فسا، مدينة تاريخية وشعب كبير في محافظة فارس

فسا هي إحدى مدن محافظة فارس التي يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد. في النقوش على الجدران والنقوش الحجرية في برسيبوليس، تم ذكرها باسم "بشي يا" أو "بشي". تعتبر كلمة "بشي يا" المعادل العيلامي لكلمة "بسا". وبعد وصول الإسلام إلى إيران، لعدم وجود حرف "پ" أو p في قاموس اللغة العربية، تم تغيير اسم هذه المنطقة إلى "فسا". ويرى اللغويون أن معنى هذا الاسم هو "المسكن" و"الإقامة".

جغرافية فسا

كونها تقع على طريق المواصلات بين شيراز وبندر عباس وكرمان، وهي المدن المهمة في جنوب إيران، أعطت مدينة فسا أهمية كبيرة. حوالي 40% من مدينة فسا سهل والباقي جبال. ترتفع مدينة فسا عن سطح البحر 1150 متراً، وأعلى نقطة فيها هي قمة خرمن كوه التي يبلغ ارتفاعها 3220 متراً.

ويبلغ عدد سكان مدينة فصا أكثر من 200 ألف نسمة، وتعتبر في هذا الصدد من أكثر مناطق محافظة فارس سكاناً. مناخ فسا شبه جاف ومعتدل. وفي الصيف تتجاوز درجة الحرارة في هذه المنطقة 40 درجة وفي الشتاء تصل إلى ثماني درجات مئوية في أبرد حالة. ويبلغ متوسط ​​هطول الأمطار في فسا خلال العام 320 ملم.

تاريخ فسا

وينسب تاريخ مدينة فسا في بعض المصادر إلى الفترة الأسطورية للبيشداديين. ولكن من المؤكد أن هذه المدينة كانت مأهولة بالسكان خلال الفترة الأخمينية (550 إلى 330 قبل الميلاد). وحالياً، توجد بقايا آثار من العصر الساساني (224 إلى 651 م) في فسا، مما يدل على أن المدينة كانت مزدهرة خلال عدة قرون.

بعد دخول الإسلام إلى إيران، تم غزو فسا من قبل القوات الإسلامية في معركة شرسة. كانت فسا مركزًا لسك العملات المعدنية في القرن الأول الهجري (القرنين السابع والثامن الميلادي). وبحسب الكتابات التي تركها الرحالة في فترة ما بعد الإسلام، كانت مدينة فسا مدينة مسالمة وغنية. ومع ذلك، تعرضت فسا للهجوم والتدمير بشكل متكرر من قبل الحكومات في ذلك الوقت.

من المحتمل أن تكون مدينة فسا الحالية قد تاسست خلال الفترة الصفوية (1501 إلى 1736 م). وخلال الفترة الأفشارية، بدأت الفسا في التطور وأصبحت تدريجيًا بشكلها الحالي.

المناطق السياحية في فسا

قلعة ضحاك

يقع هذا المعلم التاريخي، الذي يعرف أيضًا باسم "تل ضحاك "، على بعد ثلاثة كيلومترات جنوب شرق مدينة فسا، في قرية تسمى خير آباد، وتم تسجيله كأحد المعالم الوطنية الإيرانية عام 1931. ولزيادة أمن هذا الحصن، قاموا ببناء خندق كبير حوله، ولا يزال من الممكن رؤية آثاره. ويبلغ ارتفاع تل ضحاك حوالي 25 متراً، ومن حوله يمكن رؤية كمية كبيرة من الفخار والطوب.

يروي السكان المحليون قصة عن وجود كهف طويل يمتد إلى مكان يسمى "مطبخ الضحاك" وعند تقديم الطعام، كان العديد من العاملين يصطفون داخله ويمررون الطعام يدًا بيد لإحضاره إلى القلعة! يقع مبنى قديم يسمى "مطبخ ضحاك" على بعد بضعة كيلومترات من قلعة ضحاك وتم بناؤه في نفس وقت بناء قلعة ضحاك تقريبًا.

السيد الامير قاسم

وهذا المعلم هو مكان دفن شخص اسمه القاسم من نسل عقيل شقيق علي بن أبي طالب عليه السلام، ويعتبر القطب الثقافي للمنطقة.

محمية ميان جنكل

تقع هذه المنطقة على المنحدر الشمالي لجبل ميان جنكل، على بعد 50 كم شمال غرب فسا وبجوار الطريق الرئيسي من شيراز إلى كرمان. تبرز الأشجار الكثيفة في هذه المنطقة بشكل جميل على جانبي هذا الطريق. تم استخدام أجزاء من المحمية كمتنزه.

خرمن­كوه

ويستضيف هذا الجبل الواقع شمال مدينة فسا وينابيعه الجميلة، مجموعات عديدة من المتنزهين ومحبي الجبال كل عام. وعلى ارتفاع 400 متر على منحدر هذا الجبل يوجد كهف جميل. وفي سفح هذا الجبل توجد منطقة سياحية تسمى "آتشكده" أي بيت النار والتي تعتبر العين وبركة تربية الأسماك فيها مكانا مناسبا للسياحة الطبيعية.

متحف فسا الثقافي

يحتوي هذا المتحف على أكثر من سبعة آلاف قطعة ثمينة. تم التبرع بمعظم هذه الأشياء للمتحف من قبل الناس. تم إنشاء ثمانية صالات عرض بما في ذلك التكنولوجيا القديمة والتاريخية والكتاب والمشاهير من فسا والأنثروبولوجيا والحجر والحفريات وحديقة الأشجار والمعرض لعرض أشياء مختلفة من المتحف. يقع متحف ثقافة فسا في مدرسة محمد تقي ذو القدر الثانوية (التي تأسست عام 1938) على مساحة أرض تبلغ 4000 متر مربع.