تل تیموران، تاريخ ثقافي غامض اختفى فجأة

تعد تلال أرسنجان الأثرية ذات قيمة كبيرة نظرًا لما توفره من آثار مهمة تساعد في فهم الثقافات العيلامية في أرض فارس. وقد أسفرت الحفريات التي أُجريت في هذه التلال عن اكتشافات هامة ساهمت بشكل كبير في فهم تاريخ وثقافة إيران القديمة.

تاريخ وأهمية تل تیموران
يعود تاريخ هذا التل الأثري إلى حوالي 2500 سنة قبل الميلاد. ومن أبرز الاكتشافات المرتبطة بتل تیموران هو العثور على قبور تعود إلى فترة ما قبل التاريخ، حيث دفن في هذه القبور العديد من الأدوات النحاسية إلى جانب الجثث. في هذه القبور، تم العثور على خواتم وأساور ودبابيس وتماثيل صغيرة تمثل الحيوانات. وتعد الفخار الأحمر والرمادي من بين أهم الاكتشافات في هذه المنطقة الأثرية.

يعتقد الخبراء أن ثقافة شعب تیموران مرتبطة بدخول جماعات جديدة إلى فارس، وهذا ما يتم استنتاجه من طريقة دفن الموتى في المقابر ووجود الزخارف في هذه القبور. وقد انتشرت هذه الجماعات تدريجيًا في أنحاء محافظة فارس.

تتزامن الفترة التاريخية لتل تیموران مع فترة وصول الآريين إلى أرض فارس وتأسيس أول حكومة فارسية. مع هجوم آشوربانيبال (ملك آشور، حكم من 669 إلى 625 أو 631 قبل الميلاد) على أرض عيلام، انهار حكمهم وتوطن الآريين في هذه الأراضي. في هذه الفترة، تأسست الحكومة الفارسية، التي بدأ تشكيلها تدريجيًا متأثرةً بالثقافة العيلامية، مما أسفر عن ظهور حضارة جديدة.

وبذلك، يجب ربط تل تیموران بفترة العيلاميين الذين كانوا يشكلون أهم شعب في هذه الأرض قبل دخول الآريين. عاش العيلاميون من الألفية الثالثة حتى الألفية الأولى قبل الميلاد في مناطق واسعة من جنوب غرب إيران الحالية. وقد تم العثور على بقايا حضارة العيلاميين في مناطق بوشهر، كرمان، لورستان، كردستان، خوزستان، فارس، وإيلام. وفي النهاية، اختفت الحضارة العيلامية في عام 645 قبل الميلاد.

حفريات تل تیموران
تغطي هذه المنطقة الأثرية مساحة 200 في 140 مترًا، ويبلغ ارتفاع التل ستة أمتار. وقد تم اكتشافه لأول مرة بين عامي 1952 و1960 على يد لويس فاندنبرغ، المستشرق وعالم الآثار البلجيكي. وقد اكتشف في هذه المنطقة قطع فخار مميزة، وكان يعتقد أنها تنتمي إلى فترة ثقافية معينة. لذلك، أطلق فاندنبرغ على هذه الفترة اسم "فترة تیموران" كأحد الفترات الثقافية في إيران.

تبدأ ثقافة الفخار في فترة تیموران من منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد، وتستمر حتى 900 أو 800 قبل الميلاد، ثم تنقطع بشكل مفاجئ، ولا يُلاحظ أي أثر لها حتى ظهور الإمبراطورية الفارسية (550 قبل الميلاد). ولم تُكشف بعد تفاصيل الأحداث التي وقعت بين عامي 800 و550 قبل الميلاد، والتي تسببت في التوقف المفاجئ لإنتاج هذه الأواني الفخارية.

تشير الدراسات إلى أن الفخار المكتشف في هذا التل يشبه الفخار الذي تم اكتشافه في تلة كييان ومنطقة سيلك كاشان، خصوصًا في المقبرة "ألف سيلك".

في الحفريات المختلفة في تل تیموران، تم تقدير مساحته بـ 8 هكتارات، وارتفاع التل بـ 8 أمتار. ويعتقد بعض الخبراء أن الحفريات التي قام بها الفلاحون على مدى عدة قرون قد أسفرت عن تقليل ارتفاع التل إلى ستة أمتار.

في الدراسات التي أجرتها ليندا جاكوبس، عالمة الآثار الأمريكية، في عامي 1976 و1977، تم اكتشاف مساحة محاطة بالأبعاد 60 في 65 مترًا في قمة التل، يُحتمل أن تكون بقايا حصن يعود إلى الفترة الإسلامية.

تقارير ونتائج الأنشطة الأثرية في تل تیموران محفوظة في المتاحف الملكية لتاريخ وفن بروكسل، بينما توجد بعض القطع الأثرية المكتشفة من تل تیموران في أيدي جامعي التحف الخاصة.

أين يقع تل تیموران؟
يُوجد هذا التل الأثري على بُعد كيلومتر واحد إلى الغرب من قرية كوشك في حدود محافظة أرسنجان.

التسجيل الوطني لتل تیموران
تم تسجيل اسم هذا الموقع الأثري في عام 1976 (1355 هجريًا) ضمن قائمة الآثار الوطنية الإيرانية.