تل نخودی، أحد المواقع الأثرية المرتبطة بشعب عاش منذ 7000 عام

يعتقد علماء الآثار أن أقدم القرى في العالم ظهرت في منطقة غرب آسيا، ومن هنا بدأ الاستقرار وتنظيم المجتمعات الزراعية قبل حوالي عشرة آلاف عام في منطقة شيراز. وتوجد عدة مواقع أثرية في محيط شيراز يعود تاريخها إلى أكثر من سبعة آلاف عام حسب الحفريات الأثرية، ويعد تل نخودي أحد هذه المواقع التي تقع بالقرب من قبر كورش في سهل مرغاب.
يمر أحد فروع نهر بولوار بالقرب من هذا التل، مما جعل المنطقة صالحة للزراعة. ويعتقد أن السكان في هذه المنطقة كانوا يعملون في الزراعة. ويبدو أن هذا التل يعود إلى فترة بداية التحضر في الجزء الجنوبي من هضبة إيران، وتحديداً بين 4000 و3400 عام قبل الميلاد.

حفريات أجريت في تل نخودي
بدأت أولى الافتراضات حول القيمة التاريخية لتل نخودي في عام 1934م، حيث بدأ السير أورل اشتاين الحفريات في المنطقة. كان اشتاين عالماً مجرياً قاد العديد من الحفريات في إيران وآسيا الوسطى.
بعد حوالي 27 عاماً، قام عالم الآثار الإيراني علي سامي بحفريات أوسع في هذا التل، وخلال هذه الحفريات اكتشف قطعاً من الفخار مشابهة لتلك التي وجدت في تل باكون.
في عام 1961م، بدأت حفريات أخرى استمرت حتى عمق أربعة أمتار من أعلى التل، وأدت إلى تحديد أربع طبقات استيطانية.
في الطبقة الأولى تم العثور على بقايا ساحة وعدد من الأفران، وكان سطح أحد الأفران مغطى بالطين بدقة، كما تم العثور على حصى صغيرة في هذه الطبقة.
الطبقة الثانية تحتوي على غرفة مبنية من الطوب اليدوي على شكل مربع، وتم استخدام طبقة سميكة من الطين كملاط لبناء الجدران، كما يوجد فرن على منصة مغطى بالطين.
أما الطبقة الثالثة فقد تضمنت بقايا جدران مبنية من الطوب اللين، واكتشف فيها ستة أفران.
وفي الطبقة الرابعة، تم بناء الجدران من الطوب فوق قاعدة من الحصى، وكانت مغطاة بالطين. اللون الأحمر الذي يظهر على بعض الجدران يعتقد أنه كان يستخدم للزخرفة، مما يجعل هذه الطبقة مميزة. كما تم العثور على ثلاثة أفران في هذه الطبقة.

الآثار المكتشفة في تل نخودي
من بين الآثار المكتشفة في تل نخودي، يوجد فخار مزخرف بلون أحمر لامع وفخار رمادي مشابه لتلك التي اكتشفت في تل باكون الف. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على عدة قطع فخارية مزخرفة باللون النخودي، والتي تشبه تلك الموجودة في تل باكون.
يعتقد الخبراء أن الفخار النخودي تم تصنيعه باستخدام عجلة الفخار، حيث تم تغطيته بطبقة سميكة من الطين، واستخدم اللون الأسود للتزيين. وقد اكتسب اللون البني في بعض الأحيان لوناً داكناً نتيجة التعرض للحرارة.
من بين أهم الأواني المكتشفة في تل نخودي هناك الأوعية ذات القاعدة الحلقية، الأواني البسيطة، الأوعية ذات القاع المخروطي، الأقداح، الأكواب، والجرار. وتظهر الزخارف النباتية والحيوانية وأحياناً الإنسانية على هذه الأواني، وعادة ما تكون هذه الزخارف مرسومة في الجزء العلوي من الأواني بين شريطين بسيطين.
تم العثور أيضاً على بعض الأدوات غير الفخارية المثيرة للاهتمام، مثل عدة دبابيس وسكين نحاسي. ولكن في الطبقتين الثالثة والرابعة، اللتين تعدان أقدم طبقات الموقع، لم يتم العثور على أي أدوات نحاسية. كما تم العثور على شفرات وأسطوانات من الحجر الصوان، والتي كانت تستخدم في حصاد المحاصيل.
كما اكتشفت عدة مسامير طينية وتماثيل حيوانية وإنسانية. التماثيل الحيوانية تمثل الأبقار، الخنازير، أو الماعز الجبلي، بينما يوجد تمثال يمثل الأغنام، وهذه التماثيل تشبه تلك المكتشفة في تل باكون. التماثيل البشرية مصنوعة من الطين المحروق وغالباً ما تحتوي على رسومات بسيطة.
نظرًا لأن الحفريات في هذا التل لم تكن واسعة النطاق، لم يتم العثور على بقايا عظمية، إلا أن الهيكل الوحيد الذي تم اكتشافه هو هيكل طفل دفن في الطبقة الأولى.

تسجيل تل نخودي في قائمة الآثار الوطنية
تم تسجيل تل نخودي في قائمة الآثار الوطنية الإيرانية في عام 2003م تحت رقم 8491.