبي الطبيعة. يقال إن هذه العين حفرت بشكل يدوي بواسطة گرگين ميلاد، أحد ملوك السلالة الأسطورية الكيانية. وتعد هذه العين غزيرة المياه، حيث يمر نهرها المتدفق عبر أودية ملتوية ليسقي البساتين المحيطة.

كهف زكريا ووادي دم تنگ

يعد كهف زكريا من المعالم الطبيعية الواقعة في مرتفعات جبل تودج. يبلغ قطر مدخل الكهف حوالي متر واحد، بينما يصل ارتفاعه إلى أربعة أمتار. يحتوي الكهف على قاعات متصلة تحتوي على تشكيلات صخرية جميلة مثل الهوابط والصواعد. وقد أظهرت اللّقى الأثرية المكتشفة فيه أن الكهف ربما استخدم كمخبأ في فترة ما من التاريخ.
أما وادي دم تنگ، الواقع في المناطق الجبلية المحيطة، فيتميز بفارق ارتفاع يصل إلى ألف متر بين أعلاه وأسفله.

منطقة بك‌بك الطبيعية

في جنوب شرق استهبان توجد منطقة محمية تعد موطناً لأنواع عديدة من الطيور المهاجرة القيمة.

وادي لای‌تاریک

يقع هذا الوادي في جنوب غرب استهبان، ويشتهر بغطائه النباتي الكثيف وكثرة عيونه المتدفقة.

المعالم الترفيهية والتاريخية

حديقة استهبان الغابية

تقع هذه الحديقة عند سفح جبل تودج، وتحتوي على أشجار متنوعة مثل العنب، واللوز، والفستق، والتين. وتضفي الجداول المتدفقة والعيون والشلالات جمالاً إضافياً على الحديقة، مما يجعلها وجهة سياحية رائعة.

شلال سرآسياب استهبان

أنشئ هذا الشلال عام 1956 ميلادي عبر نحت 16 درجة. وقد كان هناك طاحونة مائية في أسفل الشلال لا تزال آثارها واضحة حتى اليوم. وتشير الروايات التاريخية إلى وجود 11 طاحونة مائية في استهبان، بقي منها ثمانية طواحين سليمة، بينما تستخدم طاحونتان فقط في الوقت الحاضر.

ضريح الشيخ علي نقي الاستهباناتي

يعود بناء هذا الضريح إلى العصر الصفوي (القرن السابع عشر)، وقد تم تسجيله ضمن قائمة التراث الوطني الإيراني. ويضم الضريح قبر الشيخ علي بن محمد، أحد علماء القرن الثاني عشر الهجري (أوائل القرن الثامن عشر الميلادي).

خزان حاجي محريم

مثلها مثل العديد من المدن القديمة في إيران، تضم استهبان خزاناً مائياً يعرف بالآب‌انبار. يبلغ ارتفاع قبة الخزان سبعة أمتار، بينما يصل نصف قطره إلى خمسة أمتار. وقد بني الخزان باستخدام الحجر والجير، وتتميز مخزن المياه فيه بشكل مستطيل على عكس الخزانات الأخرى. وقد تم تسجيل هذا الأثر ضمن التراث الوطني الإيراني عام 2008 ميلادي.

قلعة دختر استهبان

يعتقد أن هذه القلعة بنيت في العصور الوسطى الإسلامية (حوالي القرن الثالث عشر إلى الخامس عشر الميلادي). وبحسب المؤرخين، فإنها شيدت في عهد حكم أسرة شبانكاره التي حكمت أجزاء من محافظة فارس وما حولها لمدة 300 عام. وبعد سقوط هذا الحكم، تعرضت القلعة للدمار الكامل، ولم يبق منها سوى الأنقاض وبعض قطع الفخار التي تعد ذات قيمة تاريخية. وقد تم تسجيل هذه القلعة أيضاً ضمن التراث الوطني الإيراني عام 2008 ميلادي.